«أنا عايش فى ألمانيا.. وعارف إن بها وطنيين كتير.. وهنشر الدعوة هناك»، يدعو للإعجاب والاحترام اضطلاع المهندس هانى عازر، عضو مجلس علماء مصر، بحمل فكرة الرئيس السيسى بدعوة المصريين فى الخارج لتحويل 100 دولار فقط لا غير إلى ذويهم فى مصر، للتغلب على نقص العملة الأجنبية.
خبير الأنفاق الدولى يتبنى دعوة لإنقاذ الاقتصاد المصرى، فلنعتبر لهذا المسلك الوطنى المعتبر، مبادرة فى حب مصر فعلا، ورقة بمائة دولار تشفى أوجاع الاقتصاد المصرى، وتوفر 6 مليارات دولار شهرياً ترحم مصر من شروط صندوق النقد الدولى، وحسنة اللئام، للأسف بعضهم يُحسن، ولكن حسنة وأنا سيدك.
أَلَق هذه الفكرة أن صاحبها لا مغنم له ولا مطمع إلا فى بناء هذا البلد الذى هدمه المخربون، ووجاهتها أنها لا تكلف إخوتنا فى الخارج بما لا طاقة لهم به، فقط 100 دولار لا تُنقص دخلاً، ولا تُضلع مهاجراً، لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها، ومَن لا يملكها فلا جُناح عليه، فقط لا تضنُّوا على الأم الكبيرة.
وفوراً وقبل أن تبترد الفكرة، على المهندس هانى عازر أن يؤسس للفكرة بصندوق على غرار صندوق «تحيا مصر»، وتحول المائة دولار إلى صك اسمى، يشتريه المصرى فى الخارج باسم أبنائه، وبعدد الأبناء تتعدد الصكوك، وكله استثمار وفى حب مصر.
ويشكل مجلس أمناء من ثقات معتبرين، محل ثقة من جانب أحبابنا فى الخارج، وعلى رأسهم الإمام الأكبر الدكتور الطيب، وقداسة البابا تواضروس، بطرك الكنيسة الأرثوذكسية، وأمناء مؤتمنون مثل البروفيسور مجدى يعقوب، والدكتور محمد غنيم، والدكتور عبدالجليل مصطفى، والدكتور محمد أبوالغار، والدكتور على السلمى، وغيرهم كثير.
مبادرة المائة دولار يمكن أن تحقق أهدافها كاملة، فقط إذا تحددت أهدافها على نحو يمكن معه الحساب على كل دولار، أن توجه إلى أهداف معلومة، فإذا ذهبت لإنشاء ألف مدرسة مجهزة حديثة عصرية، أو إلى ألف مستشفى مجهزة حديثة عصرية، أعتقد نكسب الرهان، التبرعات التى تذهب إلى البحر لا تترك أثراً يُذكر، التبرعات التى تصل إلى مبتغاها بهدف واضح تنهال كالسيل العرِم.
حدِّدوا أهداف المبادرة، واضبطوا البوصلة أولاً، كم من مبادرات صالحات انتهت إلى هشيم تذروه الرياح، المبادرة الصالحة عندما توجه إلى الخارج لابد أن تخرج من إطار التمنيات الرئاسية والأمنيات، المبادرات السابقة للأسف لم تكن مشجعة إلا فى اثنين لا ثالث لهما، بيت الزكاة وصندوق تحيا مصر، وكلاهما مثل شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها فى سماء المحروسة.
مبادرة الرئيس من البساطة واليسر، وفى الإمكان، وهذا سر تحمس «عازر» وتحمسنا لها، وعلى «عازر» ومجلس علماء مصر أن يذهبوا بعيداً إلى خيال لا ينقصهم، وهم من أنبغ أبناء هذا الوطن، مبادرة خلوٌ من السياسة، خلوٌ من الاستخدام السياسى، 100 دولار تنقذ وطناً، أعتقد أن ما فى مصرى شرب من ماء النيل يبخل بورقة بمائة دولار على أهله وناسه.
الأمنيات تظل أحلاماً إلى أن تتحقق، وفى الإمكان تحقيق الحلم، فقط اتباع الأساليب المحترمة فى إيقاظ شعور إخوتنا فى الخارج بما يعانى منه إخوتهم فى الداخل، وسارعوا إلى تجييش رموزنا فى الخارج لأجل هذا الحلم الوطنى الذى يلوح شعاعاً فى الأفق.
خاطبوهم، واذهبوا إليهم فى معاقلهم، وليبتعث مجلس علماء مصر رسلاً مؤتمنين إلى الغرب والشرق والخليج، تحت لافتة وطنية ليست دعائية، أنقذ وطنك، تبرع لأهلك، وعن طيب خاطر فرصة سنحت بفكرة خطرت على قلب الرئيس، ويحملها رجل قرر أن يسهم فى بناء الوطن، رجل محل ثقة واعتبار، رجل يبحث عن الغد المشرق فى نفق الأزمة.
نقلا عن المصري اليوم