الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠١٥ -
٠٦:
٠٣ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
مع خالص تقديري لإعلامنا المطبلاتي بنسبة كبيرة في اتجاهاته، وهذا ليس بتوجه من الدولة ولا خشية منها، لكن إرضاء لرجل لا يحب التملق، دعماً لرجل لا يفضل إلا أن يواجه برأي آخر كي يستفيد، الرجل طبعاً معروف في هذه اللحظة وهو الرئيس السيسي وهو الذي يظن إعلامنا أنه بذلك ينصره.
الرئيس السيسي هدد إعلامنا بأن يشتكيه للشعب في أمر اعتبرته يومها خروج عن النص الرئاسي وتعجبت منه، ولا أخفي عليكم أنه هالني هذا التهديد، الرئيس السيسي وقتها لم يهدد الإعلام بحرق ولا بإغلاق جريدة فقط هدد باللجوء للشعب، وهاج المطبلاتية وانزعج المعتدلون، وكل هذا يرى الرئيس السيسي أن ثمة حرية غير مسبوقة للإعلام ومعه حق في هذا فما كنا قبل هذا أن نهاجم الرئيس أياً كان، كان سقفنا رئيس الوزراء.
أما والآن فصرنا قادرين على مناقشة الرئيس ومجادلته ومطالبته بالرجوع والعدول عن بعض قراراته فلم يحدث لنا شيء رغم كيد الإخوان واتهامنا بالتطبيل والتشكيك في حرية الإعلام، كل هذا ولم نصل لما يحدث في تركيا الإخوانية حيث اعتقال وقتل الصحفيين المعارضين، والذي جرى أخيراً من حرق وإلقاء قنابل على جريدة حرييت المعارضة لأردوغان، ذلك العمل الذي سبقه عدة حماقات حكومية من إغلاق قناوات تليفزيونية، ومهاجمة معارضين، وقطع التيار الكهربائي لقتل النائب العام التركي لأنه يكشف فساد أردوغان وزبانيته.
نعيش حرية إعلام غير مسبوقة وتعيش تركيا حريق إعلام غير مسبوق على يد من يدعي الديمقراطية، أردوغان الذي اختار إرهاب شعبه بتفجيرات إسطنبول قبل سويعات من إعادة الانتخابات النيابية ليضمن نصر لحزبه الإرهابي الحاكم، اليوم يأتي أنصاره وينفذون هجوماً إرهابياً على جريدة معارضة، هل اشتكى أردوغان الإعلام للإرهابيين؟ هل أردوغان فعلها وتحالف رسمياً مع داعش؟ لم يكتفي أردوغان بالتبادل التجاري بل وصل الأمر للتبادل الإرهابي بين الإرهابي الحاكم والإرهابي في ميدان المعركة، يتحالف أردوغان مع الشيطان ليستتب له الحكم يحرق ويدمر يحاكي ما فعله الإرهابيين في شارل أبدو الفرنسية ينفذه حكومياً بالشرطة بالقناوات، وإرهابياً بحرق الصحف تباً لتلك الدموية الحاكمة.
أنا لا أقارن بين السيسي وأردوغان ولا بين حرية إعلامنا وحرية إعلامهم لكن فقط أنبه أن الأسلوب الإرهابي القائم في تركيا بشكوى الحاكم بطريقة غير علنية إعلام بلاده لإرهابيين قد تؤتي بثمار غير مرضية، وهذا يجعلني أن أعود وأندد بتلميح الرئيس السيسي بأن يشتكي الإعلام للشعب لأن هذا قد يؤدي أن ينفذ بعض المحبين للرئيس والمغيبي العقول عمليات إجرامية ضد إعلام بلادنا، ولوحتى من باب التظاهر ضدهم، وحينها سيستثمرها العالم ضدنا في حين أنه سيتغافل عما يحدث في جريدة حرييت التركية.
تحية للرئيس السيسي ولإعلامنا ولشعبنا ولنقاء معارضي الرئيس، فالكل وطني لا يخون أحد الآخر اللهم إلا في البرلمان الذي سنلتقي معه في مقال قريباً بإذن الله.
المختصر المفيد تحيا مصر.