الأقباط متحدون - الثائر.. الناجح.. الشارد والرئيس
أخر تحديث ٠٩:٢٨ | الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠١٦ | ٣ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الثائر.. الناجح.. الشارد والرئيس

نشوى الحوفى
نشوى الحوفى

 نعم كان استقرارنا على يوم التاسع من فبراير من كل عام للاحتفال بيوم الشباب المصرى منذ العام 2008، تخليداً لذكرى شهداء شباب مصر الذين راحوا فداءً للوطن حينما فتح الإنجليز كوبرى عباس أثناء مرورهم عليه فى مظاهرة حاشدة عام 1936. ولكن فاجأت الرئاسة المصريين بتلك الاحتفالية التى أقيمت يوم السبت الماضى 9 يناير بعنوان «يوم الشباب المصرى» وحضرها الرئيس «السيسى» معلناً الكثير من المشاريع.

 
التوقيت والمضمون فى تلك الاحتفالية حوى الكثير من الرسائل التى يجب التوقف عندها. فاليوم استبق ذكرى 25 يناير بأسبوعين وتلك النقطة لها شقان؛ أولهما إعلان اتجاه الرئاسة تقديرها لشباب يناير الذين خرجوا دفاعاً عن غد مصرى كان قد سُرق منهم رافضين الفساد والتوريث وخطط من حكموا. وثانيهما إدراك الرئاسة أن هناك فجوة بين ما يتم من خطوات وما يحلم به الشباب بحق وهو ما اتضح ليس فقط فيما تم إعلانه من مشاريع، ولكن فى عبارة الرئيس متحدثاً عن لقائه ببعض من شباب تحدثوا معه عن إحباطهم لعدم تحقق ما حلموا به. وهو ما يعنى أن هناك فجوة علينا تداركها لا بخطوات وقرارات الرئاسة ولكن بأفعال مؤسسات الدولة ككل. ولذا أدرك أهمية اختيار التوقيت وأوافق على تعديله لتخليد ذكرى شباب 25 يناير.. تلك الثورة التى كانت حقاً وركبها الباطل.
 
ثم جاءت الرسالة التالية فى تلك الاحتفالية التى عبر عنها إطلاق مشروع بنك المعرفة بكل ما يعنيه من قوة وبصيرة وتأسيس لأهم قواعد الانتماء، ألا وهو العلم. تخيلوا أن مصر تطلق موقعاً مجانياً للاطلاع العلمى والبحثى والمعرفى بالتعاون مع أهم 27 دار نشر عالمية لديها كل جديد فى دنيا العلوم والمعارف. أؤمن بأن العلم والمعرفة هما أول طريق الانتماء الحقيقى لأنهما يمنحان الإنسان القدرة على التقييم والإدراك، ولذا فسعادتى بذلك البنك لا يماثلها شىء لما له من قيمة نحتاج إليها فى وطننا الذى اعتمد لسنوات على قيم الفهلوة والشطارة دون أساس معرفى فتحول الكثير من حولنا لمسخ لا يضاهيه مسوخ الدنيا. وها نحن نبدأ خطوة حقيقية وجادة فى بناء الإنسان المصرى بالعلم.
 
لم تكن المعانى والاهتمام بالمضمون فقط ما تضمنته تلك الاحتفالية، ولكن جاءت قرارات الرئيس المصرى عن منح الشباب قروضاً لإنشاء مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر بفائدة لا تتجاوز 5% مؤثرة فى ظل بطالة يئن منها المجتمع. لتبقى الخطوة المقبلة لدى من يشكون البطالة وينتظرون التوظيف فى مؤسسات الدولة دونما رغبة فى المغامرة والتعب. وهنا أتوقف لأضرب لكم مثلاً بالأشقاء السوريين الذين جاؤوا مصر بلا وطن أو مال أو مأوى، وتحدوا كل ذلك وعملوا وأقاموا المشاريع فى ظل نفس التحديات التى يشكو منها المصريون -فساد وبيروقراطية وحيتان تأكل كل صغير فى السوق- ورغم ذلك نجحوا فى إثبات ذاتهم واستعادة بعض من حياتهم. ولذا على شبابنا التفكير وبصدق لأنه جزء كبير من المشكلة، ودليلى يا سادة تلك النماذج التى تضمنها الفيلم الذى عرض بالاحتفالية لشباب فى كافة المجالات -الفضاء، التكنولوجيا، الصيدلة، الاقتصاد- ولكنهم نجحوا وأثبتوا وجودهم رغم كل التحديات التى واجهتهم مع تنوعها. معتمدين على ركيزتين مهمتين فى طريق التحدى الذى سلكوه وهما «المعافرة» و«التتبيت فى الحلم». ولذا عافر لتصل لهدفك وتبِّت فى حلمك مهما كانت التحديات.
 
وتبقى كلمة أخيرة.. نعم فرحت بكل ما سبق، ولكن كأم كان قلبى يسألنى عن كل شارد من شباب هذا الوطن، سؤال علينا جميعاً التكاتف لمعرفة كيف نعيده للصف فتلك مسئوليتنا من الرئيس إلى المواطن.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع