البطالة تفشت أكثر.. واتجه عاطلون للجماعات الإرهابية والانتحار
"فادية حمدي" تندم على صفع "بوعزيزي" التي تسببت في سيل الدماء بالمنطقة
كتب - نعيم يوسف
صفعة فجرت ثورة
"صفعة" على وجه شاب عشريني تسببت منذ خمسة سنوات، في اندلاع الثورة التونسية، لتمتد بعدها شرارة الثورة إلى مصر واليمن وليبيا وسوريا، وعلى الرغم أن الاحتجاجات والمظاهرات خرجت في تونس للمطالبة بعدة مطالب إلا أنها بعد خمسة سنوات لم تحقق سوى حرية الرأي والتعبير فقط.
"بوعزيزي" والثورة التونسية
يوم الجمعة الموافق 17 ديسمبر عام 2010، قامت"البلدية" التونسية بالتحفظ على عربة لشاب يبلغ من العمر 26 عاما يبيع عليها الخضار والفاكهة، وعندما ذهب لمركز الشرطة مطالبا بها، صفعته "فادية حمدي" على وجهه، ليخرج متأثرا ويشعل النيران في نفسه، لتندلع احتجاجات واسعة ارتفعت مطالبها للاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية، وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.
سقط النظام وسقط معه الضحايا
سقط النظام، وسقط معه العديد من القتلى والجرحى، ودخلت "تونس" باسم "ثورة الحرية والكرامة" في مرحلة من الاغتيالات والعنف السياسي تجاوزتها بعد صولات وجولات من الحوار برعاية "الرباعي" التونسي، ولكن الثورة التي امتدت خارج تونس وتسببت في مقتل مئات الآلاف، وإعادة تشكيل المنطقة، لم تحقق أهدافها في بلدها الأساسي "تونس".
شاهد على خمسة سنوات
بعد خمسة سنوات يقف نصبًا تذكاريًا في مدينة "سيدي بوزيد"، التونسية لعربة الخضار المملوكة لـ"بوعزيزي" في مسقط رأسه، لتكون شاهدا على الأحداث التي غيرت وجه المنطقة بأسرها، إلا أنها لم تستطيع تغيير أوضاع التونسيين أنفسهم، ما عدا حرية الرأي والتعبير.
أحوال لم تتغير
يقول مواطنون تونسيون، في تقرير بثته "BBC" أنه بعد خمسة أعوام لم تتغير أوضاع البطالة في تونس، بل على العكس تفشت أكثر وأكثر في المجتمع، الذي سعى أعدادا كبيرة منه للانتماء للتنظيمات الإسلامية المتطرفة في سوريا والقتال فيها، بالإضافة إلى حالات الانتحار هربا من الفقر والبطالة.
من جانبها تعلق الحكومة تأخر حل مشكلة البطالة على الفترة الانتقالية عقب الثورة، وعلى الرغم أن الدستور الجديد أقر "تميزا" إيجابيا للفئات الفقيرة والمهمشة، إلا أن الحكومة مازالت تواجه تحديات سياسية صعبة، وأطلقت برنامجا قالت عنه إنه سيرعى الفئات المهمشة.
حمدي تندم على صفع "بوعزيزي"
بعد خمسة سنوات، أعربت "فادية حمدي" الشرطية التي صفعت "بوعزيزي" عن ندمها على فعلتها بحقه، وقالت في تصريحات نقلتها "التليجراف" -البريطانية- "ليتني ما فعلت هذا"، مشيرة إلى إحساسها بأنها تسببت في سيل الدماء الذي اجتاح بلدها، والمنطقة بأسرها.
الإرهاب يقلق تونس
هذا، وتعاني تونس -مثل باقي دول المنطقة- من تفشي الإرهاب فيها، حيث وقعت بها خلال العام المنصرم (2015) عدة حوادث إرهابية أبرزها، الهجوم المسلح في بلدة "سوسة" والذي أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 38 معظمهم من السياح، وحادث احتجاز رهائن في متحف "باردو"، والذي خلف قتيلا إضافة إلى المسلحين و45 جريح حيث تم احتجاز حوالي 200 سائح.