الأقباط متحدون - شباب مصر.. المفترى عليه!!
أخر تحديث ١٣:١٣ | الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٢ السنة السادسة
إغلاق تصغير

شباب "مصر".. المفترى عليه!!

بقلم: محمد بربر
 حان الوقت كي نتأمل -ولو قليلاً- أحوال شباب "مصر", فلنكتب أول تعريف "قتلتهم البطالة بلا رحمة أو خجل"، وقد نختار تعريفـًا أكثر واقعية للشباب في بلادنا فنقول: "الباحثون عن فرص عمل في بلادنا، والذين يحاولون السير على أشواك وشرر طوال الوقت".

 الوصف مؤلم والتعريفات قاسية، وقد ينساق بعضهم وراء تصريحات الوزراء الوردية، وأحاديث نواب "الحزب الوطني" الذين يرفعون شعار "الحياة لونها بمبي", وغير مرة كتبت أؤكد على أن ما يعانيه المجتمع المصري من فساد ونهب وسيطرة على مقدرات الشعب، وتعدي على حقوق المواطن المسالم هو بسبب الجهل والفقر.

 إذ أن افتراض أن يطالب الإنسان بحقه وهو يجهل كيفية الوصول إلى هذا الحق ليس منطقيـًا, سيما في زمن تقسيم الأنصبة من كعكة كانت في الماضى "وطنـًا".

 النقطة الثانية التي لا تقل أهمية هي الفقر الذي يلازم المصري منذ لحظة ميلاده ومروره بالمراحل التعليمية المختلفة, حتى يصبح يافعـًا ناضجـًا يرى الوساطة والمحسوبية والرشاوى الانتخابية أمام عينيه فلا يعبأ, بعدما أصبح الأمر "عادي جدًا", والمسرحية محفوظة نصـًا وعرضـًا.
 
 فقر شباب "مصر" التعليمي والاجتماعي والثقافي ينذر بكارثة, فنظرة واحدة إلى قيادات الدولة كفيلة بأن تجعلك تتخيل مستقبل "مصر" بعد رحيل المسؤولين الذين تعدى معظمهم سن السبعين, مَن سيتولى مقاليد الأمور في أرض الكنانة؟ هل يورث كل مسؤول أولاده؟؟ هذا يعني أن التوريث في الأيام القليلة سيصبح فرض عين على الأمة المصرية!!

 وفرضـًا لو ورَّث كل مسؤول ولده, هل يملك هذا الشاب العلم الكافي والإدارة المناسبة ليقود ويسود؟ أم أن البلد سينطبق عليها المثل الشعبي الشهير: "تضرب تقلب"!!

 الغريب يا سادة أن الشاب المصري يتخرج في جامعته وهو يفتقد "ألف باء" سياسة، ثم تتحدث الحكومة عن غياب الانتماء.. أليست مفارقة إذن؟!
 
وكم آلمني أن أقرأ خبرًا نشرته جريدة "المصري اليوم" مفاده أن نحو 250 ألف شاب مصري تقدم بطلب للهجرة إلى عدد من الدول العربية والعالمية, وأقدر كيف يلهث شباب بلدنا بحثـًا عن وظائف, فرص العمل الوهمية والبرنامج الانتخابي للرئيس أصاب الشباب باليأس والإحباط, الهجرة حرية, والمظاهرات المصرية يعيبها الاعتقال والضرب والحبس في أحيانٍ كثيرة.
 
ناهيك عن الارتفاع -التاريخي- لأسعار الذهب بالسوق المصرية, (الشبكة) في عُرف المصريين ضرورة لابد منها, وعلى قدر ما تقدمه لعروسك يحترمك أهلها, من أين يأتي الشباب العاطل بثمن خاتم ذهب؟ وهو قطعـًا في مجتمع لا يستطيع فيه أن يلتمس خاتمـًا من حديد.

 بقيَّ أن أهمس في أذن حكومة الدكتور "نظيف" بأن الشباب في "مصر" هو مستقبل هذا الوطن, فإن قتله الفساد؛ فإنه لا مستقبل لبلد يعاني حاضره من الجهل والفقر وفساد الضمائر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter