الأقباط متحدون - الذين جعلوها ثورة خساير!
أخر تحديث ٠٤:٠٢ | الاربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٠ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الذين جعلوها "ثورة خساير"!

محمود الشربيني
محمود الشربيني

 - قبل أن تقرأ: لاأدرى لماذا يقفز إلى ذهنى ذلك التباهى الذي كان يمارسه  بلال فضل ويسرى فوده وباسم يوسف على بعضهم البعض  فى غابر الأيام، بأن أعداد متابعيهم على وسائل التواصل الإجتماعى – وخاصة تويتر- تناهز الآلاف ، كلما تحدث – أو تباهى لافرق-عبد الرحيم على و توفيق عكاشه ومرتضى منصور عن إكتساحهم أصوات الناخبين وتفوقهم الهائل على المنافسين لهم فى الإنتخابات  الأخيره . ربما كان ذلك التباهى مدعاة للفخر والسعاده إن كان يواكبه إستثمار ذلك النجاح " المرعب" فيما يفيد البلاد والعباد .. وهو مايثير السؤال أو الأسئله : هل حدث هذا فعلاً؟ مالذي تحقق من وراء هذا النجاح الكاسح ؟ هل استفاد الوطن شيئاً .. أي شيء؟!

- *******************
- المقارنه بين هؤلاء جميعاً ليست أصل " المقال" ، فمايفرقهم اكثر بكثير ممايبعدهم ، فكلهم مصريون وطنيون وأغلبهم معارضون وبعضهم ليسوا كذلك ، ولكنهم يتباينون حتما فى موقفهم من  ثورة يناير المجيده ، ومن ثورة التصحيح الفريده فى الثلاثين من  يونيو . فقد ذهب بلال وفوده الى يسار النظام ، بينما انتمى – أو إدعى- "عكاشه" أنه مفجر ثورة يونيو ، وقال "مرتضى" أنه دعم نظام الحكم الجديد بقوه أما "عبد الرحيم" فقال ان دوره( تسريباته فى الحقيقه!) فى توضيح حقيقة ماجري فى ثورة يناير على ايدى النشطاء والثوار والحكوكيين الذين كادوا ان يذهبوا بالبلاد إلى الهاويه وأن يساهموا فى تحقيق المؤامره على الشعب المصرى واسقاط مصر  او بيعها على أيدى الاخوان.
- الحقيقه أننى أختلف معهم جميعاً ، ومع غيرهم ، ويقيناً اختلف اكثر مع من كان ينظر إليه فى السايق  أنه " أيقونة الثوره" وهو الدكتور محمد البرادعى ، ومع المعارضين للنظام الجديد ليس مجالها مقالنا هذا،
 مثل بلال ، ووائل  وآيات "شيطانيه" والجوادى وأمثالهم، ولكن ليس هذا موضوعنا وانما مقالنا عن بعض مؤيدى النظام، لا بل بعض ( أبناء النظام  بالفعل) الذين تحولوا فى مواقفهم  وحاولوا ارتداء ثياب المعارضين وماهم بمعارضين ! بداية لابأس بالمعارضه، فالمعارضه حق وواجب بل وشرف أيضاً ، كلنا نعرف ذلك مثلما كلنا يعرف الأسس والقواعد المحدده لعمل المعارضه ووجوب تمتع خطابها السياسي والتوعوى بالمصداقيه وشمولية منظور الرؤيه ! لكن الذي يحدث عندنا أن المعارضين  يعارضون عندما تمس مصالحهم الخاصه فقط !! ويمارسون فى سياق خططهم الناقده ، ابشع أساليب الضليل والخلط وممارسة التشويه على اوسع نطاق .. وخطورة هذا انهم محسوبون على 30 يونيو!
 -أنظروا مثلاً إلى عبد الرحيم على .. الباحث الذي أنفق جهده البحثى على جانب واحد مظلم فى ثورة يناير وهو النشطاء الذين كانوا يتركون الشهداء والجرحى والمصابين يسقطون وينزفون فى الميادين ويذهبون لاحتلال منصات الاعلام والفضائيات ليزعموا لأنفسهم أدواراً وثقلاً و قياده لم يكن لها رصيد من الواقع .. بل ويقومون بالتغطية على انشطتهم السياسيه التى مولتها جهات أجنبيه . 
- أستاذ عبرحيم:يجدر بك أن تتوقف الآن عن شغلنا بصربيا والمعهد الجمهورى وسوكه و الاهتمام بالأبحاث والتعاون مع الأزهر ومكتبة الاسكندريه لعقد لقاءات تنويريه بالاسلام الصحيح  ولديك بوابه الكترونيه وصحيفه يوميه أو اسبوعيه ؟ فكرة اعداد العقل المسلم  إعدادا صحيحاً يتصدي للفكر المتطرف وينتصر للاسلام الوسطى أليست تستهويك؟ اليس من المفيد ان يكون نائب الامه مفيدا للامه ومتواصلا مع الضمير العام فى القضايا التى تشغل الأمه؟
- مارأيك استاذ عبرحيم فى مشكلاتنا الملحه فى التعليم والصحه والبطاله واستيراد قمصان النوم من الخارج بملايين الدولارات؟
- مارأيك فى الفساد الضارب أطنابه فى مؤسسات الدوله ، والذي فضحته تصريحات الجهاز المركزي للمحاسبات الست نائبا عن شعب مطحون يفترسه الغلاء والكواء وينهش رزقه هذا الفساد؟
- انظروا إلى توفيق عكاشه بكل جهوده التى انفقها فى اهدار مصداقيته . لقد إنحاز كلياً الى الاجهزه الامنيه ولم يقدم اعلاماً محايداً حتى حانت اللحظه التى وجدناه فيها مع خالد صلاح يلبس ثياباً أخري فيهاجم وزير الأمن وقيادات الامن فى محافظته ويوهمنا بأن الامن كله ضده ، مااستدعى ان يخرج عمرو اديب ليفضحه بقوه ويؤكد من خلال مقولة توفيق " خدونى لحم ورمونى عضم" أنه إبن هذه الاجهزه الأمنيه باعترافه" وانه يهاجم " اللواء عباس كامل لأنه – وباعترافه أيضاً- إتصل به ولم يرد عليه وكان عمرو محقاً فيما قاله عنه( لماذا تتصل به إذن إذا لم تكن من النظام وإذا لم تكن تابعاً له؟!) 
- بدلاً من أن يستثمر توفيق عكاشه نجاحه الاسطورى وغير المتوقع فى دائرته راح يولول ويدعى أنهم تخلوا عنه؟ هل كان يريد الثمن كاملاً؟ وهل الثمن هو رئاسة البرلمان؟ فماهى مسوغات تعيينك- أو التوافق على إختيارك أو انتخابك- رئيساً له؟! ماهو التاريخ الذي قدمته فى الجوانب التشريعيه والدستوريه والسياسيه والاقتصاديه ،بل ماهو تاريخك فى لَمْ الشمل وجمع كلمة النواب وماهى الاجنده التى قدمتها للنواب وللبلد حتى يتم لك ماتريد؟ مالذي استفادته الامه ؟ انت تصوب فى اتجاه عدا الاتجاه الصحيح ،فنحن لدينا مشكلا فادحه فى كل القطاعات فما هى الاستراتيجيه التى تتبناها لحل هذه المشكلات على الأقل لحمل البرلمان على العمل؟ مارايك فى نواب " الكبده والكلاوي واللحوم الفاسده" الذين ضبطوا بالجرم المشهود وخرجوا بكفاله؟ ماذا عن المعلومات  القويه التى ترجح وصول بعض "نواب الكيف" الى المجلس؟ هل فكرت فى التقدم بطلب إلى المجلس لمناقشة هذه الشائعات من باب إعادة الإحترام للمؤسسه التشريعيه ام أنك ستغنى بأغنية سيد قراره مع الشاذلى الله يرحمه وسرور الله لايرجعه! هل شغلت نفسك بمايجرى فى مؤسسات الدوله من فساد وبيروقراطيه ؟ هل فكرت فى برنامج لحل مشكلات البطاله ؟ هل فكرت فى حمله شعبيه من اجل التوعيه باهمية السياحه الداخليه ؟ لما لاتحشد النواب لزيارة شرم الشيخ ؟ أليس هذا أكثر جدوي وأكثر إحتراما من ذكرياتك وأقاويلك وبطولاتك التى تتحفنا بها على قناتك ومع مذيعتك التى لا دور لها سوى دور الكومبارس؟
- لست وحدك الذي يفعل هذا الهراء .. فهناك ذلك الرجل الذي يستل سلاح القانون ويعتبر نفسه أكبر مهدد لمعارضيه، بالملاحقات القضائيه "والتمنميت محام اللى مالى بيهم مكتبه" ( فضلاً عن سيديهاته التى يسجلها حتى لمصر وهى فى أحضان عشاقها!!) يفعل من هذا الكثير وينشغل بمعارك مع طواحين الهواء والهراء ، وكل الناس تتابع قراراته الانفعاليه ، وحصاره للاعبين ، وشتائمه للجميع ، واعلانه انسحابه من المشاركات الرياضيه ثم عدوله عن القرار ، ثم التحقيق مع لاعبين ثم العفو عنهم .. ثم الهجوم على الرئيس والاستئساد عليه وكسب " أبناط" ب( الهلليله) والزعيق والصراخ الخ .. أما فكرت يارجل فى ترشيد خصوماتك  داخل الوطن ، وتصنع شيئاً مفيدا خارج الوطن ؟ مادمت ضليعا فى العاب التقاضى والتهديد بالسي دي هات ألم تفكر فى تهديد سويسرا ورئيسها وزوجته مثلاً! الاتفكر فى أن تشكل فريقا قانونيا محترما للمساعده فى قضايا التحكيم الدولى التى نخسر فيها دم القلب  فتوقف هذا النزيف القانونى؟ ألا يمكنك تشكيل فريق قانونى ضليع  لاسترجاع الاموال المصريه المهربه الى الخارج؟ اليس من صميم واجباتك الضغط على الحكومه ضغطاً شعبياً هائلا لنعرف فقط إلى أين وصلنا فى ملف الاسترداد ؟ 
- بعد ان قرأت: تتبواؤن مواقع مسئوليه وتُمْنَحون ثقةً غاليةً وتتصدرون واجهات العمل السياسي والاعلامى ومع هذا تتحفوننا بشطحاتكم الجنونيه وافكاركم الهزليه ونضالكم الصبيانى وتشغلوننا بتناحراتكم الخاصه يومياً ، -ولا أدل على ذلك من أن " عماشه" اعتذر عن كل نقد وجهه إلى جهاز أو وزير أو مؤسسه!!- وهو ماأراه  السبب الحقيقي فى إفقادنا أهم مكاسب ثورة يناير .. بل لا اعدو الحقيقه أن قلت أنكم الذين  تجعلونها  " خساير يناير"وليس " ثورة يناير"..  و لا أعتقد أنه يمكن ان نحقق مكاسب من "يناير"، مادمتم تهدرون ثقة الناخبين فيكم ،تحقيقاً لاحلامكم الشخصيه على حساب أحلام الأمه المصريه العارمه التى يبدو أنها ستبقى بهذا الشكل عصيه على التحقيق!!!
نقلا عن الوفد

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع