عساسي عبدالحميد- المغرب
هل فعلا أخطأت السعودية في تقديرها عندما قررت تمويل محرقة الشعوب الكبرى واجتثاث هويات وروافد أصيلة في العديد من بلدان الجوار ؟؟ ( العراق –سوريا – اليمن –ليبيا ....)
مؤخرا قام الجيش الوطني السوري بإسناد من السلاح الجوي لدولة روسيا الاتحادية باستعادة قرى تابعة لمحافظة الحسكة السورية يقطنها مسيحيون بعد أن قام تنظيم الدولة داعش احدى المواسيخ الخارجة من أدبار وسوءات الوهابية السعودية بإتلاف أكثر من 80 في المائة من معالم هذه البلدات المتجدرة في موطنها منذ قرون ، جُرفت الكنائس واُسقطت قبابها و صلبانها و أُحرقت أيقوناتها و ذُبح رهبانها و سُبي من سُبي من حرائرها كإماء للتسري أو للبيع في سوق النخاسة و هناك من أثرياء خليج مدعشات نفطستان من اشترى آشوريات و أيزديات و هناك من تلقاها هدية خالصة لوجه لله نظير دعمه لتنظيم الدولة بالعراق و سوريا، والدعم هنا نوعان دعم مالي و دعم بالفتوى الدينية ...
عندما بدأ الطيران الحربي الروسي بالضرب و تصويب فوهاته و رشاشاته بقوة نحو كهوف داعش و حرق صهاريج النفط المهرب نحو تركيا ثارت ثائرة النظام السعودي و أمر فورا رجال الدين وسدنة الحجر الأفحم بإعلان النفير و تحريض حمقى المسلمين للجهاد في روسيا الأرثوذكسية ، هؤلاء أي رجال الدين المنضوون تحت لواء المؤسس الوهابية دعامة حكم النظام السعودي يرون في حرق الكنائس و تدميرها جهادا في سبيل الله، فما تقترفه داعش في حق مسيحيي سوريا يدخل في صلب العقيدة والجهاد ، و يرون في استرجاع الجيش السوري بدعم روسيا و إنقاذه لما تبقى من الوجود المسيحي الأصيل كبوة يجب تصحيحها بدعم التنظيمات الجهادية و تحريض الشباب المسلم على النفير ....
التقدير أخطأته السعودية وكل مدعشات الخليج وملكيات قمعستان عندما تصورت لأول وهلة عقب أحداث درعا سنة 2011 و عندما وسوست لهم واشنطن بأن النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من السقوط والمسألة لن تتعدى شهرين على أكثر تقدير ، و أخطئوا التقدير عندما جمعهم كبيرهم ملك الاستخراء سلمان بن عبدالعزيز بقصر الدرعية ليقودوا عاصفة الحزم و ينكلوا بشعب أعزل استهدفت مدارسه و منازله و بنياته التحتية بايعاز ووسوسة من الرئيس أوباما الذي صرح عند أول ضربة بأن للسعودية الحق الكامل في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان أجنبي (( يقصد ايران .....)) و هذا ما شجع ملك الاستخراء في التمادي في غيه ...
اليــــــمن ياصــــاح، شوكة مسمومة قاتلة ومستنقع موحل شائك ملغوم ولن تخرج منه السعودية الا و قد تفككت أوصالها و تشتت أمرائها بين هارب و سجين ومسحول وتحطمت أصنامها ومراجمها و انقطع حجيجها.... وجف حوض زمزمها..... و أرخت العناكب سدائلها على حيطان كعبتها وسواري حرمها ... و جاع و عطش شعبها ....
جاء في نبوءة سفر اشعياء النبي 34-9 بخصوص السعودية المشار اليها ببلدة آدوم و يقطان ((وتتحول انهارها زفتا وترابها الى كبريت و تصير أرضها زفتا مشتعلا )) و هذا قريــــــــب.... و قريب جدا
Assassi_64@hotmail.com