تزايدت الاعتداءات على المسلمين في فرنسا بشكل ملحوظ، لا سيما بعد هجمات باريس الأخيرة، فيما يشتكي البعض من عدم قدرتهم على فعل شيء تجاه هذه المعضلة، مشيرين إلى أن الأجهزة الأمنية تضرب مطالبهم عرض الحائط.
إعداد ميسون أبو الحب: تزايد عدد جرائم الكراهية المرتكبة بحق المسلمين في فرنسا ثلاث مرات منذ الهجوم على مجلة شارلي ايبدو ومحل كوشر في كانون الثاني (يناير) في عام 2015، وتضاعف ايضا عدد الاعتداءات المنطلقة من معاداة السامية خلال الاشهر الخمسة الاولى من عام 2015 كما وقع ما يقارب من 400 حادث ناجم عن الاسلاموفوبيا، منها اعتداءات ومضايقات والتسبب بأضرار مادية مقصودة، حسب قول المؤسسات الرسمية، مع اشارة الى ان الزيادة هي 133 حادثا مقارنة بالعام الماضي.
وتم تسجيل زيادة في جرائم معاداة السامية بنسبة 84 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2014، وبلغ عددها الفعلي 508 حادث. ولم تتوفر ارقام حتى الان عن بقية اشهر السنة.
يثير القلق
وقال جلبير كلافرول، رئيس منظمة ديليرا التي تنسق عمل الحكومة ضد العنصرية ومعاداة السامية: "هذا تطور مهم ومثير للقلق ويمكن تفسيره فقط بظهور عداء ضد المسلمين بعد الهجوم على شارلي ايبدو".
وتعرضت مساجد وقاعات صلاة عديدة الى هجمات عديدة، وكتب المهاجمون عبارات معادية على الجدران، او اضرموا النار في المكان، ووضع مهاجمون رؤوس خنازير امام عدد منها، فيما تقوم قوات أمن، يصل عديدها إلى الف شخص، بحماية مساجد فرنسا وعددها 2500 مسجد، فيما تبرز مخاوف من احتمال وقوع هجمات اكثر على المسلمين بعد هجمات باريس في 13 تشرين ثاني (نوفمبر)، والتي اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
عبد الله زكري، وهو رئيس المجلس المركزي لمسلمي فرنسا الذي يتابع ويسجل حالات الاعتداء على المسلمين في فرنسا، قال إن نساءًا يرتدين الحجاب تعرضن الى مضايقات متعددة، مثل سحب حجابهن، كما تعرضت احداهن الى ضرب مبرح، واضاف: "اصبح الناس يعيشون في ظل الخوف".
لا شكاوى!
زكري قال ايضا إن 15% من المسلمين الذين تعرضوا الى اعتداءات او مضايقات لم يسجلوا اي شكوى لدى الشرطة لاقتناعهم بان هذا الاجراء غير مجد، مشيرًا إلى ان منزله في منطقة نيم تعرض الى هجوم من عنصريين كتبوا على جدرانه كلمات مسيئة قبل عامين، فأبلغ الشرطة ولم يحدث اي شيء، ولم يعتقل احد.
وفي عاصمة كورسيكا اجاكسيو خرجت مظاهرات مؤخرا ضد وجود المسلمين في المنطقة وطالبوهم بالرحيل، وذكرت انباء ان المظاهرات خرجت بعد استدعاء رجال شرطة واطفاء الى منطقة يعيش فيها مهاجرون ثم خرج لهم اشخاص يحملون قضبانًا حديدية وهراوات واعتدوا عليهم.
هذا ويؤيد اغلب الفرنسيين سحب الجنسية من اشخاص يحملون جنسية اخرى ويرتكبون جرائم، حسب استطلاعات آراء.