الأقباط متحدون - عندما يشهد لك العدو ويطعنك ابن بلدك
أخر تحديث ١٣:٠٢ | السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ٩ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عندما يشهد لك العدو ويطعنك ابن بلدك

الشهيد محمد أيمن
الشهيد محمد أيمن

مينا ملاك عازر
"أنني أحترم هؤلاء الجنود الذين يحاربون جيداً، ويضحون بأنفسهم، ونحن نحترم هذا، ويجب أن أعترف أنكم قمتم بكل هذا بصورة جيدة" ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية زمن حرب أكتوبر لإسماعيل فهمي وزير خارجية مصر آنذاك.

شهادة نيكسون يمكن أن تليق لوقتنا هذا فلم يزل الكل يحترم الجندي المصري ويسعون لإدخاله معهم في أحلاف حين يشعرون أن لا طاقة لهم بالقتال، يسعون لإقناع رؤسائه بقبول التحالف معهم، يحتاجون لأمثال مارد سيناء محمد أيمن الذي احتضن الموت مرحباً واثقاً بأنه على حق، وأن أصدقاءه وزملاؤه رجال يستحقون الحياة وأنه أهلاً بالموت حينما يكون فداء للوطن.

يقاتل بشرف وبعزة لآخر نقطة دم، لآخر خلية في الجسد، يتركه يتفجر ويتبعثر في كل حبة رمل في سيناء، يذوب بين رماله، يشهد بحب الأرض وفداء العرض ونقاء الأصل، وبقاء الرجال يحمون أوطانهم مهما تكلفوا من شقاء وعناء.

محمد أيمن ليس إلا امتداد لرجال قاتلوا العدو منذ أكثر من أربعين عاماً مضوا تركوا أبناءهم وأحفادهم يكملون المشوار، ويؤكدون الانتصار، يحافظون على الحلم، سيناء مستقلة الوطن مصان والعدو مهان، لم يفعل محمد أيمن جديد، قد كانوا يحتضنون الدبابة ويقفزون فوقها ويلقمونها القنبلة في فوهة برجها ليفجرون من بداخلها مستهزئين بأنه هناك احتمالية كبيرة لأن يتفجروا معها.

نحن نقول للموت أهلاً، وللعدو مهلاً، فدع سمائي وأرضي فأنهما لي، نحن نقول لوطن تحيا وأما أنا فليس من المهم أن أحيا، يبقى الوطن بدمائي ولو كان الثمن عدم بقائي، أحبه أحتضن الموت لأجله، وكأن الوطن يقول لهم من يحب أهله أكثر مني فلا يستحقني، فينسون الأهل والأصدقاء والصحبة لأجل حياة الوطن وبقائه، المهم المسؤولين عن الوطن أن يحافظوا على حياة هذا الجندي وألا يكون لمشاركته لجوار أي جندي آخر ليحارب حرب مش حربه بثمن.

ما يؤسفني أن يشهد لك عدوك الإسرائيلي والرئيس الأمريكي وقتها ويطعنك ابن بلدك ويخونك ويحقر من شأنك، يهاجمك ويقلل منك ومن إمكانياتك، لا يعطيك قدرك ولا يقدر تضحياتك، أنا لا أعرف هل وجدوا جسمان ليدفنوه للشهيد محمد أيمن أم أن التفجير جعله يتلاشى مع أرض أحبها حتى النهاية، لا يهم إن كانوا وجدوا الجثمان أم لا، هو في كل الحالات ذهب لأرض هذا البلد يشهد بأنه يحبها حب لا يقارن بأي حب، يا ليت الإخواني والإرهابي الذي فجر نفسه في محمد أيمن كان يعلم مقدار الجندي المصري، وكم شهدوا له وبه أعدائه قبل ابن البلد.

المختصر المفيد نحن نقول للموت أهلاً.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter