الاثنين ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ -
٢٢:
٠٢ م +03:00 EEST
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال الماضي عند ما هي الكلمات الهامة التي صرح بها الرئيس المصري أثناء زيارته السابقة لليونان، وكيف أن كثيرين أغفلوا التعاطي والتعامل معها وتحليلها بما يستحق من اهتمام، لكن قبل الخوض في هذه الكلمات أود أن أبدي اندهاشي مما قاله الرئيس لرئيس برلمان اليونان حول الانتخابات النيابية
المنتهية التي جرت في مصر حين قال له ها نحن قد انتهينا من خارطة الطريق، وقد صار لنا برلمان، سيادة الرئيس ألف مبروك، ولكن السؤال هل نحن أنتهينا من خارطة الطريق لأجل اليونانيين أو لأجل من تخاطب ود اليونانيين لأجلهم؟ وهو ما سيأتي ذكره لاحقاً، نحن صار لدينا برلمان لأنه من الطبيعي أن يصير لدينا برلمان نحن نخطو خطواتنا الديمقراطية رغم ما يعيبها من سوء اختيار في بعض الأحيان لا لشيء إلا لأن هذا هو الطبيعي، والتزمت به
القوى السياسية المصرية أمام شعب مصر قبل أي شيء آخر لأن المصريين اختاروا هذا حين وافقوا على دستورهم الذي ينص على أن يكون هناك برلمان، إذن من الطبيعي أن يكون هناك برلمان.
أما وأن نكون قد أجرينا انتخابات لإرضاء رئيس برلمان اليونان شخصاً أو صفةً أو تمثيلاً لدولة عضو في الاتحاد الأوربي الذي يعادينا بفضل نشاط إخواني وترهل في دبلوماسيتنا، وتراخي في إقناع العالم بعدالة موقفنا وضرورة ما اتخذنا من خطوات حيال الجماعة الأكثر إرهابية في العالم، فلا داعي من تلك
الانتخابات، وليذهب الجميع للجحيم نحن نقوم بالانتخابات لأنه حق من حقوق الشعب المصري حتى وإن أحجم عن النزول لها بفضل سوء مستوى المرشحين، المهم هنا أنني أشرت بقصد واضح لما قاله الرئيس بخصوص اليونان من كونها صوتنا في الاتحاد الأوربي ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس لليونان أنها بلد عضو بالاتحاد الأوربي الأكثر معاداة لنا في سياسات الكثير من بلدانه وإن كانت بدأت في التراجع في مستوى المعاداة بعد أن نالهم من
هجمات إرهابية، لكن يبق بعض الدول كألمانيا مازالت تناصبنا العداء السياسي وتبادلنا المحبة الاقتصادية انتهازاً للفرص الاقتصادية وليس اقتناعاً بعدالة موقفنا.
على كل حال سيادة الرئيس، أن الغموض مهم وضروري في كثير من الأحيان لكن في بعضها ليس ضروري، فعدم الكشف عن أهداف الزيارة لليونان وتركنا نستنبط وفريسة لتكهنات وبروزة صحفيون مع احترامنا لهم لبعض كلماتك المقتطعة من خطاباتك لأمر سيئ، كما هو الأمر بالظبط مع غموض التحقيقات في حادث مقتل السياح المكسيكيين الذي تراهن الدولة على نسيانه وإن نسيناه نحن فلن تناسه المكسيك بدليل انسحابها من المشاركة في مونديال العالم للإسكواش
الذي كان مقرراً إقامته بمصر فيبدو أن المكسيكيين مصرين كما نحن أيضاً مصرين على محاسبة المخطئ أياً من كان، وأيضاً الروس وأهالي الضحايا الروس الذين ماتوا في حادثة الطائرة مصرين أيضاً على كشف اللثام عن التحقيقات حول ملابسات إسقاط الطائرة التي يبدو أيضاً أن الدولة تراهن على نسياننا لها،
وهو الذي يحدث في قضايا كثيرة، لكن وإن نسينا نحن فأهالي الضحايا المكسيكيين والروس لن ينسوا وأظن أننا نحن أيضاً لن ننسى فقد رفع أهالي الضحايا الروس قضية في موسكو ليطالبوا بإماطة اللثام عن التحقيقات، فأميطوه أنتم قبل أن نقف في موقف محرج يسيء لنا ويفقد العالم الثقة فينا أكثر ما هي مفقودة، أناشدك الشفافية سيادة الرئيس.