الأقباط متحدون - الإرهاب الأسود يضرب كاليفورنيا
أخر تحديث ٠٧:٥٣ | الأحد ٦ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٦ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإرهاب الأسود يضرب كاليفورنيا

بقلم منير بشاى
كنا نعلم ان الضربة الموجهة لأمريكا قادمة، ولكننا لم نكن نعلم متى أو اين.  واخيرا حدثت ضربة فى منطقة سان برناردينو فى ولاية كاليفورنيا لا نعلم على وجه التاكيد ما اذا كانت هى الضربة الموعودة.  تهديداتهم كانت تتوعد واشنطن ونيويورك وشيكاغو وهى اماكن ساخنة.  ولكن كاليفورنيا الهادئة؟ وسان برناردينو المتواضعة؟ هذه أماكن ابعد ما تكون عن الصراع العالمى.
ما يزال الامر رهن التحقيق. وقد تم تصنيف الحادث على انه عمل ارهابي ولكن لم يعرف بعد ما اذا كان له صلة بالارهاب العالمى، وان كانت هناك العديد من الادلة التى تشير الى هذا الاتجاه.  ويعتقد بعض المحللين ان تنظيم داعش يعانى الحصار فى سوريا مع تفاقم الخسائر فى الافراد والمعدات.  ومن هنا جاءت عمليات المتعاطفين التى تهدف الى تخفيف الضغط عن طريق نفل المعركة الى الخارج.  وهو ما حدث مؤخرا حيث تمت عمليات فى استراليا وباريس ومالى والان فى كاليفورنيا.  وتشير الاخبار الواردة من انجلترا الى وقوع حادث ارهابى جديد فى احد القطارات التى تجرى تحت الارض استخدمت فيه الاسلحة البيضاء.
ما حدث فى كاليفورنيا هو اكبر عملية ارهابية فى امريكا منذ تحطيم البرجين فى 11 سبتمبر 2001.  فى هذه العملية حصد الارهاب 14 قتيلا و 17 جريحا كانوا جميعهم موظفين فى ادارة حكومية لتقديم الخدمات للعجزة والمعوقين.  وكان احد هؤلاء العاملين سعيد فاروق (28 عاما).  وكانوا جميعا يقضون وقتا طيبا فى احتفالية بمناسبة الأعياد.  ويخرج سعيد فجاة من الحفل ليعود مرة اخرى مع زوجته تشفين مالك (29 سنة) ومعهما قنبلة زمنية وبنادق ومسدسات مع كمية هائلة من الذخيرة توحى بانهم مقدمون على حرب.  كان احد اطراف هذه الحرب جاهزا ومستعدا وهم الارهابيان اما الطرف الآخر وهم بقية المواطنين من الضحايا فما حدث لم يكن يخطر لهم على بال.
الدافع والمدفع
انتهت المعركة وجاء بعدها دور المحققين.  استقر المحققون على تصنيف الجريمة على انها عمل ارهابى، ولكنهم حتى وقت كتابة هذا المقال لم يصلوا الى قرار عن الدافع (motive) الذى دفع بالرجل الى قتل زملائه؟ هل هناك حزازية شخصية مع احدهم؟  واذا كانت هناك حزازية مع احد زملائه فلماذا يحاول قتل الجميع؟ ولماذا يحوى جراجه ترسانة من الاسلحة والانابيب والمتفجرات؟  ولماذا بايعت زوجته تنظيم داعش فى الفيسبوك؟  ولماذا حطم الاثنان جهازى المحمول الخاص بهما؟ اى معلومات تحوى ويخشيان فضحها؟  هذا الرجل مولود فى امريكا ومتعلم فى امريكا ويعمل فى امريكا فى وظيفة مرموقة بمرتب 52 الف دولار فى السنة.  لم يكن جاهلا او فقيرا ولم يعانى من الاضطهاد.  ولكنه زار السعودية وتحول فجاة الى راديكالى غير عابىء باسرته وابنته الرضيعة التى يبلغ عمرها 6 شهور والتى اصبحت الآن يتيمة الاب والام؟
الناس والنص
المحققون الامريكيون يحاولون فك الغاز الجريمة بطريقة منطقية طبيعية.  ولكن من يعيش فى البيئة التى افرزت هذه الاعمال يعلمون ان هناك ابعادا اخرى تخفى عن هؤلاء وهى فكر الارهاب.  هذا الفكر يسكن فى عقول الارهابيين  قبل ان يحرك اصابعهم فيضغط على الزناد.
هؤلاء الناس اسرى ايديولوجية متطرفة تسيطر عليهم وتحولهم الى فاقدى الارادة الا عن تنفيذ ما تأمرهم به.  هى نصوص يؤمنون انها من الله موجهة لكل منهم شخصيا اما ان ينفذها فيدخل الجنة او يفشل فى تنفيذها فيكون مصيره النار وبئس المصير.
خذوا هذه الامثلة القليلة:
"قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" التوبة 14
"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب (المسيحيون واليهود) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" التوبة 29
"إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون (to kill ) ويقتلون (to be killed)" التوبة 111 
" امرت (المتكلم رسول الاسلام) ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة وياتوا الزكاة.  فان فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم واموالهم" وماذا لو لم يفعلوا؟
 
النص- يا سادة- هو حيث تقع جذور المشكلة.  ولن تختفى المشكلة ان لم تعالج من الجذور
على علماء الاسلام ان يقولوا لنا هل هذه النصوص العنيفة تتعلق بزمان ومكان ام هى لكل عصر وكل انسان؟ وهل هى اوامر من الله لكل مسلم ينفذها على من يعتقد انه كافر او مشرك او من لا يسير طبقا لما يعتقده الاسلام الصحيح.
وان كان علماء الاسلام يؤمنون فعلا بان الاسلام دين السلام فماذا هم فاعلون بالنصوص الكثيرة التى تحض على قتال وقتل غير المسلم؟ هل من تفسير مريح لها؟
الامر خرج عن كونه حوادث فردية تقع هنا او هناك بين الحين والآخر.  نحن نتعامل الآن مع ظاهرة كونية منظمة تحدث كل يوم وفى كل مكان.  وهى يمكن ان تتصاعد وتنذر بصدام عالمى يقضى على الاخضر واليابس.  وتطال الجميع بما فيهم المسلمين انفسهم.
صراحة بعد قراءتى لبعض تلك النصوص انا لا استغرب لوجود امثال سعيد فاروق او تشفين مالك، الذى استغرب له وجود ملايين المسلمين الذين لا يعملون نفس الشىء.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter