والله يا عم كمال ما تحلف، ولا تزعل، ولا تهاجر، لو اجتمعت السماوات ومن فيها، والأرض ومن عليها على أن يضروك بشىء، لن يضروك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء، لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، هذه بشرى الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم».. أبشر يا عمنا.
ولا تهنوا ولا تحزنوا، هو احنا هنعرفك النهارده يارجل، كان بان على كعابك، أصدقك حتى ولو كذّبك المرجفون، وأمتن على قولك، وأقطع بأن إيديك نظيفة، وأعلم أن غضبتك غضبة الشريف، وستثبت الأيام من هو العفيف، وأنك لمن المتعففين.
كمال أبوعيطة على آخرة الزمن مختلس، هذا من فعل الدجال، آخرة خدمة الوطن وسام لا اتهام، هذا رجل طول عمره بيتاجر فى الخسارة، وسنحت له الفرص تباعا، حتى الوزارة، ليغتنى، ولكن الغنى غنى النفس، وغنى النفس عاصم من الزلل، وليس كل من دخل الوزارة اختلس. نقض وضوءه الوطنى.
مثل هذه التقارير المباحثية لن تنقض وضوءه الوطنى، تقارير تخطئ وتصيب، رهن التحقيق، اعتبارها حكماً لا يستقيم، واستباحة سمعة الرجل أبداً ليس من شيم الكرام، ثعالب الدغل الفيسبوكى مغتبطة، تمهلوا قليلاً، فلتتحققوا أولاً، أنه عم كمال.
رمى الناس بالباطل، وإهالة التراب على تاريخ الشرفاء، ووضع الناس، كل الشرفاء محل شك، واتهامهم بما ليس فيهم، وشيّر يا جدع، والكل باطل، والكل فاسد، هذا كثير على وطن يفتقد إلى عرق شرفاء مضحين، وأبوعيطة نموذج ومثال.
لن أحدثكم عن هذا الرجل الفقير إلى الله، فقير المال، الغنى، غنى بمحبة الناس، محل حفاوة واحتفاء، دخل إلى الوزارة مكلفاً بعد اعتذار، وخرج من الوزارة يا مولاى كما خلقتنى، حتى لم يغير البدلة الشعبية، طول عمره يأنف الكارفتات الحرير تخنقه، يحرر حنجرته من قيدها استعداداً للهتاف المجلجل، صوت الوطن صادح فى صوت أبوعيطة المبحوح.
بالمناسبة أبوعطية ليس بصاحبى، وتشرفنى صداقته، والمرات القليلة التى التقيته فيها كانت فى سرادقات العزاء، يعرف الواجب، صاحب واجب، ويعرف العيبة، ولا تخرج من فمه العيبة، ويعرف للرجال مقاماتهم، وينزل المحترمين منازلهم.
بلادى وإن جارت على عزيزة، وأهلى وإن ضنوا على كرام؟ لا تحزن يا عم كمال، حتى فى غضبته يعرف عدو بلده من الحبيب، يصرخ مذبوحا من الألم: «سأطلب اللجوء السياسى إلى أى بلد عربى إلا قطر»، لا أتفق معك بالكلية، خليك هنا خليك بلاش تهاجر، واثبت يا رجل، وواجه الاتهام بقلب مؤمن بعدالة قضيتك، وخلفك طائفة من المحترمين، كل هذه التوقيعات على صدر جلبابك، إن الله يدافع عن الذين آمنوا..
عم كمال، اتهام مثل هذا لا يورثك كفراً بمصر التى فى خاطرك، ولا تمد فى غضبتك هذه الحملة المشبوهة للفصل بين يناير ويونيو، هناك من يحفر نفقاً بين أبناء الوطن، ينشر الفرقة والتشرذم وتقسيم المقسم وتجزىء المجزأ، حباً نتمنى عليك ألا تكفر بوطن فيه متسع لكل وطنى مخلص، ومثلك من المخلصين ما رأت عين.
الغلطة مردودة، والاتهام تَجُبه الحقيقة، والحسنات يذهبن السيئات، وترفق بنفسك وبناسك، وأثبت لهم أن الشريف لا تشينه أبدا اتهامات عقور مطلقة السراح، وحتما ستنجلى غمة هذا الاتهام، مثل سحابة صيف، تشرق شمساً من بين الغمام إن شاء الله.
نقلا عن المصري اليوم