الفجر | الاربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٥ -
١٦:
٠٨ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
أشعلت الرشاوى الانتخابات البرلمانية خلال مرحلتها الثانية، حيث شهدت جميع الدوائر تقديم انتهاكات بأشكال مختلفة عمليات جذب من المرشحين للناخبين بهدف الحصول على أصواتهم.
واختلف سعر الصوت الانتخابي في أول يوم من الانتخابات عن اليوم الأخير، وبخاصة خلال الوقت الضائع، حيث تراوح ما بين 50 و100 جنيه، حتى وصل قبل غلق باب الاقتراع في بعض الدوائر إلى 500 جنيه.
ورصدت "الفجر" بدائرة "دار السلام"، تقديم مندوبي المرشحين رشاوى انتخابية أمام اللجان، وفي الشوارع الجانبية للناخبين، في صورة من الاستغلال لحالة الفقر والجوع التي يعيشها المواطنون.
وكانت المنطقة خلال الساعتين الأخيرتين قبل غلق صناديق الاقتراع تشبه سوقاً كبيراً لكنه سوق لبيع "الأصوات"، وبالتجول في شوارع المنطقة وجدنا في كل شارع مجموعات تقف في شكل دائرة، وحين الاقتراب منهم وجدناهم يتحدثون بصوت خافت عن النقود، وبطاقات الرقم القومي.
وفي أحد الشوارع رصدنا تجمعاً كبيراً من المواطنين أمام أحد المحال التجارية وكان التواجد الأكثر فيه من النساء والشباب "العاطلين"، حيث ينتظرون دورهم في الحصول على رقم لجنتهم من مندوبي المرشحين من الشباب "العاطلين" بعد أن يعطوهم رقمهم القومي، ويقوموا بعدها بحشدهم في سيارة ميكروباص حتى يتم توصيلهم إلى مقر لجنتهم.
لتنتهي رحلة الرشوة بتصويت الناخبين في لجانهم، وعودتهم مرة أخرى إلى نفس المكان حتى يحصلوا على المبلغ المالي المتفق عليه.
وبالانتقال إلى مجمع مدارس "دار السلام" لمتابعة سير العملية الانتخابية، وجدنا سوقاً آخر ولكنه كان أكثر ازدحاماً، حيث في الجهة المقابلة للجنة كان يتواجد "شادر" كبير وهو مقر انتخابي لأحد المرشحين يحشد من خلاله المواطنين للحصول على بطاقات الرقم القومي، وسط صمت لرجال الشرطة الذين كانو يجلسون بجانبه على بعد أمتار بسيطة.
اختلفت الوجوه والأعمار والمستويات داخل هذا الشادر، حيث قابلنا فيه الشباب والعاطلين، وستات البيوت وحتى العاملات، حيث التقينا بسيدة تعمل "مُدرسة" كانت تحاول إعطائهم بطاقة الرقم القومي الخاصة بها من أجل الحصول على 100 جنيه، كما كان هناك شابا في العشرينات مستاءً من الزحام قائلاً: "إحنا من الزحمة دي مش هنعرف ناخد حاجة".
وبعد رصد "الفجر" للرشاوى الانتخابية أمام اللجان، انتقلنا إلى منطقة "عزبة خيرالله" التي يستقطبوا منها الناخبين، وتوجيه سؤال لهم، "بيعت صوتك بكام؟".
وجاءت الردود جميعها: "إحنا أولى.. واللي ييجي منهم أحسن منهم"، واعترفت مواطنة بأنها باعت صوتها مقابل 100 جنية، حيث قالت: "بلدنا مجوعانا ومش مكفيانا وهما السبب في كده"، متابعة: "مندوبي المرشحين بياخدوا 10 آلاف جنيه".
وأضافت أخرى، أن عروض الرشاوى انهالت عليها ووصلت إلى 200 جنيه، وأنها باعت صوتها بـ150 جنيه، قائلة: "اللي ييجي منهم أحسن منهم وبيعت صوتي علشان الظروف اللي احنا فيها".
واعترف مواطن في العقد السادس من عمره بحصوله على رشوة، قائلاً: "قالوا الصوت بـ 100 جنيه والمنطقة كلها انتخبت وادونا الفلوس واحنا أولى بيها لأننامش لاقيين ناكل ولا نشرب"، مستكملاً: "أنا لاقي واحد بيديني 100 جنيه أقوله لأ؟، وانتخبت حد تاني".
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.