نعيم يوسف
بداية.. كل عام وكل المصريين بخير بمناسبة السنة الجديدة، وبنظرة سريعة على الشارع المصري مساء أمس، كنت ستدرك عزيزي القارئ أن مصر كلها تحتفل، أو على الأقل غالبيتها، وهذا الأمر لا يعني سوى إنتصار الشعب للحياة رغما عن اختيار الإرهاب للموت.

من دلالات مشهد إحتفال غالبية المصريين برأس السنة الجديدة هو احتفال عدد كبير من المسلمين به ما يعني توجه الكثيرين منهم للتفسير الوسطي للدين، وليس التفسير المتشدد الذي يحرم كل شئ، وعلى الرغم من قتامة الصورة خلال الأيام الماضية بعد حبس الباحث والمفكر إسلام بحيري، إلا أن المشهد برمته يقول إن تعب الباحث والمفكر لم يذهب هباء حتى لو سجنوه ونقول له بهذه المناسبة "كل سنة وانت طيب يا إسلام بحيري".

حضرت منذ عدة سنوات ليلة رأس السنة في إحدى الكنائس التي كانت قد تعرضت لهجمة إرهابية، حينما كان يسيطر الإخوان على الحكم، كما حضرت السنوات التي تليها، والتي كانت وتيرة الإرهاب فيها على أشدها في مصر كلها، وكان الإرتباك والخوف هو سيد المشهد، ولا توجد مظاهر إحتفالية في الشوارع، واستأنس المواطنون بدفء البيوت عن الاحتفال في السقيع، أما بالأمس فقد كان المشهد مختلفا، فالبرغم من المطر والبرد والسقيع كانت شوارع القاهرة الكبرى بها حركة إحتفالية مطمئنة، وهذا دليل على التقدم الكبير الذي حققه الأمن والجيش في عمليات التأمين وبهذه المناسبة نقول لهم ولكل المصريين "كل سنة وانتم طيبين ومصر كلها بتحتفل".