الجريمة استغرقت 8 دقائق.. واستغاثة والدته أنقذتها من الموت

يصعد أفراد القوة على سلالم العقار عقب نزع السلسلة الحديدية من الباب، وهم فى وضع الاستعداد للتعامل مع أى طارئ، لحظات قليلة ووقف أفراد القوة أمام شقة الضحية «حامد على» 57 سنة، ترزى، فى الطابق الثالث، وبفتح باب الشقة شوهد القاتل «أحمد» 24 سنة واقفاً بجانب جثة والده، وجهت القوات رسائل تحذيرية للمتهم بإلقاء الساطور على الأرض ورفع يديه على رأسه، فرد القاتل بقوله: «يا باشا خد الساطور أهو أنا عملت اللى أنا عاوزه ارتحت من الراجل اللى كان مزهقنى فى حياتى».

 

«لما شافنى ماسك الساطور قال لى هتعمل إيه يا مجنون وحاول يهرب ولما لحقته فى الصالة خلصت عليه»

«رأس مقطوع مفصول عن الجسد ملقى على الأرض، الدماء تملأ جنبات الشقة، أرضية الصالة تحولت إلى شلال من الدماء، السجاد المفروش فى الصالة وغرفة الصالون لا يُرى منه شىء من كثرة الدماء التى سقطت عليه، أبواب العقار ملطخة بآثار الدماء»، كان هذا هو المشهد الذى وقعت عليه أعين رجال المباحث داخل شقة الضحية، فتم التحفظ على مسرح الجريمة وأخطر المستشار حمدى خليفة المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة بالواقعة، وانتقل مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة، بإشراف المستشار بكر عبدالعزيز رئيس النيابة الكلية، إلى مكان الحادث لمناظرة الجثة، وتبين أن المتهم قطع رأس والده وفصله عن الجسد بسبب المخدرات.

 

كل ما كنت أطلب فلوس يقول لى: هتشترى بيها حشيش؟

«أنا قلت لأبويا أنا محتاج فلوس عشان أشترى سجاير، فقال لى روح دور على شغل بدل ما أنت عاطل، الكلام ده بصراحة خنقنى ودخلت الأوضة بتاعتى طلعت الساطور اللى عندى ودبحته» بتلك الكلمات بدأ القاتل فى شرح تفاصيل جريمته أمام فريق المباحث الذى يشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية، وأقر أنه كان موجوداً داخل الشقة بصحبة والده أثناء حدوث الجريمة، بينما كانت والدته وأشقاؤه فى الطابق العلوى المخصص لشقيقه المتزوج، وأن الواقعة بدأت بمشادة كلامية مع والده الذى رفض إعطاءه النقود لشراء السجائر، معتقداً أنه سيشترى بها «حشيش»، فأمسك الساطور وطعن والده عدة طعنات وتمكن بعدها من عزل رأسه عن جسده.

 

منعت الفتك بالقاتل وسط إجراءات أمنية مشدّدة أشرف عليها اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، اقتادت أجهزة الأمن قاتل والده من مكان احتجازه فى قسم شرطة حلوان إلى مسرح الجريمة، ومثّل جريمته ببرود أعصاب فى حضور مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة، ومنعت الشرطة عدداً من أقاربه من الفتك به عقب انتهائه من تمثيل الجريمة.

«أبويا شغال ترزى وبيكسب كويس، ومرضيش يساعدنى بأى مبلغ لحد ما ألاقى شغلانة، ولما طلبت منه 50 جنيه، رفض وشتمنى وقال لى انت مش صغير لازم تشتغل أى شغلانة عشان تصرف على نفس»، بتلك الكلمات برر المتهم جريمته لقتل والده أمام فريق المباحث الذى يشرف عليه اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وقال إنه تشاجر مع والده عدة مرات سابقة على فترات متعاقبة، بسبب رفض والده إعطاءه نقوداً، لكن تلك المرات كانت تنتهى بسبب تدخل والدته وأشقائه أو الجيران، لكنه فى المرة الأخيرة طفح به الكيل وقرر أنه يتخلص من والده مستغلاً وجودهما داخل الشقة بمفردهما.

 

«لما جبت الساطور من الأوضة وأبويا شاف الشر فى عينيا، قام من على الكرسى بتاع ماكينة الخياطة وقال لى انت هتعمل إيه يا مجنون، وحاول يجرى بره الشقة، ولحقته فى الصالة وضربته بالساطور فى ضهره ولما وقع على الأرض قطعت راسه»، بهذه الكلمات واصل المتهم شرح تفاصيل الجريمة أمام رجال المباحث عقب القبض عليه داخل قسم شرطة حلوان، وأقر أن الجريمة لم تستغرق سوى 8 دقائق وتمكن خلالها من تنفيذ مهمته والخلاص من والده، وأن التفكير فى التخلص من والده كان مجرد فكرة طرأت فى ذهنه أثناء حدوث المشادة الكلامية، وعندما اختمرت الفكرة فى رأسه أسرع إلى حمل الساطور والانقضاض على والده حتى فارق الحياة فى الحال.

 

وأمام مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة، شريف أشرف، اعترف المتهم بتفاصيل جريمته كاملة، وأقر أنه اشترى الساطور المستخدم فى الجريمة منذ 3 سنوات، وأنه كان يحتفظ به داخل غرفته ليستخدمه فى المشاجرات التى تحدث بينه وبين العديد من الشباب فى المنطقة، وعندما حدثت المشاجرة مع والده استل المتهم الساطور وأنهى به حياة والده وقطع رأسه فى الحال.

 

«كنت بحاول أهرب من البيت بس لقيت أمى واقفة قدامى وكنت هقتلها كمان، لكنها طلعت تجرى على شقة أخويا وفضلت تصرخ لحد ما الجيران اتجمعوا وقفلوا باب العمارة وبعدها بقرابة 15 دقيقة لقيت الشرطة وصلت عندى البيت»، بتلك الكلمات واصل المتهم اعترافاته أمام مدير النيابة، وأقر أنه سلم الشرطة الساطور وتوجه مع عدد من الضباط والجنود إلى قسم شرطة حلوان حتى تحرر محضر بالواقعة.

 

«أنا مش ندمان على قتل أبويا ولو رجعت بىّ الأيام كنت هقطع راسه وأولع فيه كمان» بهذه الكلمات أنهى القاتل اعترافاته بالجريمة أمام النيابة، وعقب انتهاء التحقيقات قررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وانتدبت الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.

 

والدة المتهم بالقتل وتدعى «ثريا. ت» 50 سنة، قالت فى تحقيقات النيابة إنها كانت موجودة فى شقة نجلها وحيد أثناء حدوث الجريمة وعندما سمعت صرخات زوجها ونجلها أحمد نزلت لاستكشاف الأمر لأنها تعرف بوجود خلافات بينهما ومشاجرات بسبب تعاطى نجلها للمخدرات، وعندما نزلت وجدت الدماء تملأ الصالة وعندما دققت النظر شاهدث رأس زوجها ملقى على الأرض فظلت تصرخ، لكن نجلها القاتل حاول اللحاق بها فهربت إلى شقة نجلها وحيد واستغاثت بالجيران الذين حضروا وأغلقوا باب العمارة حتى وصلت قوات الشرطة. الواقعة بدأت بتلقى اللواء هشام لطفى، رئيس قطاع جنوب القاهرة، بلاغاً من العديد من الجيران الذين أبلغوا بوجود جريمة قتل وأنهم تمكنوا من احتجاز القاتل داخل الشقة، فانتقلت قوة من الشرطة إلى مكان الحادث ونجحت فى القبض على المتهم قبل هروبه أو إلحاق أى أذى بباقى أفراد الأسرة والجيران الذين أغلقوا الباب الحديد الخاص بالعمارة بسلسلة حديدية حتى وصلت الشرطة وضبطت المتهم.