الأقباط متحدون - العالم يئن
أخر تحديث ٠٦:٠٩ | الاثنين ١١ يناير ٢٠١٦ | ٢ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العالم يئن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
بقلم : د. مينا ملاك عازر
صديقي القارئ، حقاً العالم يئن، صار يبحث عن السلام بحثاً حثيثاً في الوقت الذي زعماءه يبحثون عن الجنون، يحلمون بالزعامة ولو على عالم خرب بلا حضارة بل وبلا حياة لا قدر الله، في الوقت الذي كادت فيه الحرب تشتعل والنار تستعر بين الروس والأتراك بفعل إسقاط الطائرة والقاذفة ولا يعلم أحد إلا الله سر الهدوء الذي اكتنف الأمر مرة ثانية؟ هل هي مواءمات سياسية أم رشد من بعض الحكام أم تدخلات من اطراف اخرى أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، فلا مراء أن روسيا تنتوي الثأر، وها هي تحاول الثأر وتدعم  كوريا الشمالية لتحتك بجاراتها الموالية لأمريكا في ما يعد استفزاز واضح وقاطع وباتر لقدرات أمريكا النووية حينما فجر كيم يونج قنبلته الهيدروجينية كتجربة مفزعة لجارتها الجنوبية التي تقع في حماية الأمريكيين.
 
وها نحن نرى الطائرة القاذفة الأمريكية تحلق في سماء كوريا الجنوبية وكأنما تعلن وتؤكد على ما قلناه سلفاً من أن كوريا الجنوبية في حمايتها، وليست القضية فقط في كوريا الجنوبية فحسب وإنما أيضاً في اليابان التي قد تكون مهددة بفعل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية مما ينبئ عن خطر محدق خاصةً مع حماقة الزعيم الكوري الشمالي وتهور أوباما الذي قد يبحث عن مجد له بعد  اخفاقاته الواضحة في منطقة الشرق الأوسط أو ما قد نعتبره نحن حماقات وخيابات وخسائر حققتها إدارة أوباما في المنطقة.
 
العالم يئن، البشرية في محك مع الرغبة في السلام والبحث عن الهدوء وأطماع الزعماء كي ما يسطروا أمجاداً تخطف عقولهم وتلتهم ألبابهم، يسعون سعياً مجنوناً نحو حرق العالم وحرق أنفسهم وأيديهم بنار نووية لا مُطفئ لها إلا الله في تلك الآونة نرى العالم على حافة الهاوية، والقوى العظمى تتصادم بشكل أو بآخر، لم تعد حرب بالوكالة كالتي كانت قائمة إبان الحرب الباردة وإنما هي تكاد أن تكون مواجهة، فلا شك من أن ثمة احتمال قائم بأن روسيا هي التي وراء دفع كيم يونج لتنفيذ تجربتها النووية هذه لاستفزاز وهز أوباما وجره لمائدة تفاوض قد تدفعه للتضحية بحليفه أردوغان، كل شيء وارد في عالم السياسة ليتركه ليكون فريسة للروس الباحثين عن الثأر، المواءمات والصفقات واردة في عالم زعمائه لا حبيب لهم ولا غالي سوى مصالحهم. لكن السؤال، هل يقبل أوباما صفقة كهذه تنقص منه وتهز وزن حزبه الذي له مرشحين كثر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة؟ هذا ما سنترك الأيام القادمة لتجيب عنه.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter