الأقباط متحدون - وداعاً لعام 2015 م
أخر تحديث ١٢:٥٣ | السبت ٢ يناير ٢٠١٦ | ٢٣ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وداعاً لعام 2015 م

بقلم : ألبير ثابت
منذ بضعة أيام ودعنا عاماً بحلاوته ومرارته، ونحن على أعتاب العام الجديد، ما بين التوديعِ والاستقبال ينبغي على كل واحد منا أن يقف وقفة سريعة مع نفسه ليحاسبها على عام مضي، ماذا صنع فيه ؟ ماذا قدَّم فيه ؟ ماذا هيأ من زاد لآخرته، ماذا كسب وماذا خسر؟ ليعيد تقييمها وتشكيلها من جديد .

يقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في أحد عظاته : ( كن حكيماً في محاسبتك لنفسك ، وحكيماً في تبكيتها وتأديبها ) فليس من المقبول أن نقضي عمرنا كله في غيبوبة الأخطاء المتراكمة والصراعات على مدار السنين دون جدوى ، كما علينا جميعاً الاستفادة من أخطاء الماضي ولا نعيش فيها لأنها تفسد حاضرنا ومستقبلنا أيضاً .

فلا بد من وقفة لمحاسبة النفس وفحصها بقلب جديد ، وفكر نقي ، إن لم تكن كل يوم، فلتكن كل أسبوع، فإن لم تكن كل أسبوع، فلتكن كل شهر، فإن لم تكن كل شهر فلتكن كل عام، يحاسب الإنسان نفسه فيه ، لأن فضيلة لوم النفس تساعد الإنسان على معرفة حقيقة النفس كما تساعده على عدم إدانة الآخرين وترصد أخطائهم بل تؤدي إلي إصلاح الذات وتنقيتها والاعتراف بأخطائها ، والتخلص من مشاعر الإحباط والقلق والحيرة . 
 
 فالعام المنقضي، هو عام من حياة كل إنسان قد انقضي، هو جزء من حياته قد مضي، وخطوة من عمره قد خطاها وأقترب بها نحو العالم الآخر. كما أنه سجل دقيق من صفحات حياته سوف يلقي حسابًا عنه أمام الله وملائكته. يقول الشاعر أبي العتاهية في قصيدة ( خداع الأماني ) : وكـلّ ذي أجـلٍ يـوماً سـيبلغه ... وكـلّ ذي عـملٍ يـوماً سـيلقاهُ
 
 ربما كانت لنا في العام الماضي أخطاء قد نندم عليها، أو نتبرم لها، أو نتركها، أو نتوب عنها وتغفر لنا. ولكن مع ذلك لا نستطيع أن نمنع حدوثها. لقد حدثت وانتهي الأمر، ولا نستطيع أن نغير هذا أو ننكره . فقد أصبح تاريخًا، ولم يعد في إمكاننا أن نتصرف فيه . فكل دقيقة هي جزء من حياتنا. وكل تصرف هو جزء من تاريخنا. وكل دقيقة تمضي ، لا نستطيع أن نسترجعها ، لذلك علينا أن ندقق بعقولنا في كل دقيقة وكل تصرف لنملك هدوء الضمير والسلام في حياتنا .  فالعمر الحقيقي للإنسان لا يقاس بسنواته التي قضاها من يوم ولادته إلى يوم وفاته ، وإنما العمر الحقيقي للإنسان يقاس بقدر ما قدم الإنسان في سنوات عمره من أعمال مثمرة وطيبة وصالحة . 
 
ونأمل أن تكون أوقاتنا في العام الجديد غالية ومثمرة ولها فاعليتها في الحياة الأسرية والعملية والاجتماعية ..الخ فكما يقول المثل : بركة العمر في حسن العمل ، وأن على الإنسان أن يجاهد لآخر نفس في حياته ، فالوقت يمضي يوماً بعد يوم دون أن ندري . 
 
          وأخيراً : أقول لجميع المصريين كل عام وأنتم بخير، ونسأل الله أن يعطينا قلوباً طاهرة وصامدة . وأن نصلى جميعاً من أجل أن يعم الخير بلدنا وشعبنا ، وليكن هذا العام سعيداً ومثمراً ، مملوءاً بالخير والسعادة والبركة والرخاء والاستقرار في العالم .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter