الأقباط متحدون - اضمن لي ألا يكون ابني إرهابيا وسأصمت للأبد
أخر تحديث ١٣:٣٢ | الأحد ١٠ يناير ٢٠١٦ | ١ طوبى١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اضمن لي ألا يكون ابني إرهابيا وسأصمت للأبد

فاطمة مهدي
فاطمة مهدي

سؤال سطحي وسخيف تأخرت الإجابة عنه لكن أظن آن أوان إجابته..

- لماذا تأخذين على عاتقك الولوج في معترك الصراع الديني ومعركة التنوير؟
- إنتي ليه بتهاجمي الإسلاميين؟
- إنتي ليه ضد فلان وفلان وفلان؟
- إنتي ليه لا تجلي وتوقري فلان وفلان؟
- إنتي ليه بتتكلمي في كذا؟ (و هو أوقح الأسئلة في رأيي)

وأجيب ببساطة..
لأني (أم وأب) أعشف ابني وأتمنى ألا أقصر معه في شيء وأخشى عليه من نسيم الهواء.

منذ رأت عيون ابني النور وأنا أمه وأبوه وأوكل لي الله أن تكون تربيته من نصيبي (وحدي)، فرُحت أعمل جاهدة أن أتغير من شخصية سطحية لشخصية مسؤولة، تحاول تحمُّل ما أوكله الله لها، راضية متمنية أن أكون على قدر عظم الأمانة.

حوار للكاتبة مع ابنها
قرأت وقرأت وقرأت وكنت أمضي وقتي معه وأنا أقرأ ..وأنا أرضعه وأنا أداعبه وأنا بجوار أمي قبل وفاتها، ورأيته يكبر أمام عيني تزامنا مع صعود التيار الإسلامي وتصدره للمشهد، فرحت أري رأي العين، بل وأتعامل مع الشباب والسيدات منهم، وأستثني قلة جيدة.

فرأيت الشباب على أعلى درجات العلم، ولكنهم مؤدلجون بشكل يحولهم لمسوخ، ويجعل أفكارهم تنأى عن المنطق في كثير من الأمور على رأسها فكرة الوطن والوطنية واستبدالها بالهوية الدينية، وهو أمر تعدته كبريات الأمم، ليس بإلغاء الدين، ولكن بتحديد دورة داخل النفس وعدم جعله حزمة مظاهر خارجية أو تحكم في حياة الآخر.

رأيت الشاب خريج مدارس اللغات والجامعة الخاصة، الذي لم تنفعه الحداثة وما وصل له من علم أن يستند في كتب التراث على ما يجعله يترك الدنيا وراء ظهره وينضم لصفوف داعش راضيا قانعا.

رأيت السيدة والأم التي لم تنهها الرقة الفطرية للأنثى أن تسكب ماء النار على وجه إنسان يحتضر بعد أن أوسع ضربا،
ورأيت ورأيت ويالهول لما رأيت!

وتضررت بشكل شخصي جدا بكون الصلاة والصوم والقيام والذكر وكل المظاهر الدينية لم تمنع تقصيرا بالغا حد الفداحة حدث في حق ابني الإنساني.. ولم أختصم الله و لم يتزعزع إيماني، بل بدأت في البحث ومحاولة الفهم عن جملة من يتكلمون باسم الله.. فرأيتهم كاذبون حتى الثمالة، وأخذت على عاتقي وأنا نقطة في بحر عظماء كُثر أفضل مني وأعلم مني، أن أشارك فقط بكلماتي.. برأيي.. بقلمي لعل وعسى يحدث الله أمرا.

لعلي لا أري بين الكتب ما يجعلني لا أجد تفسيرا منطقيا أجيب به عن أسئلة ابني حين يكبر.
لعلي أضمن ألا يرى ابني ويقرأ ما يستميل ضعفا إنسانيا يجعله يتحول كما أرى.
لعلي لا أخشى عليه من الانغماس مع من يدعون انفسهم بالملتزمين، خشية أن يغسلوا عقله بأدلة وأسانيد موجودة بين صفحات الكتب الذين يستميتون في الدفاع عنها، تلك التي نسألكم بالله ألا تعد موجودة يامن تسألون لماذا نعترض.

عن نفسي أعترض لأني أخاف على ابني منكم ومن تخاذلكم ومن أفكاركم ومن تشويهكم للوعي ومن شركم.
نقلا عن دوت مصر


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع