الأقباط متحدون - بالصور..تكليف التسرب من التعليم..الفقر هو الدافع الرئيسي لتسرب الأطفال من التعليم بأسيوط
أخر تحديث ١٣:٥١ | الجمعة ٤ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٤ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور..تكليف التسرب من التعليم..الفقر هو الدافع الرئيسي لتسرب الأطفال من التعليم بأسيوط

تكليف التسرب من التعليم..الفقر هو الدافع الرئيسي لتسرب الأطفال من التعليم بأسيوط
تكليف التسرب من التعليم..الفقر هو الدافع الرئيسي لتسرب الأطفال من التعليم بأسيوط

أسيوط : محمد محمود
تعيش مئات الأسر من أبناء محافظة أسيوط مأساة حقيقية مع اقتراب العام الدراسي الجديد في ظل الحياة المعيشية الصعبة حيث وصلت نسبة الفقر في محافظة أسيوط إلي‏69%‏ مما دفع الكثير من أولياء الأمور إلي حرمان أبنائهم من التعليم لمساعدتهم في الحياة المعيشية الصعبة، مما يدفع للتسائل هل هم جناه أم مجني عليهم ضحايا الجهل والفقر والبطالة والمرض التي إضطرتهم الظروف لترك مدارسهم والخروج بحثا عن العمل لكسب العيش مبررين ذلك بأنها محاولة منهم لمساعدة أسرهم الفقيرة حتي تحولوا إلي باعة جائلين يفترشون الأرصفه أمام المولات والمحلات التجارية.

في طريقنا وجدنا نورا  الطفلة السمراء ,ذات العيون البريئة, وهي تنتظر أمام  مدخل أحد العقارات توجهنا إليها وسئلناها عن السبب وراء عدم ذهابها للمدرسة.

اسمك ايه ؟ اسمي نورا.

ليه ما روحتيش المدرسة النهاردة؟ أنا سيبت المدرسة وانا في رابعة ابتدائي.

وبسؤالها عن سبب ترك المدرسة أجابت أنها تساعد ابيها الذي يعمل كحارس لإحدي العقارات . فهي تأتي بطلبات السكان, وتستقبل أطفالهم من أتوبيس المدرسة عند العودة . كما تساعد أبيها في الحفاظ علي نظافة العقار.

تتحدث نورا بحزن واضح بعينيها, انا كنت شاطرة في المدرسة قبل ما أسيبها ,وكان نفسي أبقي دكتورة, وكمان بذاكر لأولاد السكان وقبل ان تنهي كلامها أتي أتوبيس المدرسة ,فتركتنا  وركضت لتكمل عملها , وتستلم أولاد السكان.

ومع قدوم المساء تشتد برودة الجو ,ويحتمي جميع المارة بمعاطفهم , ولكن أمير الذي لم يتجاوز الحادية عشر,هذا الطفل ذو اللون البرونزي والعيون الزرقاء, ولايرتدي سوي بلوفر برتقالي ,ويقف علي احد جوانب الطريق ليبيع الفخار, وفي خجل واضح قال, "أنا بصرف علي أمي وأختي ,بعد أبويا ما ساب البيت" أمير هو ضحية من ضحايا التفكك الاسري بعدما رحل ابوه وتركهم بلا عائل أو مساعدات مالية, وأم تعتمد علي ابن الحادية عشر ليصرف علي بيتها,وعم استغل الوضع وأخرج أمير من التعليم ليعمل عنده, ولا يعطيه سوي القليل.

وبسؤاله عن أحلامه أجاب معنيش أحلام .

وعلي النقيض من أمير ونورا يأتي علي والذي يعمل علي عربة خضار ,أكثر ما يلفت انتبهك له ,هو تلك الضحكة التي لا تفارق وجهه الصغير, علي ذو الست أعوام ,يعمل مع أبناء عمومته في بيع لخضار,لايعلم شيء عن المدرسة ,ولا يهتم بها ,أكبر احلامه أن يصبح معلم مثل عمه.

هذا وقت وصلت أعداد الطلاب المتسربين من التعليم إلي 13 ألف طالب تقريباً بمراحل التعليم الثلاثة الإبتدائي والإعدادي والثانوي طبقا لتقارير جمعيات المجتمع المدني حيث بلغت نسبة المتسربين من التعليم 2% من إجمالى المقيدين بالمرحلة الإبتدائية 9% من إجمالى المقيدين بالمرحلة الإعدادية.

وعلي الرغم من أن محافظة أسيوط من أولي المحافظات التي قدمت الدعم والمساندة للأطفال العاملين وعملت منذ سنوات طويلة مع مؤسسات المجتمع المدني علي مناهضة عمل الأطفال ومكافحة العمالة الخطرة وتأهيلهم وعودتهم إلي التعليم.

ويقول حاتم قطب مدير هيئة تيرديزوم إن الهيئة تقوم بتنفيذ مشروع لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال من خلال تعزيز السياسيات وسبل العيش المستدامة والفرص التعليمية بمصر والذي يهدف إلي المساهمة في الحد من ظاهرة عمل الأطفال بالقطاع الزراعي بالمحافظة وتحسين نوعية الحياة لهم وتوعيتهم عن طريق سحبهم من سوق العمل ووقايتهم من الانخراط فيه وتحسين سبل العيش الخاصة بهم وبأسرهم وتعزيز استمرارهم في التعليم.

وقالت الدكتور إيمان عبد الرحمن مدرس علم الإجتماع بكلية التربية جامعة أسيوط إن إرتفاع نسبة تسرب الطلاب من التعليم يرجع إلي عدداً من الأسباب منها أسباب خاصة بالطلاب أنفسهم حيث إن بعض التلاميذ تكون قدرتهم محدودة وبعضهم ليس عنده استعداد للتعلم وهو ما يُعرف بـ "الفروق الفردية" والرسوب المتكرر وكثرة المغريات التى تشد الطالب وتجذبه إليها أكثر من الدراسة والتعلم.

وأوضحت إيمان إن هناك أسباباً أخرى مرتبطة بالعملية التعليمية كالمناهج الدراسية حيث إن طول المنهج وكثرة المواد المقررة وصعوبتها وعدم إرتباطها ببيئة الطلاب أو تلبية احتياجاتهم ومراعاة ميولهم الشخصية والفروق الفردية بينهم تؤدى إلى نفور الأطفال من العملية التعليمية.

مضيفة إن العامل الاقتصادى للأسرة قد يدفع بعض أولياء الأمور إلى سحب أبنائهم من صفوف الدراسة للاستفادة منهم فى سوق العمل والحصول على عائد مادى من ورائهم وكذلك الظروف والمشاكل العائلية كالطلاق أو الخلافات بين الزوجين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter