الأقباط متحدون - ميسون المليحان
أخر تحديث ١٥:١٩ | السبت ٥ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ميسون المليحان

رولا خرسا
رولا خرسا

أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC قائمتها السنوية لأكثر 100 امرأة إلهامًا فى العالم لعام 2015. وتعتبر قائمة هذا العام هى الثالثة على التوالى منذ أن بدأ ما يسمى بـ«موسم المائة امرأة» الذى أنشأته الهيئة البريطانية لأول مرة، وذلك من أجل ضمان تمثيل المرأة فى تغطيتها الدولية. للأسف لم يحتوِ التقرير على أى اسم مصرى إلا اسم الكاتبة المتميزة نوال السعداوى، وكنت أتمنى طبعا أن مصر بحجم عدد سكانها يكون فيها أسماء أخرى وإن احتوى على نساء من السعودية والإمارات ولبنان.

وتشمل قائمة الـ BBC عددَ مائة امرأة من جميع أنحاء العالم، تم تصنيفهن على أنهن الأكثر إلهامًا فى العالم لهذا العام، نساء من أعمار ومهن مختلفة، ما بين شابّات عمرهن أقل من ثلاثين عامًا، ورائدات للأعمال، وممثلات، ومطربات وصانعات أفلام يوثقن الضغوط التى تتعرض لها المرأة فى مجتمعاتهن، وممرضات حرب، وحقوقيات، ولاجئات وغيرهنّ من أصحاب التأثير والإلهام فى العالم.

وتضمنت القائمة حوالى ثلاث عشرة سيدة عربية إلى جانب اثنتين من أصول عربية، إلى جانب جنسيات أخرى؛ وهما الشاعرة الأمريكية إيمى محمود، ذات الأصول السودانية، بالإضافة إلى عارضة الأزياء وسفيرة الأمم المتحدة، البريطانية أليك ويك، ذات الأصول السودانية أيضًا.. وأتوقف اليوم أمام السيدة التى تصدرت القائمة وهى السورية ميسون المليحان التى أتوقف عندها اليوم.. ميسون أطلق عليها لقب «ملالا سوريا»، إثر الحملة التى أطلقتها للإبقاء على الفتيات فى المدرسة فى المخيم الذى تقيم فيه مع أسرتها، فى إشارة إلى الشابة الباكستانية «ملالا»الناشطة فى مجال التعليم، التى نجت من هجوم طالبان على أتوبيسها المدرسى عام 2012. وحكاية ميسون بدأت عندما تركت سوريا وكل شىء خلفها وهربت مع والديها وثلاثة إخوة أصغر منها إلى الأردن، عندما وصلت الحرب الأهلية فى سوريا إلى قريتهم فى درعا عام 2013. ودرعا كانت تعرف بأنها محافظة خالية من الأمية وفيها جامعة حكومية «جامعة درعا»، إضافة لخمس جامعات خاصة تركت أثرها الطيب على الفتاة الشابة التى قررت تبنى حملة للاهتمام بالتعليم أينما ذهبت. أمضت العائلة عامًا فى مخيم الزعترى المكتظ والمضطرب معظم الأوقات، قبل أن تنتقل إلى مخيم الأزرق فى الاْردن، وهو بين المخيمات معروف بالأكثر هدوءًا والأفضل تجهيزًا. ويبعد المخيم ١٢٠ كيلومترًا من العاصمة عمان وسط الصحراء وفى طريق الحدود الأردنية السعودية. تتشارك ميسون وعائلتها الإقامة فى صندوق معدنى معتم مساحته 76 مترًا مربعًا، صمم خصيصًا للمخيم حيث يتوافد 60 مهجرًا يوميًا. تحرص ميسون على إقناع أهالى الأطفال المهجرين بضم أولادهم للمدرسة خاصة الفتيات إذ إن الأهالى بسبب ظروفهم المادية يقومون فى أحيان كثيرة بتزويج بناتهن فى سن صغيرة جداً لضمان معيشتهن بشكل أفضل دون تفكير فى تأثير الزواج المبكر على صحتهن وحياتهن. وبحسب اليونيسيف فقد ارتفعت حالات الزواج المبكر بشكل حاد بين اللاجئين السوريين فى الأردن على مدى السنوات الثلاث الماضية، من 18% عام 2012 إلى قرابة الثلث من إجمالى زيجات اللاجئين فى 2014. زارت ملالا يوسف مخيم الزعترى عام 2014 والتقت ميسون وأصبح يطلق عليها من وقتها ملالا سوريا وارتبطتا بصداقة جعلت اليونيسيف يساعد ميسون فى السفر إلى أوسلو لتشهد تسلّم ملالا يوسف زاى جائزة نوبل للسلام. وإذ تستمر رحى الظروف السياسية القاسية على سورية، دون أن تلوح لها نهاية فى الأفق، تزداد نظرة المهجرين السوريين اليائسين إلى الزواج المبكر على أنه وسيلة لتأمين مستقبل اجتماعى ومادى لفتياتهم.. وفى تصريح لها قالت ميسون:

«التعليم مهم جدًا لأنه الدرع الذى بإمكاننا استخدامه لحماية أنفسنا فى الحياة، وهو طريقتنا لحل مشكلاتنا»، وتضيف ميسون: «لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا دون تعليم»..

عندما نفكر فى أن ميسون فى السادسة عشرة من عمرها تركت بلدها مجبرة وتعيش فى ملجأ فى وسط الصحراء فى ظروف معيشية شديدة القسوة لابد وأن نعتبرها شخصية ملهمة، أضف لما سبق أنها فتاة فى مجتمع يعتبر الفتاة عنصرًا يجب التخلص منه وإعطاؤه لأول عابر سبيل من الممكن أن يتحمل نفقاته.. تحية لها منى وللرحم الذى أنجبها. تحيتى قد لا تصلها أبدا ولكنى على الأقل أوصلت صوتها لمن يقرأ مقالى هذا عنها.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع