الأقباط متحدون - سوريا بين حربين 2 -2
أخر تحديث ٠٥:٢٤ | الاثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٨ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سوريا بين حربين 2 -2

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند الحرب الأولى التي تستعر وتتوهج على الأرض السورية بين الذين كانوا ثواراً والنظام السوري في شق من شقيها والشق الثاني بين تركيا المدعومة من الحلف الأقوى عسكرياً عالمياً وروسيا من جهة أخرى وهذين الشقين يمثل حرب الكرامة وهي الحرب الأولى في سوريا.
 
لكن في نفس تلك الأثناء التي تندلع نيران الحرب متأججة تتوهج نيران حرب النفط كنتيجة مباشرة لاستعار الشق الثاني من حرب الكرامة بين حلف الناتو ممثل في تركيا وروسيا، فروسيا ولأول مرة بعد طول صمت أعلنت عن تعامل تركيا مع داعش لاستيراد النفط وذلك لما حاولت روسيا خنق النظام التركي

كرد فعل لإسقاط الطائرة وكحلقة من حلقات العقوبات التي فرضتها روسيا من ذاتها على النظام التركي الضالع في إسقاط الطائرة وإهانة كرامة الدب الروسي، ما يعني لدينا أن حرب النفط هذه اندلعت لا لشيء إلا لأن الكرامة أُهينت، في حين أنه كان يمكن الصمت يبقى مستمراً ما لم تسقط الطائرة الروسية، وتستطيع أن ترى تبعات تلك الحرب النفطية من إعلانات في الصحافة الغربية من ضلوع تركيا في شراء النفط بأرخص الأثمان من داعش، كان الكل يتساءل من

يشتري النفط من داعش؟ الكل يتحير عن سر هبوط سعر برميل النفط، كنا نظن أن المسألة ترجع لتفاهم سعودي أمريكي للي ذراع روسيا بسبب ما اقترفته في أوكرانيا، ويبدو أن هذا فيه شيء من الصحة أي أن وللمرة الثانية حرب النفط تندلع بسبب الكرامة، فتأبى أمريكا أن تنهزم بشبه جزيرة القرم وأوكرانيا

فتريد أن يكون لعقوباتها على روسيا صدى فاتفقت على تخفيض برميل النفط أو ضغطت على السعودية لهذا، لكن هذا يضر السعودية التي تعاني ميزانيتها من عجز كبير لم تعتده السعودية التي بدورها تدعم مصر مالياً وتدخل في حرب في اليمن تكلفها الكثير إذن من اسباب خفض سعر برميل البترول كان هو

إتاحته في السوق بأسعار بخسة من قبل تنظيم داعش الذي يبحث عن الدولارات، فيزيد من إنتاجه ويقلل أسعاره لأنه يبيعه بطرق غير شرعية ويبيعه لدول تلوي ذراعه لمده بالسلاح وتسهل نقل البشر له.
 
آخر القول، أن تعيش سوريا بين حربين أحدهما تؤثر في الأخرى وتسببت في استعار لهيب الحرب، وكلتيهما قد لا تنتهي على خير لاقدر الله إلا إذا تم تحكيم العقل وإيقاف تنظيم الدولة الإسلامية عند حده بل وتدميره بجدية لا يتمتع بها الحلف الدولي الذي يقاومه، وهذه الأخيرة لا يتمتع بها إلا الدب الروسي.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter