الأقباط متحدون - الصوم .. فرصة للتغير والامتلاء بالنعم
أخر تحديث ٠٠:٣٨ | الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠١٥ | ٣٠ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصوم .. فرصة للتغير والامتلاء بالنعم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
للصوم أبعاد أعمق بكثير من مجرد الأكل والشرب ، الصوم هو علاقة الإنسان بنفسه وعلاقته بغيره وفوق هذا علاقته بالله ، فالصوم لا معنى له مهما كثرت أيامه بدون الامتلاء بالنعمة وبدون النمو الروحى ..

القس إبراهيم لعازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "الإنسان وذاته" يؤكد لنا أن الصوم الحقيقى هو تحول من الاهتمام بالذات الى الاهتمام بالآخر أى تجاوز ما تريده الذات الإنسانية من مأكل ومشرب وملبس الى آخره ويصير المسيح هو محور حياتنا واهتمامنا ونسير وفق مشيئته وليس وفق مشيئتنا الخاصة ، ويرى أن الصوم يبدأ من القلب وليس من الفم وهو لا يحسب بعدد الساعات أو الأيام التى صمناها وإنما بمقدار النعمة التى امتلأنا بها والتغير الذى أحدثه فى حياتنا وطباعنا .

وكسر الصوم هو كسر الشركة والمحبة لإخوتنا فجوع القلب لله أفضل من جوع البطن للأكل ، والعطش الى البر هو سبيلنا الى الشبع، وللأسف هناك من يصوم كثيرا ويتغير قليلا ، فالمشكلة ليست فى الصوم ولكنها لماذا وكيف نصوم؟  فالصوم ليس مجرد روتين نسير عليه ويصبح ضمن العادات الاجتماعية ، فالصوم حب لا فرض ، ضبط وليس كبتا ، وسيلة وليس هدف ، سمو لا إذلال ، الصوم الحقيقى هو وجود المسيح فى كل مجالات حياتنا ، فالحياة الروحية هى حياة المسيح فينا هى قيادة المسيح للنفس والروح والجسد والعلاقات والأفكار ، ولا يجوز أن نحصر المسيح أو نختزل الحياة معه فى مجرد الممارسات والعبادات .

أجعل المسيح محور اهتمامك دع له الحياة بكل أعمالها ومجالاتها حتى تشعر بالنمو الروحى الحقيقى والصوم هو فرصة للتغير والامتلاء بالنعم حتى تصير عبادتنا ينبوع فرح وسعادة لا تنتهى. 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter