إذا كنت متابعا جيدا للأحداث، وتهتم بمعرفة التفاصيل في كل خبر، فأنت من السهل عليك أن تفهم نظرية "التسخين" التي ينتهجها بعض الإعلاميين لإشعال الأحداث وإثارة الفتن والبلبلة والضغائن، وجعلك كمشاهد ومتابع للأحداث الجارية تستنتج أن ظهور حمدين صباحي في برنامج الإعلامي وائل الإبراشي، على سبيل المثال، هو "تسخين" لما يمكن أن يحدث في 25 يناير.
ببساطة الإجابة جاءت من أحد الأصدقاء الذي يعمل ضمن فريق إعداد العاشرة مساء، حينما جمعتنا الصدفة وبادرت بسؤاله عما حدث من قطع البث خلال حوار صباحي، فرد بصوت خفي في جملة صادمة: "الحلقة متباعة.. وقطع البث جملة متفق عليها "ولما صدمتني الإجابة واستجمعت نفسي حاولت أن أسأله "إزاي؟!!
نظر إلي في سخرية وقال: "أصلك مش فاهم حاجة، ده مش جديد على وائل والسنة اللي فاتت "يقصد 2015" شغلنا كله كان كدة، وبعدين وائل مش هيعرف يقطع البث وهو بيقدم الحلقة لازم لقطة زي دي تترتب مع فني الإنتاج أو مخرج الهوا اللي ماسك الشيفت".
ولما ازدادت صدمتي من وقع هذه الكلمات، وانتابتني موجة غضب شديدة تحمل كل الألفاظ الخارجة والشتائم التي أقل ما يمكن أن تصف هذا المشهد بالدعارة الإعلامية، أصررت على سؤاله بغضب شديد: "بكام؟".
نظر إلي مبتسماً، وقال "150 ألف جنيه، ومن غير عقد، الفلوس بتوصل على البيت بعد الحلقة، علشان مش بياخدها وهو ماشي"
حينها حاولت ربط الكلام ببعضه في جملة مفيدة واسترجعت ذكريات عديدة لكم من حلقات "الشو المضروب" الذي أجراها وائل الإبراشي؛ لإثارة الضجة بين بسطاء المشاهدين الذين سرعان ما تسترق أعينهم مثل هذه الحلقات، وتذكرت حلقة سما المصري ونبيه الوحش وفتاة المول وحلقة والد فتاة الراقصة الشعبي.
كل هذا الهراء المثير للجدل عند البعض هو فكر وإدارة الإبراشي وفريق من الإعداد والإنتاج يعمل بمنهج التسخين؛ لتحقيق نسبة المشاهدة وضخ الإعلانات وزيادة الملايين من الإيرادات.
كنت تعودت أن أسخر من جملة "مايصحش كدة" التي قالها الرئيس السيسي في أحد خطاباته موجها حديثه للإعلاميين، واليوم مع الأسف أحسست بالمرارة التي كان يتحدث بها حينما نطق وشدد على الجملة أكثر من مرة، لتنهار فوق عقولهم جدران مدينة الإنتاج الإعلامي، كل من سولت له نفسه أن يلعب بعقول البسطاء ويتاجر بخوفهم من الأحداث.. بخوفهم من بكرة.
نقلا عن دوت مصر