لا تزال الحدوتة السكانية المصرية مستمرة.. أرانب ترمى ملايين الأفواه لتلتهم أخضر المستقبل لهذا البلد ويابسه.. ولا يوجد لدى الطبقة الرأسمالية، ولا الدولة، ما يكفيها من مشاريع لتستوعب كل تلك الطاقات التى تتوالد بتسارع مرعب، للاستفادة منها، كما تطرح الحلول السينمائية الزائفة، لتبقى الحدوتة السكانية ومعدلاتها المتزايدة، كابوساً يهدد مقدرات وطن يعانى أزمات عديدة، ووحشاً لا يعرف طعماً للشبع مهما اشتغلت الأيدى والعقول على سدّ احتياجاته الضرورية.. فإيقاع الكابوس السكانى بحاجة إلى أن يُصاب فى مقتل لكى نتمكن من التقاط أنفاسنا فى بلد يعانى نصف سكانه تقريباً، بحسب تقديرات كثيرة، من العيش تحت خط الفقر، لكنه مع هذا يصرّ على التوالد والتكاثر بلا لحظة وعى للخطر. فبحسب تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن دخل 40% من السكان لا يتجاوز 12 جنيهاً فى اليوم، ويعتمد هؤلاء فى حياتهم على السلع المدعومة، ويأتى فى مقدمتها «الخبز»، فهو زادهم اليومى، فيما أصدر «المركزى للإحصاء» تقريراً آخر منذ شهر يؤكد أن 13.6 مليون مصرى لا يمكنهم الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء لوقوعهم تحت خط الفقر. ولا يمكننا إزاء تلك الحفرة إلا بذل مزيد من الجهد الاجتماعى والثقافى والإنمائى والتعليمى لمواجهة معترك زيادتنا السكانية الذى يحارب الأجيال التى تعيش حالياً ويهدد الآتى فى أقواته وآماله فى الوجود الآمن. «الوطن» ترصد الأزمة وما الذى يجب علينا فعله لنخرج من تلك المواجهة منتصرين.. حملات تنظيم أسرة تهالكت عبر السنين.. أسلحة ثقافية وتوعوية معطلة.. دراما وسينما تتغذى على الغرائز وتغذّيها.. مجلس قومى للسكان بمكاتب فارغة وموظفين فى مهب الغياب.. أين نقف وماذا علينا أن نفعل..؟