الأقباط متحدون - تحية للجيش الذي أسقط أسطورة داعش
أخر تحديث ٠٠:٠٣ | الخميس ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢١ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحية للجيش الذي أسقط "أسطورة" داعش

د.عبدالخالق حسين
وأخيراً أثبتت القوات الأمنية المشتركة، الجيش العراقي الباسل، والحشد الشعبي الصامد الذي يضم كل مكونات الشعب العراقي، قدرته على إلحاق الهزيمة بقوى الجهل والظلام، عصابات داعش المتوحشة ومن وراءهم ، وتحطيم أسطورتهم الوهمية الخادعة، والدفاع عن حياض الوطن من شر كل معتد أثيم. وما تحرير مدينة الرمادي وتطهير أرضها من رجز الدواعش إلا دليل على ذلك. لقد حاول أعداء العراق في الداخل والخارج شن حرب نفسية قذرة على الجيش العراقي، بإعطاء صورة مشوهة عنه لتدمير معنوياته، وإسباغ البطولات الزائفة على عصابات داعش والإدعاء أنها قوة لا تُقهر، وزحفها لا يوقف!! وهذه هي نهاية الدواعش بين مقتول وجريح وأسير ومن لاذ منهم بالفرار كالجرذان.

قال المفكر السعودي الليبرالي تركي الحمد: أن "داعش هي في النهاية ورقة من أوراق لعبة 'بوكر' إقليمية ودولية، لا يلبث دورها أن ينتهي بعد أن تُلقى على مائدة اللعب الخضراء أو الحمراء في هذه الحالة."

وقد أكدنا هذه الحقيقة مراراً، واعترف بها حتى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية مثل جو بايدن وهيلاري كلنتون، أن أمريكا وحلفائها في المنطقة هم من صنعوا هذا الوحش من أجل أغراض سياسية في المنطقة. ولما سُئِل وزير الدفاع الأمريكي من قبل لجنة في الكونغرس عن سبب عدم مساعدة أمريكا للعراق في ضرب داعش إثناء احتلالها الموصل، فأجاب صراحة بأنهم لم يريدوا مساعدة نوري المالكي، رئيس الوزراء آنذاك. لأن نوري المالكي كان في رأيهم عميلاً لإيران !!. وهذا يؤكد دورهم في صناعة داعش لتحقيق أغراض مؤقتة.

وقد سبقت لعبة تسليم الموصل والمحافظات الغربية لداعش، خطة جهنمية استغرقت عدة سنوات، شاركت فيها عدة جهات داخلية مثل: مسعود بارزاني، والأخوين النجيفي وغيرهم من قادة السنة، من البعثيين المشاركين في العملية السياسية، ومجلس محافظة الموصل، بدأت الحملة بمحاولة إثارة عداء سكان المحافظات ذات الغالبية السنية ضد الجيش العراقي الذي أطلقوا عليه مختلف التسميات التسقيطية مثل: جيش المالكي، والجيش الشيعي، والجيش الصفوي...الخ، وكانوا يرمون الجنود بالحجارة، ويفترون عليهم شر الافتراءات. وعمل هؤلاء على عدة جبهات، منهم من قاد الاعتصامات في الساحات التي جعلوا منها ورشات عمل لتفخيخ السيارات المسروقة، ومنهم تحت يافطة المصالحة الوطنية طالبوا بتبديل ضباط الشيعة في الموصل بضباط كرد وسنة من أهل الموصل لإزالة صفة التشيع عن الجيش!!... فاستجاب المالكي لهم ما أرادوا وعلى مضض. إلى أن حانت ساعة الصفر، ودخل الدواعش الموصل يوم 10 حزيران 2014، أمر مسعود بارزاني الضباط الأكراد بترك مواقعهم، مدعياً أن (الحرب مع داعش هي صراع سني – شيعي، والكرد غير معنيين بها)، وجعل أربيل ملاذاً آمناً للضباط الكرد وغيرهم من الذين خانوا وطنهم وشرفهم العسكري، أما الضباط المصالوة فبعضهم ذهب إلى بيته وبعضهم انضم إلى داعش وبأوامر من قادتهم السياسيين. وفي داخل الموصل كانت تنتظرهم الألوف من الخلايا البعثية "النائمة"، وكان ما كان من بقية فصول المؤامرة القذرة، وليقول رئيس أركان الجيش الأمريكي فيما بعد كجزء من الحملة ضد الجيش العراقي، أن (الجيش العراقي منهار وليست لديه الرغبة في الدفاع عن العراق)، ولكنه قال أيضاً وبحق، أن الضباط يأخذون أوامرهم من زعماء مكونهم الطائفي و الأثني، وليس من رئيس الوزراء العراقي (القائد العام للقوات المسلحة). وراح الإعلام المضلل، العربي والكردي (جناح بارزاني) يروِّج ولحد الآن أن 400 مسلح داعشي استطاع إلحاق الهزيمة بخمسين ألف من الجيش العراقي!!. ثم تكررت اللعبة في الرمادي في شهر مايس (أيار) من هذا العام 2015.

لذلك نقول أن الضباط الذين سلَّموا الموصل وصلاح الدين والرمادي لداعش هم ليسوا الضباط الذين قادوا القوات المشتركة إلى النصر المؤزر لتحرير صلاح الدين وأخيراً الرمادي يوم 28 كانون الأول/ديسمبر 2015، اليوم التاريخي، وقريباً الموصل. ففي هذا اليوم ردَّ الجيش العراقي اعتباره، وأثبت للعالم أنه قادر على حماية حياض الوطن، وحطَّم أسطورة داعش المزيفة التي حاول أعداء العراق إضفاءها على عصابات التوحش التي قالوا عنها أنها لا تقهر!

ومن كل ما تقدم، نستنتج أن من يزرع الشوك لا يحصد إلا الشوك، فبعد ما تأكد الغرب أن شرور داعش وصلت إلى بلدانهم، وبعد أن سقطت سمعة السعودية وقطر وتركيا إلى الحضيض وأسفل السافلين، حيث بات معروفاً لدا كل العالم عن دور هؤلاء في صناعة ودعم داعش، أضطر التحالف الدولي بقيادة أمريكا مساعدة العراق بالضربات الجوية للدواعش، ودون أن يحتاج العراق إلى قوات أرضية، فهاهو الجيش العراقي وبمشاركة الحشد الشعبي استطاعوا تطهير الأرض من دنس الإرهابيين، وهذه بداية نهاية الداعش (ورقة البوكر). ودرس بليغ للشعب العراقي في الموصل والمحافظات الغربية بأن قادتهم السياسيين من أمثال الأخوين النجيفي ورافع العيساوي وظافر العاني وغيرهم قد خدعوهم وتركوهم لوحشية الدواعش، وأحالوا مدنهم إلى خرائب وأنقاض. وعلى أهل السنة أن لا يلدغوا من جحر مرة أخرى، وأن يحسنوا اختيار قادة جدد لهم يتمسكون بالوحدة العراقية، وليس بإثارة النعرات الطائفية والولاء للسعودية وقطر وتركيا.

فألف تحية للقوات الأمنية المشتركة، جيشنا الباسل، وحشدنا الصامد. والمجد والخلود للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والخزي والعار لمن خان وطنه، ومن وراءهم من مرتزقة الإعلام الذين دأبوا على تضليل الشعب وخداعه. و كلنا أمل أن يكون العام الجديد 2016، عام الانتصار والازدهار، والتلاحم بين مكوناته، ونهاية الإرهاب، وعودة الوعي الوطني الصحيح لكل العراقيين أن خلاصهم هو في عراق موحد، وترك الخلافات الطائفية الوهمية جانباً، والبدء ببناء العراق الديمقراطي الجديد، وليكن شعارهم: الدين لله والوطن للجميع.

وختاماً، يسعدني أن يكون آخر مقالي لي في نهاية عام 2015 عن انتصارات شعبنا وهزائم الإرهاب الداعشي ومن يوليه ويدعمه. 

وكل عام و شعبنا العراقي العظيم، والقوات الأمنية المسلحة والحشد الشعبي بألف خير.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter