حمدي رزق | الاثنين ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ -
٤٨:
١٢ م +02:00 EET
حمدي رزق
حمدي رزق
بكل كراهيتى لقناة الجزيرة الحقيرة، وبكل تقديرى واحترامى لوزير خارجيتى سامح شكرى، أرفض تصرفه اللادبلوماسى بإلقاء ميكروفون قناة الجزيرة تحت قدميه، تصرف لا يليق بمقام وزير خارجية مصر الكبيرة، ولا يليق بالدبلوماسى القدير، خارج الأعراف الدبلوماسية تماماً.
سيبك من وساخات الجزيرة، ومن لف لفها، والتابعين من العاملين فى استديوهاتها أو من كانوا مستخدمين «سابقا» ضد مصر، لكن وزير خارجية مصر الكبيرة لا يتصاغر أبدا، ويهبط بتصرف غاضب إلى مستوى الجزيرة، ويمنحها شرفاً لا تستحقه، شرف إزاحة ميكروفونها من على الطاولة، والله رفع مقام الحقيرة، لماذا تعطى الجزيرة وزناً سيادة الوزير، ولماذا تمنحها شرفا لا تستحقه، ولماذا ترفع ميكروفونها الحقير بيديك؟.. هى أقل من هذا بكثير!.
العصاب (بضم العين) الذى ينتاب المسؤولين المصريين من ظهور «الجزيرة» فى مؤتمراتهم الصحفية، يكلفنا كثيرا، لا مواقفنا متآمرة، ولا ملتبسة، ولا ضعيفة، ولا نخفى شيئا تحت الطاولة عن أعين العالم، ومهما اجتهدت الجزيرة فى استنطاق المسؤولين المصريين، لن يصرحوا إلا بما يعتقدون، ومواجهة الجزيرة علانية وفى المؤاتمرات الصحفية وإحباط مخططاتها أمام العالم وعلى شاشة الجزيرة نفسها كافٍ لفضح زيفهم!.
لماذا تعطون الجزيرة أكثر مما تستحق من الأهمية، أهملوهم بالكلية، لا تمكنوهم من الموقف المصرى بتصرفات عصبية لا تجهض مخططاً أو تجهز على مؤامرة. أهداف الجزيرة ضد مصر ومراميها معلومة للقاصى والدانى، وفقدت مصداقيتها تماما فى مصر، وتبتعث جواسيس مدربين لاستفزاز المسؤولين المصريين، فاكرين موقف إبراهيم محلب فى تونس؟!.
كم كسبت الحقيرة من هذا التصرف الصغير، وكم خسر وزير خارجية الكبيرة مصر من هذا التصرف الصغير، لم نكسب شيئا، ولم تكسب سيادتك شيئا، نخسر كثيرا أن نضع الجزيرة فى رؤوسنا، اكشفوا كذبهم، لا تطيحوا بميكروفوناتهم.
سيادة الوزير لقد أسأت التصرف، وكان يكفى أن تتجاهل هذا الميكروفون، أو تلقنهم درساً فى الدبلوماسية، وقل لهم إن التجسس على مداولات الوفد المصرى تصرف حقير من قناة حقيرة، ولتستدع هذا الجاسوس المتنكر فى صورة صحفى، ليرفع ميكروفونه، كنت فرجت عليه العالم، فارق بين تغطية المؤتمرات الصحفية والتجسس على المداولات الوزارية؟!.
أعلم أن هذه السطور تصب للأسف فى قناة الحقيرة، ولكن فى مصر الجديدة يمكن أن تنتقد تصرف وزير الخارجية وتكتب رافضا تصرفه مع أبغض الأعداء، ليس تماهياً مع الحقراء، ولكن بغية ترفع مصر الكبيرة عن الصغائر، تنتقد وزير الخارجية بحجم سامح شكرى وفى مطبوعة مصرية، ولا جناح عليك، وأتحدى أن تنتقد الحقيرة وزير الخارجية القطرى خالد العطية ولو ببنت شفة، هذا هو الفارق الذى كان يجب أن يعيه الوزير شكرى، حد يحط راسه براس ميكروفون الحقيرة؟.
كيف نهضم قول المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن تصرف الوزير شكرى بالإطاحة بميكروفون قناة الجزيرة «إنه تصرف تلقائى وطبيعى وله مغزى ومعنى كلنا فاهمينه»، أنا شخصيا لا أفهم هذه الحالة التى تستولى على المسؤولين المصريين كلما واجهوا الجزيرة، طلعت نزلت حقيرة، الاحتقار هو المطلوب، بنعمل لهم سعر ليه فى سوق الإعلام!!.
أعجب أن يحسب هذا التصرف فى ميزان حسنات الوزير شكرى، ويلقبه البعض بأسد الخارجية، الأسد يأتى بالأعمال العظيمة، هل إلقاء ميكروفون الجزيرة من الأعمال الدبلوماسية الكبيرة!!.
hamdy_rizk36@yahoo.com
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع