انتشار وتيرة الإرهاب هذه الفترة وتشعبها وتناميها أصبح خطرا كبيرا يهدد الجميع، وما أحدثته وأوجدته التغييرات والثورات الأخيرة جعل من المنطقة العربية بيئة صالحة للإرهابيين لنشر إجرامهم في حق الشعوب والبشرية، وأصبحت السيطرة على معاقل وأوكار الإرهابيين عملا شاقا يتطلب التوحد والتحالف لمواجهته وإن كان حلم إنشاء قوة عربية مشتركة ظل يراود الجميع، فإن إمكانية تحقيقه حدثت بالفعل بقرار إنشاء هذه القوة في مؤتمر القمة العربية الأخير بشرم الشيخ، وإن كان مازال هناك الكثير من القرارات التي لم تُفعل حتى الآن، إلا أننا نعتبرها خطوة على الطريق الصحيح، وننتظر المزيد لحماية أمننا القومي العربي في ظل تحديات وأزمات صعبة تمر بها المنطقة العربية.
ويأتي قرار الدول العربية والإسلامية اليوم بتشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية، بمشاركة مصر لمحاربة الإرهاب على أن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، وطبقا لتقرير قناة العربية فإن التحالف تم تشكيله في الـ72 ساعة الأخيرة، وسوف يتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمه المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين، ومن بين الدول المشاركة السعودية، مصر، الإمارات، تركيا، البحرين، ماليزيا، المغرب، تونس، وغيرها.
أكد البيان الصادر عن التحالف أن تشكيل التحالف يأتي تأكيدا على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب تحقيقا للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطرا على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها، التزاما بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمواثيق الدولية الأخرى الرامية للقضاء على الإرهاب، وتأكيدا لحق الدول في الدفاع عن النفس وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها التي تعيث في الأرض قتلا وفسادا، وتهدف إلى ترويع الآمنين، وبذلك يكون تأسيس هذا التحالف اعترافا وتأكيدا على حتمية التعاون من أجل القضاء على الإرهاب ووجوب اتخاذ إجراءات وقرارات قوية يشعر بها شعوب الدول العربية.
نقلا عن دوت مصر