الأقباط متحدون - كل سنة وأنت طيب
أخر تحديث ١٩:١١ | السبت ١٢ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

كل سنة وأنت طيب

عمرو الليثي
عمرو الليثي

اليوم ذكرى ميلاد والدى الحبيب، وأظن أن ذكرى ميلاد كل أب انتقل إلى رحمة الله تمثل يوماً مهماً فى حياتنا نحن الأبناء الذين فقدنا آباءنا، وهم كانوا لنا ظهراً وعوناً ونوراً نسير به. لقد توحشت الدنيا منذ مغادرتك، وأحسست بقيمتك يا صاحب الضحكة والقلب الأبيض، لقد تواريتَ تحت الثرى، ولكنك عائش نابض بين ضلوعى وبين ثنايات كثير من الكلمات والسيناريوهات، أحبك..

نعم أحبك.. فأنت تقدر حق التقدير، افتقدتك، نعم افتقدتك، فروحك تضيف بعداً للحياة، ذكراك فى كثير من الأماكن وكثير من منام الأحلام والألحان، روحك أضفت ولاتزال تضفى كل جميل على أى مكان، فذكراك العطرة تشتاق لها دائما القلوب، وتملأ بخطاك وحدسك الزمن، فهنيئا لك يا زمان ذكراه لما فعله فى القلوب ماضيا وحاضرا ومستقبلا، إلى مَن وُلدت على يده واستقبلت الدنيا، إلى الراحل الذى لم يرحل..

ممكن أن تنسانى، ولكنى لن أنساك، ممكن أن تغيب، ولكنك فى القلب، لن نسلاك، فيوم ميلادك اليوم نحتفل بروحك التى تسمو وتعلو بذكراك، عرفتك البارحة وأمس وماضيا بعيدا، وندمت على عدم معرفتك أكثر، وفاتنى ما فاتنى من أوقات لم أهنأ فيها برؤيتك، أنت موسوعة، أنت أسطورة، محبتك فى قلوبنا حضرتَ أم غبتَ، بقيتَ أو مشيتَ، فهى فى أعماقنا.. أبكيه، وهو نال شرف الأنس بأخى «شريف»، الذى فقدناه من زمن بعيد، وهو يسكن وحيدا، ونعلم أنه الأول الذى اختير، وأعلم أنى كنت فى سن صغيرة، ولكننا هنئنا وسعدنا ببعضنا كثيراً، وفى المحافل والسفر نحيا هنا ونرى بعضنا، تألمنا عندما فارقتنا يا أبى، وهو بقرار الله قرر أن يذهب لمَن سكن وحيدا، وجهز الأرض بنور غلام، فأصبحت معطرة وممطرة وبالوادى الأخضر مزهرة عندما جرؤت أن أبارك بالقرآن مكانه الذى سيوضع رأسه فيه قبلة الرحمن، وجدت أخى الصغير قد باركه قبلى بفرحة وحنان، لأنه قادم يسكن جنبه فى هذا البنيان الذى أجهزه له ليكون جنة الخلدان، منيرة بنور «شريف» أحلى الغلمان، لو حزنَّا على افتقادك فسوف نكون أنانيين، وأنت الكريم الذى اخترت بعد سنين من التوهان، هل أظل معهم فى الدنيا أم أذهب إلى «شريف» الإنسان الذى ظل بعيدا، ولكن روحه معنا، نعم معنا فى كل مكان، أشكرك وأهنئك يا أبى أنك قررت أن تذهب، وأصبحتما معا روحا بروح، واطمأننَّا أنكما بالمسك روحاكما تفوحان، ورغم وحشة يوم ميلادك على الكثير ممن يفتقدونك، سنظل نحبك ونحبك، وستظل متربعاً على عرش البساطة والمحبة والذكرى الحلوة، وسلام لك وسلام عليك.

هذه كلمات أحبابه الذين افتقدوه مثلى فى ذكرى ميلاده. رحمة الله عليك يا أبى.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع