انضم تنظيم القاعدة إلى تنظيم داعش الإرهابى في تهديده للمملكة العربية السعودية، ردا على الإعدامات الأخيرة التي نفذتها المملكة ضد عدد من المتورطين في جرائم عنف، حيث أصدر فرعا القاعدة في شبه الجزيرة العربية والمغرب العربى بيانا مشتركا يتوعدان فيه المملكة بالثأر.
وأشارت القاعدة، في بيانها، إلى أنها حذرت المملكة قبل تنفيذ الإعدامات، إلا أنها لم تعبأ بتلك التحذيرات، وقالت: «إن حكام المملكة أقدموا على تلك الجريمة النكراء، على حد تعبيرهم، وهم يعلمون أن المجاهدين في شرق الأرض وغربها قد أخذوا الميثاق على أنفسهم بأن يثأروا لدماء إخوانهم الذكية، وقد حذر المجاهدون حكام الرياض قبل أن يقدموا على هذه الخطوة الحمقاء».
وأضافت: «فلينتظروا اليوم الذي سيشفى به الله صدور أهالي الشهداء وإخوانهم ومحبيهم من الطاغى الكفور»، واصفة تلك الخطوة بأنها «قربان للصليبيين في عيدهم في بداية السنة الميلادية»، وأكدت أن من تم إعدامهم ثلة من العلماء وطلبة العلم والمجاهدين الذين تصدوا للحملة الصليبية المعاصرة، فجادوا بأرواحهم وأنفقوا أموالهم وقالوا كلمة الحق التي أخذ الله عليهم تبيانها للناس.
بينما أكد صبرة القاسمى، الباحث في شئون الجهادية العالمية، أن تهديدات القاعدة للمملكة العربية السعودية غرضها «الشو الإعلامي» فقط وإثارة الذعر في قلوب المواطنين، والارتباك لدى الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة انحسر بعد صعود داعش، ولم يعد له تأثير، ويسعى لتسجيل موقف يؤكد من خلاله أنه ما زال موجودا فقط.
وأشار «القاسمى»، لـ«البوابة»، إلى أن سلوك تنظيم القاعدة يحمل في الفترة الأخيرة العديد من علامات الاستفهام، منها الخاص بتغيير استراتيجيته التي انتهجها منذ حقبة أسامة بن لادن في استهداف الدول الغربية تحت اسم «العدو البعيد»، فيما بدأ في الفترات الأخيرة تصدير تهديداته للدول العربية، موضحا أنه في الوقت ذاته يتجنب ذكر إيران في أي تهديد، كما لم يصدر تسجيلا واحدا للظواهرى يتوعد فيه الدولة الصفوية، مما يحمل علامة استفهام أخرى.
من جانبه، استبعد مصطفى زهران، الباحث في شئون السلفية الجهادية، أن يقدم تنظيم القاعدة على أي عمل فعلى ضد السعودية، نظرا لوجود مخزون بشرى ضخم من أعضاء القاعدة في السجون السعودية، وبالتالى فإن أي عمل استفزازى ضد المملكة قد يدفعها إلى إعدام بقية السجناء، وتوجيه ضربة قاضية للتنظيم لا سيما مع انحسار دوره بصعود داعش.