الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ -
٣٩:
٠٥ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
بينما تقرأ حضرتك هذا المقال، أكاد أقف أنا على حافة تنفيذ حلم حلمت به منذ زمن بعيد، سعيت له بدون كلل أو ملل، دون فتور أو ضيق مما تجرعته من معرقلات ومعوقات صممت على أن أنفذ حلمي الذي حملته بين جنبات قلبي منذ صغري رغم كل ما قد يقف أمامي، ومتحدياً بمن وقفوا إلى جواري ومن
وقفوا ورائي ليدفعوني للأمام، استفدت بطاقة إيجابية بثتها عائلتي في نفسي، فأمي لم تفتر يوماً بتذكيري بالحلم حتى أبي الذي رحل قبل أن يرى حجر أساس هذا الحلم كان له دور حتى في غيابه إذ كنت دائماً أضعه أمامي هدفاً لأسعده، فأنا أثق بأنه يشعر بفرحي، كذلك عمتي التي لم تكل بمساعدتي وأما زوجتي فرغم وصولها للركب السائر نحو الهدف مؤخراً إلا أنها سرعان ما أتقنت العمل في نسق هذا الركاب، وأسرعت معي نحوه، عائلتي الكبيرة لم تكن يوماً
بعيدة عن مسار سعيي للوصول للحلم، أما أصدقائي فلهم مني كل احترام وتقدير لما قاموا به سواء هؤلاء الذين ساندوني كالباشمهندس يوسف صديق عمري أو الدكتور إسحاق عزيز أو حتى هؤلاء الذين خذلوني وتخلوا عني في أوقات كثيرة حينما جعلتهم ومن عرقلوني سبباً لدفع آخر للأمام دفع لأعلى أيضاً حين وضعتهم في مكانهم المناسب.
هذا الحلم الذي يكاد يتحقق، ويرى النور بشكل رسمي يوم الأربعاء القادم في تمام الساعة الثانية والنصف بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب بجامعة عين شمس حيث أناقش رسالة الدكتوراه والمعنونة ب"الولايات المتحدة الأمريكية وعملية السلام المصرية الإسرائيلية من عام 1973-1981" في هذا اليوم - بإذن الله- أكون قد وصلت لمنتهى أحلامي الأكاديمية والتي ثابرت للوصول لها، جاهدت لألا يعوقني عنها شيء أو أي عراقيل مهما كانت كبيرة.
صديقي القارئ، قد لا تجد اسمي من بعد يوم الأربعاء القادم كما عهدته إذ قد يسبقه -بإذن الله- حرف الدال ذلك الحرف علامة الحصول على الدكتوراه، ذلك الحرف الذي أضافوه كثيرون لاسمهم دون وجه حق لا لشيء إلا للحصول على مجد شخصي أو إدعاء بطولة لم تكن من حقهم وقتها أما أنا لست من الساعين للمجد الشخصي ولا لألقاب زائفة بل فقط أطلب العلم والفهم والعمق والإبحار نحو الحقيقة، فلا قيمة عندي بلقب لا أستحقه بل أن فٍعل كهذا في نظري يضيع طعمه الحقيقي حال حصولي على الدرجة بحق.
على كل حال، وفي ختام المقال، حضرتك مدعو، فالدعوة عامة لحضور مناقشة الدكتوراه في كلية الآداب عين شمس الأربعاء القادم في تمام الساعة الثانية والنصف، وحقاً حضورك يشرفني.
المختصر المفيد على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم. "المتنبي"