أشرف دوس
لو طلبت الإتقان في مكان عملك، لابد أن يصفك مرؤوسك بأنك "حنبلي" و"مصعب" الدنيا،
ويعتبرك زملاؤك معقد الدنيا وفى الحالتين لابد أن يصيبك ما تيسر من "الذنب" التي يلحقها أضرار،
رغم أن الطبيعي هو أن تتم مكافأتك وليس عقابك.
ناهيك عن عدم احترام المواعيد، فـ"المهمة" التي يقول ليك سين أو صاد أنها ستستغرق يومين فقط، تأخذ عشرة بدون سبب واضح أو مبرر، رغم أن صاحبها يستطيع أن يخبرك بالزمن الحقيقي لكي ترتب ظروفك.
وبالمثل التأخير عن مواعيد العمل أصبحت عادة، ومن تكون مواعيده منضبطة لابد يشعرك أنه "مجاملك" و"عشان خاطرك بس أنا بعمل كده !
والحكم ليس إجماليا على كل المصريين، فلدينا من يتقنون عملهم في كل المجالات، ولكن الحقيقة أن الأكثر انتشارا هو عدم احترام الإتقان والمهارة والوقت،
فكم "مهني" دخل بيتك، ولم ينجز ما طلبته بكفاءة وإخلاص. وكم مرة عذبك موظف في مصلحة حكومية لأنه لم يؤدى عمله بمهارة، وتسبب في تعطيلك وخراب بيتك.
الخدمات في مصر تنهار بصورة واضحة ومباشرة أمام الجميع ،
منذ عدة أيام وداخل محل كبير لبيع الأحذية دخلت نقاشا عبثيا مع مديره، لأنني أردت تغيير الحذاء الجديد الذي دفعت ثمنه و"طلع مقطوع"، كان يطلب منى الانتظار أياما حتى يصلحه في المصنع، وكأني المسئول عن هذا الإهمال الغير مقبول أو المنطقي.
المواطن البسيط في بلدنا عادة لا يأخذ حقه، و هناك "واسطة وكوسة"... ولكن في النهاية لا يمكن أن نتقدم للأمام دون أخلاق عمل محترمة واحترام حقوق الآخر،
المواطن ينظر حوله وخلفه، مشغول البال، يبحث عن مخرج بلا طائل. هناك أيد خفية تحرص على أن يظل معلقاً في ساقية، تمنعه من التفكير خارج الصندوق الضيق،
إذا نجا من الزحام وقع في الأسعار، وإذا تكيف مع الأسعار وجد نفسه في فخ مصروفات العلاج. أن مصر قد أصيبت بسرطان ومرض عضال أسمة الفساد في كل شيء وانتشر فيها كسرطان، وأصبح العلاج شبه مستحيل