الأقباط متحدون - نبوات داود
أخر تحديث ١٥:٣٧ | الأحد ٦ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٦ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نبوات داود

بقلم نسيم عبيد عوض
نصل الى الجزء الرابع والاخير من شخصيةداود ‘ وبكل إختصار لأن حياة داود راعى الغنم والملك والنبى تستحق كتب ومجلدات ‘ بل سيظل والى الابد محط أنظار كل مؤمن مسيحى ‘ وتسمع  مزاميره فى كل السواعى تسبحة وترتيل فى كنيسة الرب المقدسة فى انحاء الارض ‘ ويسبق قراءة

الاناجيل مزمور لداود ‘ عشية وباكر وطول النهار ‘ وحياة الرهبان فى الاديرة تبدأ بحفظ المزامير المائة والواحد والخمسين ‘ ولا تخلو صلوات المسيحيين من المزامير والمتضمنة مزامير داود ‘ وهو الذى قال عنه الله " أنه حسب قلب الرب" كان ولا يزال مثلا فى قوة الايمان بإلهه ‘ فيقول لشاول الملك ليقنعه بأنه قادر على قتل جليات العملاق ‘ فى الوقت الذى دخل فيه شعب اسرائيل الجحور خوفا من هذا العملاق" قتل عبدك الاسد والدب جميعا. وهذا الفلسطينى الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عير صفوف الله الحي. وقال داود " الرب الذى أنقذنى من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذنى من يد هذا الفلسطينى

. وامام إصرار داود وبقوة إيمانه بالرب ‘ قال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك." 1صمو17: 33- 37‘ كان الايمان عند شاول هذه الكلمة فقط واما عند داود أكثر من ذلك كان معايشة مع الله ‘ قوة ايمان وثقة وتأكيد " الذى انقذنى من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذنى من يد هذا الفلسطينى".. إيمان حقيقى صادق بالثقة والتسليم الكامل فى قوة الله القادر على كل شيئ ‘ وهذا الغلام الصغير يذهب لجليات ويقول له " أنت تأتى الي بسيف ورمح وبترس وأنا آتى إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم‘ هذا اليوم يحبسك الرب فى يدى فأقتلك وأقطع رأسك ‘ فتعلم كل الارض انه يوجد إله لإسرائيل..وتعلم ان الرب يخلص لأن الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا." 1صمو17: 45. كان داود مثلا للتواضع والوداعة التى طالبنا السيد المسيح ان نتحلى بها فى حياتنا ‘ فيقول عن نفسه " هل هو مستخف فى أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير." قال هذا بعد إنتصارة الجبار على عملاق الفلسطينيين ‘ وأصبح فى أعين الشعب البطل والمخلص ‘ وعند مطاردة شاول الملك لداود قال له" وراء من خرج ملك اسرائيل ؟ وراء من انت تطارد ‘ وراء كلب ميت وراء برغوث واحد."1صمو26: 10‘ كان داود المحب والمحبوب حتى قالوا له خوفا عليه " لا تطفأ سراج اسرائيل "‘ وحتى فى سقطاته وخطاياه المحزنة ‘ والتى لم يترك الوحئ الإلهى  أى منها إلا وذكرها حتى تكون عبرة ودرس لكل الاجيال‘ فكان داود مثلا يحتذى فى قوة الإعتراف والإنسحاق والتوبة ‘ وكانت صلاته للرب ومازالت صلاة كل تائب عائد ليدى الرب " إرحمنى ياألله كعظيم رحمتك" ..وليعلمنا الكتاب أننا كبشر وامام شهواتنا ضعفاء مثل داود فلنكن أقوياء مثله المتمسك برحمة الله (مزمور 51).
 
كان داود قدوة ومعلم لكل الاجيال : 
 
1-  كيف عندما نصاب بالضعف البشرى أمام شهواتنا نتقوى ونقوم من سقطتنا متمسكين بالرب مثلما حدث مع أخيش ملك جت.  2- علمنا التسامح وكيف كان قويا فى مسامحته لإعدائه مثلما فعل مع شاول الملك‘فعلمنا  محبة الاعداء وكيف تكون كوصية إلهيه نستطيع تنفيذها.  3- علمنا ضبط النفس فى تعامله مع يوآب  قائد جيش اسرائيل وشمعى بن جيرة الذى سب الملك داود ‘ وكل حياة داود كتاب مفتح لنتعلم منه العلاقة مع الله والخضوع لإرادة ومشيئة الرب.
 
نبوات داود 
ولعل هذا أهم جانب من شخصية داود النبى ‘ فالنبوة عن شخص المسيح وبكل مراحل حياته من تجسده الى آلامه وموته وقيامته وصعوده  ملأت كل نبوات داود فى مزاميره التى كان يسبحها للرب كل حين ‘ وهو الذى سبق مجيئ وتجسد الرب يسوع المسيح على الارض بأكثر من خمسمائة سنة‘  وهى نفسها التى قال عنها الرب يسوع لتلاميذه" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وانا بعد معكم‘ انه لابد أن يتم جميع ماهو مكتوب عنى فى ناموس

موسى والأنبياء والمزامير." لو 24: 44. وهذا ماعلم به القديس العظيم بولس الرسول ‘ ففى مطلع رسالته يقول" بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا‘ المفرز لإنجيل الله ‘ الذى سبق فوعد به بأنبيائه فى الكتب المقدسة عن إبنه الذى صار من نسل داود من جهة الجسد ‘ وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات. يسوع المسيح ربنا." رو1: 1-4* وأيضا يوصى بمزامير داود " متى إجتمعتم فكل واحد منكم مزمور... 1كو14: 26 ‘ " لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى ‘ وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا ‘ بمزامير وتسابيح وأغانى روحية بنعمة ‘ مترنمين فى قلوبكم للرب." كو3: 16. ويعقوب الرسول يقرر" أعلى أحد بينكم مشقات فليصل . أمسرور أحد فليرتل ."يع5: 13 وحسب الترجمة اليونانية         " فليرتل مزمورا". تظل مزامير داود النبى مصدرا رئيسيا للنبوات عن شخص المسيا المرتقب لخلاص البشرية ‘ وكل الكتاب المقدس بكل أسفاره ومن ضمنها المزامير سواء من تنظيم داود (وهى 73 مزمورا) أو باقى المزامير من باقى المرتلين إمتلأت نبوات عن السيا المنتظر ‘ لأنه هو موضوع الكتاب كله. وسنتعرض هنا فقط للمزامير من تنظيم داود والخاصة بالنبوات وبكل إختصار أيضا:
أولا: عن المسيح ابن الله والملك والكاهن: 
 وشملتها مزامير داود ارقام 2 و18 و 20 و45 و 61 و72 و 110: 
ففى مزمور 2 : 6: " وأما أنا(يهوه) فقد مسحت ملكى على صهيون جبل قدسى. 8: اسألنى فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصى الأرض ملكا لك." وفى مزمور 18: 43 " تجعلنى رأسا للأمم .شعب لم أعرفه يتعبد لي." 50: "برج خلاص لملكه. والصانع رحمة لمسيحه. لداود ونسله الى الابد." وفى مزمور 20: 9" ليستجب لنا الملك  فى يوم دعائنا. ومزمور 21: 1" يارب بقوتك يفرح الملك ‘ وبخلاصك كيف لا يبتهج جدا." ومزمور 45: 6" كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك." و7" احببت البر وابغضت الإثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بدهن الإبتهاج اكثر من رفقائك." وفى مزمور 110: 1" قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك." و 4: " أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن الى الابد على رتبة ملكى صادق." 
ثانيا : المسيح المتألم:
وشملت النبوات عن آلام السيد المسيح المزامير 22 و 35 و 41 و 55 و69 و109: والمطابقة تماما لنبوات أشعياء النبى فى أصحاحين متكاملين 52 و53 ‘ وكأنهما كانوا واقفين فى صفوف التابعين للمسيح فى آلامه وتحت خشبة الصليب فى عذابه وموته:
فى مزمور 22 : 1" إلهى .إلهى لماذاتركتنى ؟ بعيدا عن خلاصى.." و6: " أما انا فدودة لا انسان عار عند البشر ومحتقر الشعب." و 7: " كل الذين يروننى يستهزئون بى.." و8: " إتكل على الرب فلينجه ولينقذه لأنه سر به." 14: " كالماء انسكبت .انفصلت كل عظامى ‘ ثار قلبى كالشمع." و16-18:" جماعة من الاشرار اكتنفتنى ‘ ثقبوا يدى ورجلى أحصي كل عظامى ‘ وهم يتفرسون في يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون." وفى مزمور 41: 9 " أيضا رجل سلامتى الذى وثقت به‘ آكل خبزى‘ رفع علي عقبه." ‘ومزمور 69: 21       " يجعلون فى طعامى علقما‘ وفى عطشى يسقوننى خلا." و24:" لتصر دارهم خرابا. وفى خيامهم لا يسكن ساكن." 
ثالثا: المسيح ابن الانسان:  
وشملت المزامير 8 و 16 و 40: 
ففى مزمور 8: 4:" فمن هو الإنسان حتى تذكره ‘ وإبن آدم حتى تفتقده." 5:" وتنقصه قليلا عن الكلائكة وبمجد وبهاء تكلله."و6:" تسلطه على أعمال يديك‘ جعلت كل شئ تحت قدميه."و9:" أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك فى كل الارض." وفى مزمور 16: 8" جعلت الرب أمامى فى كل حين‘ لأنه عن يمينى فلا أتزعزع." وفى 10" لأنك لن تترك نفسى فى الهاوية‘ لم تدع تقيك يرى فسادا."وفى مزمور 40: 6-8" بذبيحة وتقدمة لم تسر ‘ أذنى فتحت‘ محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قلت: هنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عنى. أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت. وشريعتك وسط أحشائى."
رابعا: عن مجيئ الله وتجسده:
وهى التى تنبأت عن مجيئ الله بنفسه ليفدى ويدين وشملت المزامير18 بأكمله و50  و 68 :
ففى مزمور18 كمثال :9 "طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه." و 50: " برج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله الى الابد." ‘   وفى مزمور 50 : 1-3" إله الآلهة الرب تكلم ودعا الارض من مشرق الشمس الى مغربها. من صهيون كمال الجمال الله أشرق. يأتى الهنا ولا يصمت."
خامسا: المسيح لكل الأمم: 
وشملت النبوات المزامير 2 و 9 و 33 و46 و 59  على سبيل المثا ل وليس الحصر .
ففى مزمور 2: 2و3:" قام ملوك الأرض ‘ وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين:  لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما." والى آخر مزامير داود ال73 شملتها نبوات عن المسيا المنتظر ‘ وبالطبع باقى المزامير الأخرى ‘ ولكننا أمام النور الإلهى وقد شع فى قلب داود ‘ فأنعم على البشرية بنبوات محددة عن تجسد الله الكلمة وعمله الخلاصى بفداء الأمم والشعوب وإنقاذها من براثن إبليس وشياطينه قبل مجيئة الحقيقى بخمسمائة سنة‘ وكل أجران المعموديات فى الكنائس شرقها وغربها مفتوحة أمام الذين يؤمنون بإبن الله الحى ‘ ليفديهم دمه المسفوك على خشبة الصليب. ولإبينا داود النبى والملك نسأله ان يصلى من أجلنا أمام عرش النعمة الواقف أمامه يسبح ويترتل ليل نهار. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter