بقلم : أسامة كمال | الاثنين ١١ يناير ٢٠١٦ -
٢٢:
٠٩ م +02:00 EET
أسامة كمال
بعد دقائق من انطلاق الجلسة الإجرائية لمجلس النواب والتى امتدت إلى الساعات الأولى من صباح أمس انهالت التعليقات على أعضاء المجلس وعلى ما دار فى هذه الجلسة والتى أساءت بلا شك إلى برلمان 2015 كما يسميه البعض و2016 كما يسميه البعض الآخر وبرلمان 30 يونيو كما يحلو للبعض تسميته.. كان سوقاً بلا رابط وكان سويقة وكان محل تشاحن على أمور ليس بينها ما يهم المواطن.
تسربت محادثات جانبية لمن يطلب «الكراميلة» ومن يسأل عن عدم توافر طعام ملقبا الجلسة الإجرائية بالجلسة «الناشفة» ومن لعن أم اللائحة ومن تودد إلى نائبة جميلة المظهر ومن التقط الصور السيلفى وإلقاء أو عدم إلقاء نائب للقسم وأسلوب نائب متجهم فى إلقاء القسم ونائبة شابة تلقيه برقة فلا يراها أو يسمعها رئيس الجلسة وما إلى ذلك مما تعرفونه جميعا ومما كتب عنه وتحدث حوله صحفيون وكتاب وإعلاميون أمس وأمس الأول.
ولكن.. مع اقتراب الصباح كان اسم الرئيس قد تحدد وكذلك الوكيلان بعد جلسة إعادة على المنصب الثانى وانفض المولد أو انفضت الجلسة التى بدت وكأنها أول يوم دراسى بالمدرسة الثانوية يحضره طلاب معظمهم لم يعش هذه الأجواء فالتقطوا السيلفى وتعرفوا على بعض وأظهروا شكلاً غير متوقع منهم والشعب قد اختارهم.. ولكن.. اليوم «خلص» على رأى حزمبل بكل ما فيه وأتوقع أن يبدأ العمل الجاد أو هكذا آمل ومن حقى أى يكون لى أمل مشروع فى برلمان بلادى.
من الخطأ أن نحكم على خمس سنوات فقط فى أول خمس ساعات أو أقل فى يوم لا عمل حقيقى فيه بل مجموعة من الإجراءات يطول فيها الانتظار ولا صالح لكل عضو بالقسم الذى يلقيه زميله.. ليس غريبا أن يشاغب أحد الطلاب المخضرمين فى أول يوم حتى يفرض سطوته على باقى الفصل فيقول «نحن هنا»، ولكن مع انتظام العملية الدراسية (البرلمانية) سوف تتغير الصورة.. فمن أراد السيلفى فقد التقطه ومن أراد مغازلة زميلته فقد تم فضحه ومن لم تعجبه «أم» اللائحة عرف أن عليه قبولها وصار لزاماً عليهم جميعا أن يبدأوا العمل ويثبتوا أن من حكم عليهم حكما مسبقا قد أخطأ.
الآن وقد عادوا إلى بيوتهم ونشروا صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى ودخلوا من باب الشارع أو الحارة أو القرية فلم يجدوا الزفة الكبرى لأنهم عادوا تحت جنح الظلام بعد أن نام الجميع.. استيقظوا متأخرين فى اليوم التالى فعرفوا أن الأبهة ليست حقيقية وأن الناخبين بدأوا من يوم الأحد فى تشغيل «البرلمانوميتر» أسوة بمرسى ميتر.. الناخب أو المقاطع أو الممتنع سيحسب على كل منهم أنفاسه وتصرفاته وأفعاله مثلما فعلوا مع برلمان 2012 أو أكثر
سوف يفكر النائب كثيرا قبل أن يركن السيارة مع فتاة على الطريق الزراعى وسيتردد قبل أن يجرى عملية فى الأنف ويتهم الشرطة وقبل أن يؤذن وسط الجلسة أو فى مالطة.. سيكون الإعلام رقيباً عليهم أكثر من كونهم رقباء على الحكومة.. سيحصى الفيسبوك وتويتر وانستجرام عليهم أنفاسهم وأنفاس أسرهم.. لقد دخلوا دائرة النار المرتبطة بالشخصيات العامة التى لا ترحم وستتابعهم الكاميرات داخل وخارج المجلس الموقر.. ستحسب عليكم كل كلمة تخرج من أفواهكم.. ولكن..
ولكن هذا المجلس يحتاج لفرصة.. هى ليست فرصة ثانية ولكنها فرصة أولى ولن تكون هناك ثانية فالنجاح فى الانتخابات أيسر بكثير من السقوط فى أعين الناس.. هم يعرفون أن المهمة ثقيلة ولن يكرروا ما قالوه أو فعلوه وسط زهوة اليوم الدراسى الأول والذى أدعو الجميع لنسيانه ولنبدأ من اليوم بدلا من الأحد الماضى فى تشغيل «البرلمانوميتر»..
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع