الأقباط متحدون - كلاب القش في مواجهة نمور ورق
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الاربعاء ١٣ يناير ٢٠١٦ | ٤ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

كلاب القش في مواجهة نمور ورق

محمد حسين يونس
مع بداية سبعينيات القرن الماضي(1969 بالتحديد).. كان أحمد الحضرى عميد معهد السينما يدير لوزارة الثقافة ((نادى سينما القاهرة )) ..ويعرض بسينما أوبرا كل يوم (أربعاء في حفل السوارية ) فيلما ترى لجنة من المتخصصين ..أنه عملا فنيا يستحق مشاهدة الاعضاء.

من ضمن هذه الافلام فيلم (كلاب القش)أنتج عام (1971) من اخراج سام بيكا وبطولة داستن هوفمان وسوزان جورج.

تفاصيل الفيلم لا تهمنا -هنا- إلا بقدر أنه  يمكن تلخّيصه في عبارة ((لا مجال للتسامح.. من الأفضل أن تؤذي الآخرين بدلا من أن يؤذونك هم ))
 و الفيلم مأخوذعن رواية للكاتب جوردن وليامز بعنوان ((حصار مزرعة ترنشر)) 

و يدور حول أستاذ الرياضيات الأمريكي الشاب (داستين هوفمان) وزوجته الجميلة (سوزان جورج)، الذي لم يتحمّل البقاء في الولايات المتحدة بعد أن  ساد فيها العنف وسيطرعلى كل شيء ؛ فالتجأ إلى قرية صغيرة هادئة في الريف الإنجليزي.

وعلى الفور يبدأ التحرّش.. عمّال البناء الذين يصلحون بيته الجديد يضايقون زوجته ويلمّحون لها، ثم يخنق أحدهم قطة الزوجة ويعلّقها في غرفة نومها، إشارة واضحة إلى أن بوسعهم الذهاب إلى حيث يشاءون وعمل ما يريدون.

الزوجة في حالة إحباط مزمنة؛ لأنها ترى أن زوجها وديع وضعيف أكثر من اللازم والزوج متسامح ومُصرّ على أن العمّال لم يفعلوا هذا، وهو  يعتقد أنه ببعض اللطف في المعاملة يمكن أن يفتح القلوب، لكن هذا كان ( في عرف المخرج ) خطأ قاتلا فيزداد تحرش العمال وسخريتهم منه

ثم يُبدي بعض الشباب الاستعداد لمصادقته، فيدعونه لرحلة صيد ، بل يقدّمون له بندقية قنص جيدة بدلا من بندقيته العتيقة، وتبلغ السخرية ذروتها عندما يوقفونه بين الأحراش لاصطياد البط، ويطلبون منه ألا يتحرّك غير عالم أنه بهذا يلعب دور الأحمق .. حيث  كان عدد منهم في الوقت ذاته يتسلّلون إلى بيته ليفاجئوا الزوجة الوحيدة، ويغتصبونها في مشهد طويل قاسٍ وشهير جدا.

عندما يعود لمنزله يكتشف ما قام به هؤلاء الأوغاد البريطانيون ..ومع تطورات الاحداث (التي لا تهمنا كثيرا) .. يتحول الاستاذ المسالم الي مواجهتهم ويملأ بيته بالمصايد والفخاخ ليوقع بالثيران الغاصبة .

ولقد جاء انتقامه منهم( في نهاية الفيلم ) عنيفا ودمويا، تصل فيه الأحداث لذروتها عندما تفرّغ الزوجة الباكية رصاص البندقية في أحد المتسللين.. لقد تعلّمت بدورها حرفة القتل..لنصل الي الحقيقة القاسية التي يخبرنا بها فيلم (( كلاب القش )) ..يجب أن تتعلّم لعبة العنف وأن تكون  أكثر قسوة من معذّبيك .. وإلا (( إزداد تحرش سفلة العمال بك وسخريتهم منك )). 

في بداية خمسينيات القرن الماضي(أكتوبر 1949) .. كان إنتصار ماوتسي تونج النهائي علي تشانج كاى شيك   وإعلان جمهورية  الصين الشعبية .. و كانت الدولة الوليدة تواجه بتهديدات من سياسي  أمريكا والغرب الداعمين (لكاى شيك) .. فأطلق عليهم (ماو ) لقبا .. لازال ملتصقا بهم (( إنما هم نمور من ورق )).
ليلة رأس السنة في كولون بالمانيا ..  إغتصب كلاب قش ضالة ومتسكعه في اوروبا (هربا من حكومات فاشيستية تقهرهم في بلادهم) ..حوالي 379 سيدة و فتاة  ( طبقا للبلاغات المقدمة منهن ) تحت نظر بوليس وأمن الولاية.

ماذا فعل الاوروبي الذى أضيرت زوجته أو إبنته ..  هل ترك الامر لحكومتة  !! .. حيث  (نمور الورق) غير القادرة علي  ضبط  سلوك المعتدين أووقف توالد وتزايد وإنتشار دمي ( تشاكي ) التي تعبث بالصبايا محتمية بسماحية قوانين المتمدنين .؟

أم بدأ الشباب المعركة حيث ((كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية  عن تعرض مجموعة من الباكستانيين والسوريين للاعتداء من قبل العصابات في كولون، بعد اتهامهم بسلسلة من الاعتداءات الجنسية في المدينة الألمانية ليلة رأس السنة )).

  كلما شاهدت فيديوهات  العدوان علي الصبايا الاوروبيات .. من تجمعات ذئاب العربان الشرسة ((فالذين تتركز حولهم تحقيقات الشرطة الجنائية هم من دول شمال إفريقيا. وغالبيتهم من طالبي اللجوء أو من الأشخاص المتواجدين في ألمانيا بشكل غير شرعي))...أيقنت أنه في يوم ما عندما تتطور معارك صد الاعتداء   وتتحول لحروب أهلية إثنية.. ستعرف نمور الورق(الكيوت ) .. كم ظلموا شعوبهم بتخاذلهم عن إتخاذ الاجراء المناسب في الوقت المناسب و أنه كان يجب أن تتعلّم (السيدة المستشارة)  قبل الترحيب بهم، مفردات اللغة الوحيدة التي تفهمها الضوارى أى كيف تكون عند اللزوم  أكثر قسوة من معذّبي الصبايا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter