الأقباط متحدون - روسيا تحمي داعش
أخر تحديث ١٣:٠٦ | السبت ١٦ يناير ٢٠١٦ | ٧طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

روسيا تحمي داعش

فلاديمير بوتين - الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين - الرئيس الروسي

بقلم- د. مينا ملاك عازر
برغم من الثأر الذي بين الروس والدواعش بعد إسقاط طائرتهم المدنية بسيناء وطائرتهم العسكرية بالأجواء السورية على الحدود التركية إلا أنه في الحقيقة أجد نفسي مضطراً لأن أصدق أوغلو رئيس الوزراء التركي حين قال تعليقاً على تفجيرات اسطنبول بأنهم يجدون أنفسهم عاجزين على الانتقام من داعش على أساس أن داعش هي من فجرت التفجيرات، المهم ليست قضيتي من فجر التفجيرات فيا عزيزي كلهم إرهابيين، لكن الحقيقة هنا تتجلى في أن أمر بات واقعاً- بعد أن أسقطت الطائرة المقاتلة التركية  المدافعة عن المصالح الداعشية التركية المشتركة من خلال خطوط النفط المضخة لتركيا الطائرة الروسية- ألا وهو أن تركيا صارت مكبلة لا يمكنها تنفيذ طلعات جوية داخل المجال الجوي السوري بعد أن حصنته روسيا بصواريخ مضادة للطائرات s400 تلك القادرة على عرقلة الطائرات وتعقب الطائرات التركية حتى في داخل مجالها الجوي.

باتت روسيا دون أن تقصد تدافع عن داعش ليس بقصد كما قلت لكنها حجة صادقة في وجهة نظر الأتراك، لكنهم لو أرادوا لاعتذروا عن فعلتهم الشنعاء في حق الروس وبات من يومها هم والروس يد واحدة لضرب داعش ولكن لعدم توافر الإرادة حتى وقت كتابة المقال تكتفي القوات التركيا بقصف خمس  مئة موقع داعشي بنيران المدفعية والدبابات وذلك دون استخدام السلاح الأكثر فتكاً والأكثر فاعلية وهو سلاح الجو.

أما هنا وموضوعنا تفجيرات اسطنبول وليس فقط ما نجم عنها ولكن أيضاً لماذا وقعت؟ فالسؤال الأهم هو، هل أردوغان مستفيد من تلك التفجيرات؟ نعم مستفيد، فربما يستطع أن يجد وسيلة ضغط على الروس بأن يقبلوا أن تعود طائراته للتحليق في السماء السورية ربما أيضاً أوجد فرصة لأن يظهر بمظهر الضحية وأنه وبوتين أي الأتراك والروس في الهواء سوا، وهذا قد يعني تكاتف مرة أخرى وفتح الباب مرة أخرى أمام الجميع ليتعاونوا بعد أن ذاقت ألمانيا مرارة داعش، وفرنسا كذلك، وها هي تركيا ومعهم روسيا. وبالمرة ينفي أردوغان ما وجه له من اتهامات بأنه وراء تفجيرات حدثت في تركيا إبان انتخابات الإعادة للبرلمان التركي ما يعني أنه بريء أيضاً من تهمة التعاون مع داعش تلك التهمة التي وجهت له ليست فقط من روسيا وإنما أيضاً من الصحف الغربية.

وإذا كان أردوغان مستفيد من التفجيرات هذه، فلا يعني هذا إلا أنه قد يكون وللمرة الثانية من ورائها كما كان وراء سابقتها التي أهلت حزبه لأن يحصل على الأغلبية المطلوبة لتعديل الدستور التركي ليكون على المقاس الذي يناسب طموحاته وأطماعه وأحلامه، وكله في سبيل حلمه المجنون بسيادة المنطقة يهون، خاصةً وأن كل الضحايا أو معظمهم سواح ألمان وليسوا أتراك أي أن الجريمة هنا لها البعد العالمي والدولي والتأثير أكثر واقعية على ألمانيا التي تربطها علاقات جيدة بروسيا، قد تُمكن أردوغان من استعادة وجوده الجوي في السماء السورية ولنترك الأيام القادمة تؤكد أو تنفي توقعاتنا وتكهناتنا وتحليلاتنا هذه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter