بقلم: عـادل عطيـة
(1) مثل القمر:
قضيت سبع سنوات طبيباً نسائياً ÙÙŠ نيجيريا، قبل أن أقوم بزيارتي الأولى إلى أهلي، وعشيرتي!
Øاصرتني والدتي، بØلمها العنيد، الذي ظل ينتظرني بصبر عجيب: أن أتزوج، وأن ÙŠØªØ§Ø Ù„Ù‡Ø§ØŒ ÙÙŠ ما تبقى من عمرها، أن تÙØ±Ø Ø¨Ø£ÙˆÙ„Ø§Ø¯ÙŠØŒ وربما بأولاد أولادي!
لم أكن أعر٠Ùتاة بعينها؛ ÙÙÙŠ الغربة، ورغم الوØدة، استطاع انغماسي الكلي ÙÙŠ العمل، أن يأخذني بعيداً عن التÙكير ÙÙŠ سنة من سنن الØياة!
أدرك اØبائي، مدÙوعين من أمي، أنه لا وقت لي للبØØ« عن Ùتاة، Ùالوقت ذاته، ÙŠÙ„Ø Ø¹Ù„Ù‰ عودتي إلى نيجيريا؛ Ùاختاروا هم بدلاً عني، وباجماع الآراء، قالوا عنها انها: "زي القمر"!
عندما رأيتها، كانت نظرتي اليها، كنظرة الناس إلى القمر على أنه جرم سØري، يستØÙ‚ أن ينال شعوراً عاطÙياً Ù†Øوه!
هل تعلم يا صديقي.. انهم لم يكذبوا عليً، عندما قالوا انها: "زي القمر"!
Ùهي مظلمة النÙس ÙÙŠ ذاتها، ولكنها تستمد رواؤها من اشراقة وجهها، تماماً كالقمر الذي يستمد نوره من اشعة الشمس!
وهي باردة ÙÙŠ مشاعرها، مثله!
ÙˆÙيها Ùراغ لا متناهي كالقمر، ولكنه Ùراغ من المعرÙØ©ØŒ والثقاÙØ©!
وتمتلك Ù€ وهذا هو الاخطر Ù€ ضربة، تشبه بشكل أو بآخر، ما ÙŠÙعر٠بضربة القمر!
Ùبينما كنا، هي وأنا، جالسين منسجمين ÙÙŠ الشرÙØ©ØŒ قامت وتسللت إلى المطبخ، ثم عادت ÙÙŠ صمت؛ لأجد السكين على وشك أن تجز رقبتي!
وعندما قاومتها، وصرخت Ùيها، أخذت تبكي بكاء الخاطيء، عندما يثوب، ويتوب، ويرجع!
وعرÙت، بعد هذه الØادثة، التي لم تتم، انها مريضة بالانÙصام، وان Ø´Ùاؤها، بعيداً عن المعجزات، لا يزال مخÙيّاً، ÙÙŠ طب المستقبل!
من سخرية الØياة، ان الناس ينظرون الى زوجتي نظرتهم إلى القمر من على وجه الأرض، بينما أنا أعر٠Øقيقة القمر؛ لأنني وصلت إليه!...
(2) سارق:
عندما تنظر إليه، تعتقد أنه واØد من خريجي أشهر جامعات الاØتياج المضني، وأنه Øاصل على دكتوراة ÙÙŠ مادة الÙقر المدقع، وأنه أستاذ ورئيس قسم ÙÙŠ ذر٠الدموع!
ينظر إلى يدي بشغÙØŒ Ùتجاوبه نظرة بنظرة..
هل هو الخجل من نظرات الناس؟..
أم هو نوع من التعاطÙØŸ..
أم هو الاعجاب الشديد بÙلسÙته الرائعة، عندما يقول: "لله يا Ù…Øسنين"ØŸ!..
ذات يوم رأيت جيوبه منتÙخة، تكاد تتمزّق من Ùرط العطايا؛ ÙعرÙت أنه يسرق الله!...
(3) شمعة واØدة تكÙÙŠ:
ÙÙŠ عيد مولده الستين..
جاء ذلك الذي لم يكن له مكاناً على لائØØ© أمنيّاته.. جاء بلا عاطÙØ©ØŒ وبلا مشاعر، يتخطى ÙÙŠ يوم اØتÙاله اصول التهنئة.. ينتزعه ÙÙŠ صرامة من كرسي العطاء، ومن مركز Øبه.. جاء كتقويم تشاؤمي لقدراته الكامنة.. جاء يوم تقاعده!
ÙÙŠ هذا اليوم، شق عليه أن يقول وداعاً للمجلة، التي Øمل باقتدار أمانة رئاسة تØريرها، وجعل صÙØاتها تشعر دائماً بأنها أهم الصÙØات بين المجلات الأخرى!
انتبه إلى نقرات رقيقة على باب Øجرة المكتب، تراÙÙ‚ صوت ابنته وهي تستأذنه الدخول.
جاوبها، بصوت جرØته الدموع:
Ù€ تÙضلي.
Ùما ان دخلت؛ Øتى قالت له:
Ù€ لقد اعددت لك التورتة، اØتÙالاً بعيد مولدك، وأØضرت بهذه المناسبة السعيدة: ستون شمعة!
نظر والدها إلى الاطار الذهبي المعلق على الØائط امامه، والذي يضم بين جنباته: صورته وهو ممسكاً بقلمه، وإلى يمينه جاره الأب عبد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ø²ÙŠÙ‘Ù‡ الديني، وإلى يساره صديقه الÙنان Ù…Øمود، ممسكاً بÙرشاته التي يبدع بها لوØاته الÙنية!
ثم توجه إلى ابنته، وقال لها، بابتسامة ذات مغزى:
Ù€ شمعة واØدة تكÙÙŠ!...