الأقباط متحدون - مرتضى الأصدق فسخرتم منه
أخر تحديث ٠٠:٣٢ | الاربعاء ١٣ يناير ٢٠١٦ | ٤ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مرتضى الأصدق فسخرتم منه

مرتضى منصور
مرتضى منصور

د. مينا ملاك عازر
في جلسة مجلس النواب الإجرائية والأطول في تاريخ مجالسنا النيابية، كانت هناك مشاهد عدة تستحق التوقف عندها من بينها إغماء النائبة وإصرارها على استكمال الجلسة رغم العرض المقدم بأن تقسم القسم وتعود لبيتها للراحة، وعدم سماع أمين المجلس لصوت نائبة أخرى وهي تؤكد حضورها وتقسم القسم فأعاد النداء عليها عدة مرات، ومن بينها غياب ثلاث نواب عن الحضور وأيضاً إضافة جملة تحيا مصر لقسم أحدهم باليمين الدستوري، كل هذا يستحق التوقف والتحاور حوله، ولكن ما يدعك لأن تتناقش حوله بحق هو ما فعله المستشار مرتضى منصور بإضافة كلمة مواد على اليمين الدستوري الذي أقسم به ليكون احترامه منصباً فقط على مواد الدستور رافضاً دباجته التي تؤكد على أن ثورة يناير ثورة محترمة ولها مبادئ يجب مراعاتها.

لا يمكنك أن تصب اهتمامك على تناقض مواقف المستشار الجليل بين تأييده للثورة في مهدها، وتأكيده المستمر على أن ولده أحمد النائب الزميل له نزل لميدان التحرير وحضر الثورة التي لم يعد مؤمناً بها، وقد سبق له في مواقف أخرى قوله أنه سيضرب بالجزمة من يدعمها، نعم لا يمكنك أن تركز على هذا فقط وتترك مثلاً أنه حول صراع نجله مع السيد عمرو الشبكي في انتخابات مجلس النواب في دائرتهما لصراع بين الثورتين ثورة يناير وثورة يونيو، فله الحق في هذا كله حتى أن يدعم ثورة ويعود يهاجمها، فلا مانع في هذا ما دام مبني على مبادئ محترمة ورؤى تستحق الدراسة، وليس حباً في تملق السلطة الناجمة عن تلك الثورة، وله الحق في أن يرفض الدباجة ويعلن عن هذا بكل جراءة وأن يتلو القسم بسرعة دفعت البعض للسخرية منه، وهم أيضاً لهم الحق في أن يسخروا منه.

لكن السؤال مرتضى هو الأصدق فسخرتم منه لماذا؟ نعم لماذا تسخرون من المستشار وهو الرجل الصادق الذي أعلن عن موقفه في قسمه وبقسمه في حين أن هناك من اقسموا دون إثارة ضجة على احترام الدستور عاقدي النية على الحنث بقسمهم وعدم احترام الدستور والدباجة والمواد، كنواب كثيرين عقدوا العزم على تملق السلطة وتعظيم شأن الرئيس على حسب فهمهم لتعظيم الشأن فتراهم ينتون المطالبة بتعديل الدستور لاطالة مدة فترة حكم الرئيس أو لإعطائه صلاحيات وسلطات لا يعطيها له الدستور الذي أقسموا على احترامه أو لتعدد مدد حكم الرئيس، كل هذا وتراهم يقسمون بدم بارد على احترام الدستور الذي لا يحترمونه ويعتزمون تشويهه إمعاناً في التملق وإرثاء سلطة الفرد.

مرتضى كان صادقاً جاداً فيما اتخذه من مواقف أما هؤلاء لم يهتم بهم أحد، ولم ينتبه أحد لقسمهم الذي أقسموا به، وهم معلني المواقف من قبل القسم بأنهم سيغيرون الدستور، لا أدافع عن النائب المستشار مرتضى منصور ولا أهاجم هؤلاء الساخرين منه ولا حتى أهاجم هؤلاء الحانثين بقسمهم غير الصادقين في مواقفهم، ولكنني فقط أدافع عن دستور يستحق الاحترام وأحاول منع تكلفة البلاد مبالغ مالية جديدة لاستفتاء جديد قد ينقص من شعبية الرئيس ما لم يتوافد الناس بالملايين على التصويت فيه، كما أنه سيخسر الكثيرون مصداقيتهم بعد أن نراهم يتلونون بحسب رغبة أجهزة الأمن المديرة الحقيقية لمجلس النواب.
المختصر المفيد تحيا مصر ويحيا دستورها، ويسقط الكذبة والمتلونين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter