«ما هكذا يا سعد تورد الإبل» هو شطر من بيت شعر صار مضرب الأمثال فى من لم يستعد ويتهيأ للمهمة التى كُلف بها وتكون النتيجة فشلاً ذريعاً، فلا يمكن لهذا البدوى سعد أن يتعامل مع الإبل ويسقيها ويذهب بها إلى البئر ويروضها ويتحرك معها وهو يرتدى رداء يلفه ويشمله ويعيق حركته، وكما فشل سعد فى سقاية الإبل، سيفشل ماسبيرو فى إنقاذ التليفزيون المصرى ببرنامج التوك شو الذى يحضر له اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ما هكذا يا ماسبيرو تصنع البرامج، ما هكذا يا عصام الأمير تتقدم التليفزيونات، ماسبيرو يعانى ويتألم ونخشى بهذه الطريقة أن يحتضر، انصرف عنه الجمهور والمشاهدون، وللأسف غرقت القنوات الخاصة فى أشكال برامجية رديئة من الثرثرة والعك والعشوائية، مهمة ماسبيرو وهى التصنيع الثقافى الثقيل تخلى عنها وأصبح كل همه هو تقليد القنوات الخاصة المتعثرة أصلاً، تفتق ذهن مسئولى ماسبيرو عن صناعة برنامج توك شو كبير، نفس السذاجة التى شاهدنا بذرتها ونحن طلبة فى جامعة القاهرة حين انتشرت فى «بين السرايات» دكاكين ماكينات تصوير الورق والمذكرات الجامعية وأصبح كله يقلد هذه الدكاكين ويعتقد أن طوق النجاة فى المكسب المضمون لتصوير الورق، ماسبيرو يتعامل بنفس منطق بين السرايات!!
إيه اللى خلى نسبة مشاهدة القنوات الخاصة عالية؟!
أكيد التوك شو، فلننتج التوك شو بنفس طريقة القنوات الخاصة وبوكالة إعلانية نستلم منها البرنامج تسليم مفتاح!، وبنفس الكسل الفكرى الذى يصل إلى حد الشخير، ولأنهم يعانون من أنيميا الإبداع الحادة، أعلن ماسبيرو عن صناعة برنامج توك شو بالبضاعة الجاهزة من المذيعين الذين ينتمون لقنوات خاصة أخرى وبطريقة مقاول الأنفار، ومع كامل احترامى لكل الأسماء التى طُرحت فإن مصير هذه الفكرة هو الفشل الكامل المتكامل الحتمى، إنها أشبه بمحاولة عزف سيمفونية بفريق أوركسترا لمّوه وجمعوه من على قهوة عماد الدين ومن غير نوتة قبل الحفلة بخمس دقايق!!، النتيجة نشاز، وبدلاً من عزف السيمفونية التاسعة لبيتهوفن سنجد أنفسنا أمام أوكا وأورتيجا والنسخة الرديئة كمان!!، فكل مذيع فى وادٍ يهيم وحيداً، الانتماء الأصلى والإخلاص الرئيسى هو لقناته التى تؤكله العيش والجاتوه والتى يتفضل من وقته الثمين مقتطعاً ساعتين لماسبيرو الغلبان، تفضل وعدم تفرغ وانعدام هارمونى وانسجام وإيقاع مختل وصراع ديناصورات سيأتى ويدوس على الأخضر واليابس فى هذا المبنى المتهالك المجدب أصلاً، إنقاذ ماسبيرو لا بد أن يكون بفكر خارج الصندوق، نتعب شوية ونجهد ذهننا حبتين عشان نخطط ونكتشف ونبدع، ومثلما كان ماسبيرو صاحب السبق عند ولادته لا بد وهو قادر على ذلك أن يكون له السبق الآن، الناس أصابها الملل والضجر والقرف من برامج التوك شو الحالية، لكنها لا تجد إلا هى ومجبرة عليها، وليسأل ماسبيرو الذى يمتلك إدارة طويلة عريضة للتسجيلى وإدارة للرسوم المتحركة وللأطفال... الخ، ليسأل نفسه أين برامج الأطفال والأفلام التسجيلية والبرامج العلمية والمنوعات والفن التشكيلى والموسيقى العالمية والمسابقات... إلخ، غيروا بوصلة التفكير ستجدون الحل وستعثرون على طوق النجاة.
نقلا عن الوطن