الأقباط متحدون - ثورة المشتاقين.. عكاشة وعبد العظيم
أخر تحديث ٠٥:٣٦ | الأحد ٣ يناير ٢٠١٦ | ٢٤ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ثورة المشتاقين.. عكاشة وعبد العظيم

بقلم - محمود بسيوني 
 
يتشابه الإعلامي توفيق عكاشة والناشط حازم عبد العظيم في أشياء كثيرة، إلا أن المشترك بينهما أن كلاهما اعترف أن الأجهزة "استخدمته" سياسيا لمرحلة معينه ثم القت به على جانب الطريق !
والاستخدام هنا – بحسب اعترافاتهما – تم بالتراضي، أي أن الطرف المستخدم وافق على استخدامه، تقول ملامحهما أين المقابل، أو باللفظ البلدي "اكلتونا لحم ورمتونا عضم"، ولكن لم يعترف أيا منهما، ما هي تفاصيل الاتفاق، وهل تم الاتفاق على المقابل، وما هو شكل المقابل؟
الواضح من كلامهما أن المقابل كان "بالعشم"، بكثرة الاستخدام، أكيد هيشوفونا بحاجة، أو أن طلباتنا مجابة، ولأنهما حديثي العهد بالسياسة، ومشتاقين صبابا منذ سنوات لم يدركوا من اللحظة الأولى مغزى كلمات الرئيس السيسي فى خطاب تنصيبه، لا فاتورة لأحد عندي سوى الشعب المصري، فلا عكاشة ولا غيره سيأخذون منى شيئا. نعم بهذه القوة والصلابة أجاب الرئيس على سؤال كل المشتاقين سواء أكان إعلاميًا أو ناشطًا أو رجل أعمال. الرئيس لا يحتاج لمن يدعمه بمقابل، الرئيس يحتاج لمن يدعم مصر بعمله وجهده، أما الحركات الصبيانية و"الشقلبظات" الإعلامية فلا تلزمه وبالتأكيد لن يلتفت لها.
وصلت إجابة الرئيس للمشتاقين متأخرة، ظنوا أنهم يتعاملون مع رئيس حزب من إياهم أو زعيم حركة فى الميدان من إياهم أيضا، فقرروا أن يضربوا النظام في منطقة "حساسة"، قبل 25 يناير الموعود، وتحدثوا عن علاقة البرلمان بالأجهزة الأمنية، وهم يعلمون جيدا أن أحدا منهم لن ينفى أو يؤكد أو يرد حتى، ولذلك سيلقون بالكرة في ملعب الميدان المستعد للانتفاضة، أو هكذا أوهموا أنفسهم، وسيتحرك الرئيس نحوهم لحل أزمتهم وإعطاء كل مشتاق قطعة من التورتة.. وهو ما لم ولن يحدث.
عكاشة كان يريد رئاسة البرلمان، في الحقيقة لا أعلم من أين جاء بكل هذه الجسارة لأن يتقدم لشغل هذا المنصب وهو غير مؤهل له على الإطلاق؟!، هل اعتقد أن البرلمان المصري "نادي" أو قناة فضائية أو حزب سياسي على قده، كيف توقع أن يوافق أعضاء المجلس على ذلك؟ دعك من كل هذا، كيف سيتعامل معنا العالم وعلى رأس المجلس شخصية تتعامل معها الصحافة المصرية والعربية على أنه شخصية "كارتونية" تابعها الناس فى وقت تصحر الإعلام المصري والعربي، تبنى وجهة نظر الدولة المصرية ودافع عنها إلى أن اتضح أن لهذا الدور ثمنه، وأن الوطن هو مقدار ما أحصل عليه من سلطة وأموال، سمى نفسه مفجر ثورة 30 يونيو، ثم انقلب عليها وزعم أنها لم تكن ثورة من الأساس، لكن الامن "استخدمني" ضد الإخوان!، وكأن الملايين التي خرجت لتدافع عن وطنها وهويتها وإحساسها بالخطر الإخوانى، كانت من أجل عكاشة.. الكارتون صدق نفسه..يا للهول بصوت يوسف وهبي.
 
نفس الحال مع عبد العظيم، الذى ظن أن العالم يدار من "تويتر"، تماما مثل زعيمه السابق البرادعي. عبد العظيم ظن أيضا أنه مفجر الثورة، ثم تواجد في حملة الرئيس السيسي، بهدف تجميع الشباب حول الرئيس وقدم مبادرة "فكرتي"، ولأن عبد العظيم لا يجيد السياسة، ولم نر له أي كرامات باستثناء "التويتات" تحول إلى لجنة إلكترونية ضد لجان الإخوان والنشطاء المهاجمة للمرشح آنذاك ثم الرئيس فيما بعد، وتحول بعدها الى إعلامي يتحدث عن حروب الجيل الرابع على قناة القاهرة والناس، وكانت تجربة فاشلة. انتهت على الفور لقلة المشاهدة.
 
ظل عبد العظيم في مسافة وسط بين التأييد والمعارضة على تويتر، الى أن ظهرت حكومة الرئيس السيسي الأول بدونه. شعر بالغضب وبدأ يبتعد عن المعسكر الذى اختاره، يحلم عبد العظيم بوزارة الاتصالات، لا يزال يشعر بغصة عقب استبعاده منها في حكومة عصام شرف الثانية، يوليو 2011 بسبب ما أثير فى الإعلام عن علاقه له مع شركة اسرائيلية، شعر بالمرارة مرة أخرى وبدأ فى إثارة الجدل حتى إنه وضع عنوانا ثابتا لتوتياته هو" لف وارجع تانى" فى إشارة إلى تركه معسكر الرئيس والعودة الى معسكر الثورة (حسب اعتقاده ).
 
عاد عبد العظيم الى الأضواء معارضا، ثم اختفى قبل أن يعود بمقال يطعن فيه أعضاء البرلمان، واختار توقيتا لنشر ما اعتبرها شهادة عن تدخل الأجهزة الأمنية في اختيارهم عقب ترحيب الرأي العام بالمعينين، لن أقول إنه كان يحلم ان يكون واحدا منهم، لكن توقيت شهادته تضيف شكوكا عديدة عن حلمه الأخير بعضوية البرلمان بالتعيين.
 
المناوشات قبل عقد البرلمان في اعتقادي محاولة أخيرة للتمسك بمساحة أخيرة من المجال العام للنشطاء، لأنه فور ظهور نخبة برلمانية وسياسة جديدة، لن يصبح لحديثهم أي معنى وسيصبح السؤال من تمثل حتى اسمعك، اضافة الى ان ما ظهر من تصرفاتهم يشير الى اقترابهم من منطقه اضراب نفسى وعصبي ، من حضن السلطة الى محاولة لكمها اكيد تصيب الناشط والإعلامي بلوثة ، وقد تصور لهم خيالاتهم أن دور المعارض صديق السلطة السابق قد يعيدهم لصدارة المشهد او لأحضان الميدان ؛ قد يكون لديهم تصور ان الميدان قد يسامحهم  بعد ان اهانوه وأهالوا عليه وعلى ثورته التراب، وبالتالي سيصبح مضغوطا في المنتصف وسريعا ما ستنتهى أهميته وأهميتهم مع زيادة مساحة الاستقرار في المجتمع  ، او ينقذهم رجل اعمال قرر ان يعارض لأنه أصبح بعيدا عن المشهد وهم كثر.
 
الاحتفاء المزيف بما كتبه عبد العظيم وقاله عكاشة، أمر يدعو للرثاء، فنجوم يناير على الضفتين المؤيدة والمعارضة يحرقون أنفسهم، ويتحدثون عن استخدامهم وقبولهم للاستخدام كما يزعمون من أجهزة أمنية طمعا في قطعة من تورتة الوطن.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter