الأقباط متحدون - رسالة إلى صديقي المسلم؛ المذنب البرئ
أخر تحديث ١٥:٤٤ | الثلاثاء ٨ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٨ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة إلى صديقي المسلم؛ المذنب البرئ

الكاتبة نانا جاورجيوس
بصراحة وبكل صراحة يا أخي وجاري و زميلي وصديقي المسلم لم يعد تنديدك ضد داعش كافي في ظل مساندة المؤسسات الدينية وأولها الأزهر الشريف بمناهجه الوهابية لكل ما تقوم به داعش من إجرام مقدس وممنهج. ستصبح في نظر العالم المذنب البرئ، خصوصاً لو كنت من الجاليات العربية والمسلمة في المجتمعات الغربية. كل عنصري ومتطرف غربي سيجدك الشماعة لتبريراته حين تصير ضحيته!

سيتحمل مسلمي أوروبا وأمريكا إرثاً وحِملاً ثقيلاً بالإنابة وبالأصالة عن داعش و أخواتها وأذرعها المنتشرة في بؤرهم بدول العالم. وسيزداد رد الفعل العنصري والعنف الغربي ضدكمع كل حدث. وسيكون عليك حِمل إدانة كل ممارسات الإسلاميين وإرهابهم المتستر بغلاف الدين وعليك الإعلان بوضوح في مجتمعك الغربي عن نبذك لمنهجهم السافك للدماء لتوضيح دينك الحقيقي وما تعتنقه من فكر. بدءاً من داعشية الدول الإسلامية كالسعودية وتركيا وقطر، نهاية بعناصرهم وأذرعهم وآليتهم التي يمولونها في الدولة الإسلامية البغدادية التي تبنت إقامتها تلك الدول بمساعدة اليمن الغربي التطرفي، لتجتر تلك الدول الإسلامية زمن خلافتهم المفقود وتتكرعه حنضلاً في وجه شعوب المنطقة من جديد.!

عليك تكوين جمعيات خيرية ومؤسسات إجتماعية تتبنى الإدانة الواضحة والصريحة لمناهجهم التراثية التي تنشرها السعودية وتُدخلها داعش حيِّز التنفيذ. ففي الإدانة إعلان واضح لرفضهم ممارساتهم التي تبنتها أساساً المؤسسات الدينية كالأزهر وأنك تدين عدم تكفير الأزهر لداعش بإعتبارهم مسلمين مؤمنين،ففي إدانتهم إخراجهم من الدين، طالما مشايخ الوسطية يساندون داعش من الباطن ويعلنون « تأسفهم الغبي» على إرهاب داعش، وهو بمثابة ضوء أخضر لأن تكمل داعش ما بدأته من حمامات دم يومية حتى أصبحت ممارساتهم نمط حياة فلم يعد يؤرقنا مشهد الدم، ليتحقق لهم حلمهم الخلافة الرمادي.

 فعلى الجاليات المسلمة بالغرب أن تنشر سلاماً حقيقياً وتتحرك بخطوات حثيثة عملية، وتعلنه في كل مكان سواء في سكنهم وفي عملهم وسط أصدقائهم و جيرانهم و زملاء العمل والدراسة. فلن يكفي ترديدكم أن هذا ليس من الإسلام ولا يمتّ للمسلمين وأن الدين منهم براء، وبأن هناك نوعين، مسلم وسطي ومعتدل وأخر إسلامي متطرف إرهابي، فلن يصدق الغرب هذا التصنيف لأن المرحلة الراهنة من الفوضى الخلاقة لا يستطيع العالم معها أن تفرز المسلم من الإسلامي ولا تثبت إنتماءات ومعتقدات كل عربي إلا بعد وقوع كل كارثة ومعرفة المشتبه بهم والمتورطين معهم.و طالما داعش تنفذ ممارساتها من كتب دينية سمتها مملكة الخراب والوهابية « بأمهات الكتاب» وتعتمدها رسمياً كل دول وقادة العرب حتى أنهم قدسوها أكثر من القرآن نفسه، حتى دستور جامعة الدول العربية جاء لداعش على طبق من فضة ومن أوسع الأبواب حين إعتمد شريعة داعش التي تعطيهم الحق فيما يجرمون حين إعتمدت في دستورها شريعة إقامة الحدود والحكم بالشريعة التي فرضتها السعودية على دول العرب كما تطبقها داخلياً في مملكتها !

 فصمتك أصبح يصب في مصلحة اليمين الغربي المتطرف ويخدم أهدافه في تنمية داعش وإحتضان خلاياها لتكون البؤر التدميرية للمنطقة الشرق أوسطية لأنها عين الهدف. من خلال تعاون هذا اليمين المتطرف مع أنظمة الدول الإسلامية وعلى رأسها قطر والسعودية وتركيا التي ترعى لهم عناصر داعش وأرضعتهم من إسلامها النفطي المتطرف.

- قرأت رسالة تحمل كثيراً من المرارة لفتاة مسلمة مغربية تعيش بأمريكا. و تحمل الكثير من المعاناة النفسية التي نعانيها نحن مسيحيين الشرق في أوطاننا. مفادها أن العرب والمسلمين الأبرياء – ممن لا صوت لهم ولا يعبرون أمام الغرب عن إسلامهم الوسطي- إن لم يكونوا الشماعة لممارسات العنصرية الغربية فسيصبحون على الأقل المتهم البريئ في كل حادث وكل جريمة يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية وأخواتها من تيارات الإسلام السياسي ضد دول الغرب. خصوصا بعد هجمات تكفيريو داعش المتكررة في سيناء مصر وفي باريس. تقول المغربية « مروة بالكار» رداً على تصريحات المرشح الجمهوري« دونالد ترامب ». حيث ذكر في خطابه أنه سيقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة بأمريكا، والتي من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين وأنهم سيتخذوا إجراءات من شأنها تحجيم الجاليات المسلمة لديهم.

فردَّت مروة على صفحتها الفيسبوكية تقول له: « عزيزي دونالد ترامب، إسمي مروة، مسلمة، سمعت بأنك ترغب منا أن نرتدي شارات هوية، لإظهار أننا مسلمين، ولهذا قررت أن أتخير لنفسي واحدة، إذ لا يمكن التعرف علي بسهولة كمسلمة بمجرد النظر إليّ، ولهذا تركت لك الشارة التي أرتديها لتعلمك من أنا بفخر، الشارة التي تخيرتها هي شارة السلام، لأنها أنسب ما يمكن أن يشير إلى ديني، وتعاليمه، إنه الدين الذي حثني على نبذ الظلم، وأمرنا بالوحدة، هو الدين الذي علمني أن قتل نفس بريئة بغير ذنب يعني قتل الإنسانية جميعًا، علمت أنك تريد تتبعنا، عظيم، يمكنك تتبعي في المسيرات التي أنظمها لأجل التوعية بمرض السرطان بالقرب من المدرسة المحلية، أو متابعتي في عملي الذي يهدف إلى خلق السعادة لدى الجميع، يمكنك كذلك ان تلاحقني لدى المسجد الذي إرتاده، والذي يقوم بإعداد وجبات للمشردين، ويرحب بهم جميعًا في صحنه مهما كانت ديانتهم، فربما بعد تلك المتابعة والملاحقة، تدرك من أنا وتعرف أنني كمسلمة لا أقل إنسانية عنك. سلام عليكم. »

 أحييكي يا مروة لموقفك الذي شعرتي فيه بالإضطهاد سواء العنصري أو الديني وعبّرتي عن أبسط حقوقكِ الإنسانية، ولكن عزيزتي ألا ترين أن هذه« الشارة العنصرية» هي ذاتها« الشارة الدينية» التي فرضها قادة العرب وعلماء المسلمين على المرأة المسلمة لتمييزها عن غيرها من غير المسلمات؟!وما أدراكي ما وصل مداه لهذا التمييز الديني في أبسط حقوقي بالحياة بدءاً من التعامل اليومي في الشارع و في وسائل المواصلات وصعوبة العثور على وظيفة حكومية وإن وصلت فهي لحدود معينية لا يدخل فيها الأطباء المسيحيين لأقسام النسا والتوليد بالمستشفيات ولا يصلون لمراكز أساتذة الجامعات ولا محافظين ونسبة تمثيل مهمشة على المستوي السياسي. وبقدر معين لا بحسب الكفاءات والفرص التي تتاح للجميع كمواطنين؟! أسأليني أكثر عما صنعه التمييز ونكل من آدميتنا كمسيحيين مشرقيين مضطهدين بلا سبب ! ألا تري معي أن «شارة العنصرية الغربية» هي ذاتها« شارة التدين» التي تُتخذ ضدنا ونحن من سكان هذه الأرض قبل أن يغزونا العرب بإسم الدين؟! ألا ترين أننا حملنا السلام والحضارة للعالم سواء كنا أقباط أو سريان أو آشوريين أو أمازيج ولم يعاملنا العربي والإسلامي بنفس هذا القدر البسيط مما نستحقه للحفاظ على إنسانيتنا؟! وكنا بوابة عبور العرب والمسلمين وإنفتاحهم على العالم حتى سئم العربي المحتل والإسلامي المتطرف وإستحوا من هذه الحقيقة التي دحرتهم كلما حاولوا دفنها تحت خيمة بداوتهم ولكنهم لم يفلحوا.

ألا ترين أننا كنا ومازلنا سبب حضارة ونهضة بلادنا وحافظنا على هوية أوطاننا من فكر البداوة المدمر وحافظنا على علمانيته رغم عصور خلافاتهم المظلمة التي كانت كل مرة تقوم وتموت على حمامات الدم. حافظنا على معنى الرحمة والتسامح والتعاطف في المحن وأفنى أجدادنا عمرهم للحفاظ على تراب هذه الأرض و هو ما تعلمناه من مسيحيتنا وهو إيمان نابع لا عن رياء ولا تقية بل هكذا هو إيماننا الداخلي بيننا وبين أنفسنا قبل أن يصير في تعاملاتنا اليومية الإنسانية. أسألي التاريخ و أناسه، سيورد لكِ أسماء لامعة بذلت نفسها لأجل أوطانها وليس تملقاً لأحد. اسألي اليازجي وصروف ومعلوف والخازن وميخائيل نعيمة، أسألي المعلم بطرس البستاني من أرسى اللغة العربية في موسوعة قواميسه وفتح المدارس وأسس الصحافة الأولى من صحف ومجلات في وطنه. فهؤلاء جميعا غيروا وجه الإنسانية ليرتقوا بها، وغيرهم الملايين ممن لم يسجل التاريخ أسمائهم ودورهم في بناء حضارات الشرق والحفاظ على ما تبقى منها بعد أن أفنت مذابحهم كل شيء وقطعت سيوفهم رأس كل جمال حتى الحيوان لم يسلم من عقيدتهم المدمرة. حتى أصابهم الهوس الديني والسعار للقتل والإغتصاب، ليجحدوا الآن كل حضارة وإخضرار فيبيدنها في طريقهم. فهم يشتاقون دوماً العودة لأفكار صحرائهم التي صحروا بها الآن سوريا والعراق ويتعشقون سيوف الهلاك التي تركها لهم أسلافهم، تطربهم أصوات حوافر دوابهم وخيولهم ولا تطربهم أبيات أبو ماضي ولا المعري ولا جبران ، يتراقصون فوق جثث قتلاهم ولا تطربهم رقصات لبلبة وداني بسترس. تطربهم صليل السيوف ولا تسمّع في آذانهم أغاني صباح وترانيم. فمعول ثقافتهم لأسفل حيث حفر قبور قتلاهم كلما حفروا آبار نفطهم الوهابي، ومعول ثقافتنا يبني لأعلى حيث حُفرنا أساسها الأول برهافتنا الإنسانية .

 فهل كل هذا لم تلمحيه ولم تسمعي عنه ولم تقرأي من معاناة سكان البلاد من آشوريين وسريان و أمازيج وأقباط وكلدان والذين إنتفت كافة حقوقهم وهم من حفظوا بعضاً من هوية هذه البلاد عبر أربعة عشر قرناً حياة تعيسة وبؤس بداوتهم وإفتقار فكرهم لإنسانيته ؟! ألم تشعري بمعني الإضطهاد إلا عندما سمعتي كلام المرشح دونالد فشعرتي لحظتها بالظلم وعرفتي معنى القهر الذي يمارس لقرون على مسيحي المنطقة وأمام أعين شركاء أوطانهم؟! أنت تطالبين بحقك وحريتك وأنت واقفة على أرض ليست لكِ رغم أنها منحتكِ حريات أكثر بكثير مما تربيتي عليها ومنحه لكِ وطنكِ الأم، فماذا لو كل مسلم معتدل ومتسامح وينشد السلام رأى ما عليه في وطنه كما يرى ما له في أرض غيره وما يطالب به من حقوق في أرض مهجره، فلا يصبح متناقضاً في مواقفه وتغلب عليه مصالحه الشخصية، وأن ما يرضاه لنفسه يحاول قدر إستطاعته أن يعامل به الأخرين ليحصلوا على أبسط حقوق إنسانيتهم لتحقيق عدالة منشودة، فتصبح مجتمعاتنا دامجة وحاوية لتنوعيات أطياف الثقافات والأعراق والأديان وليست تجمعات قبلية عشائرية نابذة وطاردة لكل من يخالفهم بداوتهم وثقافة الوبر؟

 كافحوا داعش وتبنوا مواقف جريئة وآراء صريحة أمام الغرب على المستوى الإنساني وفي مجتمعات مهجركم التي أخترتم الحياة بسلام وتسامح فيها. أندمجوا فيهم وكوِّنوا أهداف حقيقية توضح للغرب أنكم تدينون وتكافحون وتتصدون بكل قوة لأفكار ومعتقدات داعش وأنكم ضد إسلامهم« الوهابي - الإخواني»، متذكرين أن الحسنة تخص والسيئة تعم. لهذا إصلاح هذه السيئة وما تركته من أثر يتسع كبقعة الزيت بسرعة ليس بالأمر الهين، إصلحوا بأنفسكم الدين فلا يكفي ترديدكم أن هذا ليس من الدين،لأن ما أفسدته وعبثت به أيدي مشايخ الضلال والسبوبة بإسم الدين هو من صنع داعش وأخواتها،غيروا الخطاب الديني عملياً، طالما مؤسسات الدين رضعت من ريالاتهم النفطية ولن تكفر داعش وكل تيارات الإسلام السياسي كما كررها ويكررها شيخ الأزهر وكل علمائه بمناسبة وبدون مناسبة!

 الفكر العلماني الغربي لا يعثره دينك وتدينك في حد ذاته بل ينشدك كإنسان تبني معه في مجتمعه. على الصعيد الأخر هناك اليمين المتطرف الذي سيستفيد سياسياً وإقتصادياً من الإرهاب الداعشي، لأنهم يعملون في الخفاء ضد أنظمة الغرب نفسه، فالغرب يهمه أن تثبت له إنسانيتك لا تدينك. فإعلن لهم أنك ترفض تلفحهم بعبائة الدين ونسبوا أنفسهم لمفهوم «علماء الدين» وهم متطرفين تبنوا الفكر النفطي لجاهلية بائدة لا تصلح إلا لإنسان الغاب ولا تصلح تعاليمهم كشريعة لإنسانيتك بالقرن الحادي والعشرين، وأن مصطلح «علماء» ردائه أوسع وأكبر بكثير من المتاجرين بدينك وأنهم ليسوا أوصياء على الإسلام والمسلمين.

ولكي تأخذي على كاهلكِ وتتبنى هذا الدور الإصلاحي، لابد أولاً أن تكوني مقتنعة بأن داعش إن كانت لا تمثل الدين فهي أيضاً صناعة محلية في المقام الأول وليست صناعة صهيوأمريكية لتشويه الإسلام والمسلمين وإلا كيف لهم أن يذبحوا المسيحيين المشرقيين الذي أصبحوا الورقة المحترقة الأولى التي يتدفأون بوقودها ويبخرون أيديهم بدمائهم في كل موقف وحدث، ومع هذا لم نجد أمريكا الصليبية قامت بحماية مسيحي الشرق ولم يساندهم «التحالف الدولي الغربي» في محنتهم ويتم إغتنام نسائهم و تهجيرهم بالآلاف يومياً من مدينة لأخرى ومن دولة لأخرى بعد أن تركوا ورائهم أملاكهم وأموالهم المنهوبة، وسط صمت مخزي من العرب وقادتهم السياسيين. فإبدأي بنفسكِ وببيتكِ وبجيرانكِ وبأصدقائكِ لنشر رسالة تنوير حقيقية لما تؤمن به من إنسانيتك وليس فقط ما تؤمن به من تدينك.  فالتحالفات الغربية اليوم حلقت فوق منطقتنا لا لمحاربة داعش ولا ليحمون مسيحي المشرق الُمنتهكين ولا ليحفظ لهم إرثهم التراثي وكنائسهم التي نهبتها داعش وهدمتها، بل أتوا ليسلبوا ما تبقى من مقدرات أوطاننا ومن حيث صمتِ أنتِ وكل مسلم على ممارسات داعش ضد أبناء وطنك،فأتانا اليوم الذي أصبحنا فيه بخندق واحد، تقتلنا داعش جميعاً لا على أساس ديني ولا عرقي بل أصبح القتل بلا سبب لأنهم وصلوا لمرحلة الشراهة والتدمير، فكان صمتكِ على ممارساتهم ضد الأزيديين والشيعة والمسيحيين هو تضامن منكِ معهم والإيمائة التي أعطتهم الضوء الأخضر لإرهابهم المقدس .

 وأخيراً يا مروة فالإنسان الغربي لن يفهم تصنيفاتكِ للإسلام والمسلمين كما نراها ونفهمها ونعرفها نحن في شرقنا لأننا من عايشنا المسلم البسيط بتدينه الفطري الإنساني والذي يحفظ فيه وله ضميره وتسامحه. ولكن في الغرب ستكون النتيجة و ردة فعلهم عنيفة وعنصرية كما شعرتي من مجرد كلام لم يدخل بعد حيِّز التنفيذ الفعلي. و ستتصاعد مثل هذه الإجراءات ضد كل ماهو عربي ومسلم ، وهو ما يسميه الغرب السياسي « بالإسلاموفوبيا». وسيشمل العرب بشكل عام والمسلم بوجه خاص. وسيصبح معه العربي في مجتمعاتهم إنسان منقسم على ذاته يظهر بعكس ما يبطن لأنه يشعر بأنه منتهك ويعيش حالة من التخبط بين فكرين يعيشان بداخله، فكر منغلق محتواه أن الغرب كافر و وجب حالة الجهاد الدائم ضده، وفكر أخر عجز عن الإنفتاح والإندماج بمجتمعاتهم وهو ما أستطعتي أنتِ أن تندمجي به فيهم ليصير لكِ دوراً إنسانياً حياً، ولكن كثيرين من العرب المهاجرين وحتى المولودين في هذه البلاد لم يستطيعوا الإنفتاح على المجتمعات الغربية فتحولوا في ظل حالة التصعيد هذه لدواعش حقيقيين وكارهين للبلاد التي أوتهم ومنحتهم قدر كبير من الحرية اكبر مما تربوا عليه في بلادهم أو ورثوه من تقاليد ثقافية في محيط الأسرة، فتكون النتيجة وفي أول فرصة تتاح لهم تخرج داعشيتهم من تحت جلدهم لنراهم اليوم يفجرون أحزمتهم الناسفة بمجتمعات أحتوتهم وهم يقتلون ناسهم كما شاهدنا في مذبحتي باريس وكاليفورنيا. و سيصبح المسلم مذهول بلا إجابة لديه وبلا موقف واضح عما يحدث كل مرة لأن جزء من الحقيقة غائبة عنه، فلا يشعر إلا بأنه مضطهد من مجتمعه الغربي ويصير أكثر إنغلاقاً وعجزاً بتناقضاته، يعيش مهمشاً على إستحياء وهو المذنب البرئ،يطحن بين حجريِّ الرحيّ، فهو لا يعرف سوى أن ينكر ويستنكر إرهاب دواعش العرب التي قد يقع هو نفسه ضحيتهم في الغرب والرحيّ الثاني هو ما سيمارس عليه من إجراءات غربية إحترازية. ما يجعله دايما في موضع المشتبه بهم ومحل تشكيك في إنتماءاته ومعتقداته وملاحقته قانونياً وهو المذنب البرئ الذي بلا ذنب ولا جريرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter