نظراً للمسؤولية الاجتماعية التي يشعر بها المسيحيون الإنجيليون تجاه بلدهم الحبيب مصر، قام مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر  بتنظيم احتفالية خاصة لدعم السياحة بشرم الشيخ مساء الاثنين 30 نوفمبر 2015م تحت عنوان "مصر السلام في حب شرم الشيخ"، وحضر هذه الاحتفالية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والأستاذ حلمي النمنم وزير الثقافة، والسفيرة الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وفضيلة الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وفضيلة الشيخ الدكتور أسامة القوصى، والدكتور القس كمال يوسف رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر, والدكتور القس ثروت قادس رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، وبعض رجال الدين المسيحي والإسلامي، وعدد من رجال الجيش والشرطة، ووفد من المصريين المقيمين بالخارج، ومجموعة من أبناء محافظة جنوب سيناء، وعدد من العاملين بمجال السياحة بالمحافظة بهدف تنشيط السياحة.

وفي كلمته الافتتاحية عبر الدكتور القس ثروت قادس رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى عن سعادته بالاحتفالية التى تهدف لتنشيط السياحة، وإرسال رسالة للعالم أجمع بأن مدينة شرم الشيخ مدينة آمنة وتنتظر عودة السائحين من كافة الدول لقضاء إجازة أعياد الميلاد والكريسماس.

وفي كلمته قال الأستاذ حلمي النمنم وزير الثقافة: إن شرم الشيخ الآن تبدو وكأنها في أزمة، ولكن أزمة الإرهاب ها هي تجتاح العالم كله، فعندما تحدث الرئيس السيسي منذ عام وقال:"إن الارهاب سيظهر في العالم، قال البعض إنها أزمة مصر فقط، والآن يمر العالم بما نمر به، كما أكد وزير الثقافة، أن مصر أقوى من الإرهاب، وأنها مرت كثيراً بأسوأ من الظروف التي تشهدها الآن ولكنها بقوتها تجاوزتها،

وأضاف أننا عندما نتحدث عن شرم الشيخ، لا نستطيع أن نفصلها عن الحضارة المصرية، وسحر الطبيعة، فنحن نتحدث عن حضارة مصر الضاربة في عمق التاريخ بآلاف السنين، وأشار إلى أنه إذا كانت شرم الشيخ تواجه أزمة، فهناك مناطق عدة حول العالم تواجه أزمات كثيرة، موضحاً أن عزيمة وإرادة المصريين القوية ستتغلب على أية مشكلة، وأضاف قائلاً: "إن الشعب المصري تغلب على ما حدث في يونيو 1967، وبدأ حرب الاستنزاف في يوليو من نفس العام، واستطاع خلال هذه الفترة بناء الدولة، فقامت على أكتاف المصريين مصانع الألومنيوم ومشروع السد العالي، وكنا نرفع شعار "بيد نبني.. وبيد نحمل السلاح"، ونحن اليوم نرفع شعار "بيد نبني.. وبيد نحارب الإرهاب", وأضاف إن كل دول العالم تغيرت حدودها ولغاتها إلا مصر، فهي ظلت قوية، وستظل أقوى مهما فعل الأعداء في الداخل أو الخارج, وأن مكافحة الإرهاب تتطلب جهوداً ثقافية وتنويرية, بجانب الجهود الأمنية.

كما أشاد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بهذه المبادرة، مؤكدًا أن هذه المبادرة لها اعتبار ومذاق مختلف، لأن الكنيسة الإنجيلية المشيخية هي التي تنظمها، مشيرًا إلى أن المصريين عازمون على اجتياز هذه الأزمة بسواعد الرجال, وقال اللواء خالد فودة للمصريين فى الداخل والخارج:" أطمئنكم جميعاً بأن السياحة بشرم الشيخ ستعود وأفضل مما كانت عليه من قبل, فنحن لن ننهزم ولن نستسلم، ونحن الآن بصدد تطوير شرم الشيخ لتصبح مدينة استثمارية سياحية عالمية على أعلى مستوى لتنافس مدن استثمارية عالمية أخرى، ولدينا أعلى معدلات الأمن والأمان داخل المحافظة"، وأشار إلى أن هذه الاحتفالية تأتي تمهيدًا للاحتفالية الكبرى المقرر إقامتها بدير سانت كاترين، يوم 9 ديسمبر المقبل، والتي ستشارك بها فرق فنية دينية من اليونان وروسيا.

وقالت الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج موجهة حديثها إلى المصريين بالخارج، إن مصر كالأم التى تنادى أبناءها بالخارج، وطالبتهم بالعودة لمصر قائلة "أمكم مصر بتقولكم ارجعوا عشان هى محتاجة مساعدتكم"، واستشهدت الوزيرة ببيت الشعر :"وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف ابني قواعد المجد وحدى"، للتأكيد على أن قواعد المجد تٌبنى بسواعد الأبناء وبقدرتهم الذاتية وليس بالجيران والغرباء، موضحة أن الوزارة تسعى لجلب العقول المهاجرة فى الخارج لبناء مصر مشددة على أن شرم الشيخ ستظل مدينة السلام.

وأعلنت وزيرة الهجرة أنها تسعي في مجال اجتذاب العقول المهاجرة في مبادرة هي الأولي من نوعها، تبدأ بالمتخصصين في مجال طب الكبد لعلاج غير القادرين من أبناء الشعب المصري، بالإضافة إلى باقي الخبراء والعلماء خارج البلاد لعودة ثقه المواطن في دولته، وعودة ثقة الدولة في مواطنيها بالخارج، بالإضافه إلى مبادرة قضاء إجازات الكريسماس في شرم الشيخ، كما أضافت أن مصر هي الأم التي تحتاج لأبنائها لتخطي أزمتها.

ومن ناحية أخرى قام كل من ممثلي الأزهر والكنيسة بالصعود على المنصة لإلقاء كلمة موحدة أكدا خلالها رفض الأديان للإرهاب، فأكد الدكتور القس كمال يوسف رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، إن السلام والأمان لن يضيعا ولن ينهزما، وقال إننا جئنا إلى شرم الشيخ من أجل السلام، ونمد أيدينا للسلام، إن مصر بلد الأمان كانت وسوف تكون ولسوف تظل، ووجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن مصر لن تنهزم ولسوف تتحطم كل المؤامرات.

فيما أكد الشيخ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن سيناء بلد الله، فلم يتجل الله لأحد إلا لسيدنا موسي في مصر، وأن مصر محفوظة وفقاً لما جاء بالكتب الدينية، وادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ومبارك شعب مصر، وقال الشيخ كريمة: لقد انتهت عصور الفاشية الدينية التي تتاجر بالوطن، وأن الدين الإسلامي حافظ على المعابد لأنه يقر الفنون الجميلة والمعالم لأن لها علاقة بالشرائع السماوية،

وشدد على أنه لن يُعدم إنجيل ولم يحرق قرآن في مصر, وقال: إن المسيحيين في مصر في عيوننا، ووجه رسالة للعالم قال فيها: تعالوا إلي الإخاء في سيناء لنمضي معاً مع قائدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلينا أن نقف خلف قواتنا المسلحة، وتحيا مصر، وعاش الأزهر والكنيسة.
نقلا عن دوت مصر