الأقباط متحدون - شبشـب الحكومـة!
أخر تحديث ١١:٥٥ | السبت ٥ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شبشـب الحكومـة!

بقلم: عـادل عطيـة

في كتابه: "من ذكريات الفن والقضاء"..

أشار أديبنا الراحل توفيق الحكيم ـ بصفته وكيلاً للنيابة، في ذلك الوقت ـ، إلى مناقشة دارت رحاها في احدى جلسات المحكمة بين القاضي من جهة، وخفير وامرأة من جهة أخرى!

سأل القاضي الخفير، قائلاً: "وكيف تعدّت عليك المتهمة أثناء تأدية وظيفتك؟!"..

أجاب الخفير: "قلت لها عيب يا ملموسة ادخلي بيتك. فما كان منها إلا زغرت لي من فوق لتحت، وتقصّعت، وقالت: اخرس يا غفير يا مصدي قطع لسانك دا أنا لما أنفّض شبشبي الصبح؛ ينزل منه عشرين غفير زيك"!

ونتيجة لهذه الإجابة، يذكر مفكرنا توفيق الحكيم، أنه: ظهر الاستنكار على وجه القاضي، وظهر الإعجاب على وجهه.. فهي في نظر القاضي قد فاهت بأقصى ألفاظ التعدي، وهي في نظره قد جاءت بأخصب صور الخيال الفني؛ فما يظن هناك صورة أبلغ من هذه الصورة في تحقير خفير!

انها قصة تحقير قصيرة لقصة أطول من ليل الألم.. تُعلن فيها حكوماتنا المتعاقبة، بمواقفها، وتصرّفاتها، انها مع كل صباح جديد، تنفض "شبشبها"؛ فينزل منه أكثر من عشرين مواطن مصري؛ وهذا يفسر الزيادة السكانية الرهيبة، التي ابتلينا بها على صدى دعاوي الفتاوي، التي تُحرّم تنظيم التكاثر، حتى أصبح المواطن المصري، لكثرته ووفرته، رخيصاً في وطنه، وكلا شيء على أرضه!

ألا يفتقر إلى سكن مناسب، ويأكل الطعام المسرطن، ويشرب المياه الملوثة، ويضيع مرتبه في منظومة الغلاء المتصاعد، ودروس أولاده الخصوصية؟!..
وستجد ألف حكيم وحكيم، ينظر إلى ما تقوله الحكومة، وما تفعله بنا، كمادة قيّمة تثير خياله، كروائي..؛ فلا يدري بالزمن الذي يمر به، ولا يفطن إلى ما يجري حوله، ولا إلى ما يجب أن يتخذه من موقف يغير واقعنا المرً، تماماً كما فعل توفيق الحكيم في جلسة المحكمة!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter