الأقباط متحدون - معنى زيارة السيسى للكاتدرائيه
أخر تحديث ٠٢:٠٩ | السبت ١٦ يناير ٢٠١٦ | ٧طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

معنى زيارة السيسى للكاتدرائيه

وكيف يتم الهدف؟

حنا حنا المحامى
لا شك أن كل المصريين المسيحيين والمسلمين الوطنيين ملاتهم النشوه والفرح بزيارة السيسى للكاتدرئيه بمناسبة عيد الميلاد المجيد.  ولكن ماذا بعد؟

إن أى دوله فى تاريخ الشعوب لا يمكن أن تنجح وتزدهر إلا بتحريم الفرقه والتفرقه حتى يكون الشعب يدا واحده له هدف واحد هو ازدهارها وتقدمها من خلال العمل والانتاج.

ففى دول المهجر مثل انجلترا وأمريكا وفرنسا واستراليا يحرم تحريما جازما وقاطعا أى نوع من الفرقه أو التفرقه بأى صوره أو أى هدف حتى لو كان فى ظاهره نبيلا أو بريئا.  لكل مواطن الحق فى أن يمارس عقيدته بالصوره التى تروق له طبقا لطقوسه وطقوس عقيدته.  وله أن يبنى ما يشاء من بيوت العباده فى ظل قانون موحد لبناء دور العباده.  وهذه الدور تكون عادة خاضعه لموافقة سكان المنطقه التى ينشا بها دار العباده, سواء كان كنيسه أو جامع أو معبد أو إلخ ........

والحكومه عادة لا تتدخل فى نوعيه العباده بل تستوى دور العباده جميعا أمام القانون من حيث التصاريح والمكان.  وفى أغلب الاحوال يحصلون على موافقة سكان المنطقه التى يزمع إنشاء دار للعباده فيها.  ولا تكون هذه الموافقه قاصره على عقيده دون أخرى.  بل كل دور العباده أمام القانون سواء.  ذلك أن الدوله تحترم كل العقائد وكل أفراد الشعب.

وكل ما يربط الدوله بكل أفراد الشعب هو التزام الفرد باحترام القانون, وعمله وإنتاجه ومدى الفائده العلميه والمهنيه التى يحققها لدولته.  ومسألة الديانه أصبحت مسأله قديمه جدا بل ومرفوضه فى أى دوله تبحث عن تقدمها ونجاحها.

إن الشخص فى عمله مطلوب منه أن يؤدى هذا العمل بأعلى كفاءه ممكنه. ولا يهم إطلاقا إذا كان يصلى أو لا إذا كان مسيحى أو لا, إذا كان بزبيبه أو لا.  كل ما يهم هو العمل والانتاج.

لذلك لا غرابه فى أن مصر لم تحقق أى تقدم علمى أو إنتاجى تماما على عكس ما تسمح به الكفاءات التى أنجبتها وتنجبها.

لقد كانت فى زيارة السيسى للكاتدرائيه معنى واضح جدا.  "إننا جميعا مصريون".

من هنا يتعين أن نركز على بعض الامور التى يتعين أن نتلافاها أو نثبتها حتى نحقق هذا الهدف, لا أقول النبيل بل الوطنى الذى بدونه لن تحقق مصر أى تقدم.  إن دول المهجر والسابق ذكرها لم تتقدم إلا بواسطة المهاجرين فهم اليد العامله التى تحتاج إليه تلك البلاد.  ولادراكهم أن بلاد المهاجرين تتمسك بالطقوس والعادات الدينيه, فقد سمحت ببناء المساجد والكنائس المصريه وغير المصريه كل مجموعه حسب عقيدتها ومعتقداتها.  وهذا يتم فى حرية تامه ولا تحكمه إلا القواعد التى تسرى على أى مبنى آخر.

ومن الغريب أن هذه القواعد بالنسبه للاقباط المسيحيين المصريين أسهل وأيسر بكثير من القواعد المنصوص عليها فى مصر.  كذلك الجوامع تسرى عليها نفس القواعد العامه.  لا يطبق عليها أى استثناء أو قواعد خاصه فى المقابل مثلا لما تتبعه مصر مع الاقليه المسيحيه المصريين.  كلا إطلاقا.  فالقاعده عامه مطلقه لا استثناء فيها.

والامر لا يقتصر على بناء دور العباده, بل له أثار سلبيه تؤثر على وحدة مصر فتستنفذ الصراعات وتبذل الجهود الذهنيه والزمنيه فى مسائل تضر أكثر مما تفيد.  فيتعين أن يكون وزير الخارجيه والداخليه ورئيس الوزراء مسلمين.  كما أن الغالبيه الساحقه من السفراء مسلمين وإذا وجد سفير مسيحى تم تعيينه فى دوله قد لا يسمع عنها إلا الندره من المثقفين المصريين.

يا حضرات الساده هذا الاسلوب الذى لا يمكن أن يتم تبنيه فى القرن العشرين لا يمكن إلا أن يؤدى إلى تقهقر مصر وتخلفها عن سائر دول العالم.

فمثلا قبل الثوره كان إبراهيم فرج "باشا" وزيرا للخارجيه وهو مسيحى.  وكلن مسيحيون عده يشغلون مناصب سفراء ويشغلون وزارات يسمونها بالسياديه مثل الداخليه والخارحيه.

ولكن الثوره ورجالها لا طيب الله ثراهم قاموا بالثوره وكأن بينهم وبين المسيحيين ثأر بايت.  ذلك أنهم قاموا وثاروا  وخرجوا من عباءة الاخوان المسلمين.  ولا يجوز أن يكون هناك منصب قيادى لمسيحى "كافر" فى دوله مسلمه.  ولكنهم خصصوا أقل وزارتين أحدهما وزارة التموين للمسيحيين.  ماذا كانت النتيجه؟  كان الجيش وقيادته قاصرا على المسلمين "دون المسحيين".  وكذلك الخارجيه "صورة مصر فى الخارج".  لا بد أن تكون مسلمه وموحده بالله.

بمعنى آخر كان الفكر يتسم بالتعصب المرذول فكانت النتيجه أمران كلاهما سلبى.  أصبح المسلمون يشعرون أنهم فقط أصحاب المناصب القياديه فكانوا يعيثون فيها فسادا لان عنصر المنافسه قد ضؤل أو انعدم.  وإنى أذكر على سبيل المثال لا الحصر أن أحد أقاربى الميسورين كان يقضى فتره طؤيله فى الصيف بالاسكندريه وكان يستأجر شقه فى عماره شاهقه على الكورنيش.  وكان بجوار العماره منزل من دور واحد يمكن أن نقول إنه كان فيلا.  وكان يراود هذه الفيلا الغيد الحسان ولكن ليس هذا هو المهم.  بل المهم هو أن الطعام كان يصل يوميا من مكسيم فى فرنسا بالطائره.  وهكذا كان ينم التعبير عن الثوره التى جاءت من أجل الشعب وليس من أجل ثله ممن استحدثوا الثراء لانفسهم على حساب العامه الذين كانوا يعانون الحرمان والعوز.  وبذلك كانت تتم الديمقراطيه والمساواه ومن فتح فاه لقول الحق أقفل فاه وأنفه وعيناه إلى الابد.

إجمالا كانت أسوأ حقبه مرت عليها مصر بل كانت حقبه سوداء حرم فيها الشعب من الحريه والعيش الضرورى لان ثورات مصر كانت تبدد فى الانقلابات الفاشله أو الغير فاشله وأسوأها ثورة اليمن التى ظلت لسنوات تستنفذ طاقاتنا بحجة أننا ندافع عن دوله عربيه شقيقه ينما هذه الدوله الشقيقه لا تريد أن ترى ظل عسكرى مصرى على أرضها.

وفى ذلك الوقت كان أحد أقاربى فى الجيش وقص على أنه بنيما كانوا يتناولون الطعام سويا كان يحدث انفجار يقضى على بعض الجند المصريين فكان الجنود المصريون ينتقمون له بأن ينفخوه إلى أن ينفجر وتنفجر أشلاؤه.  أى أن تلك المغامره كانت خرابا على اقتصاد مصر وجنود مصر.

وما أن تبوأ الاخ أنور السادات الحكم إلا واتجه بالثوره المسار الصحيح فقام بحجز أو حبس البابا شنودهلانه طالب بحق المسيحيين.  وبعد تحديد إقامة البابا بأسبوع لقى الاخ السادات حتفه على يد عصابته ومريديه من الاخوان.  أى أن يد الله كانت أقوى.

وما لبث أن استولى على "العزبه" الاخ حسنى مبارك وأسس حكمه على أمرين كلاهما مهين بطش وقهر ضد المسيحيين, والاستيلاء على مقدرات البلاد واقتصادها كعزبه ورثها من تركة البوسطجى والده.  وركز مع العادلى "أفندى" عزبه لها هدفان الاول إذلال المسيحيين والثانى الاستيلاء على اقتصاد مصر وثرواتها بواسطة مريديه وأولاده الذين أصبحوا كما يقول المثل: شبعه بعد جوعه.  وظل جاثما على صدر مصر والمصريين ثلاثه عقود ونيف كامله.  فما كان من الشعب الاصيل الكريم إلا أن انفجر فى ثوره لم يشهدها التاريخ شارك فيها كل رجل وكل امرأه وكل فتاه وكل شاب فى مصر من أقصاها إلى أقصاها.  وطبعا الوضيع لايمكن أن يرقى بفكره أو سلوكه فقد قام بالقضاء على ألاف من المتظاهرين, ولكنه لم يفلح أمام إصرار الشعب المصرى الاصيل والكريم.  وانتصر الشعب.

ثم تم تعيين رئيس المحكمه الاداريه العليا المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا. وبعد هذه المده, وبعمليه انتخابيه تتسم بالبلطجه أكثر من أى شئ آخر, انتصر الاخوان وعينوا بسلامته محمد مرسى.

وهنا هب الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى لانقاذ مصر من دمار محقق على يد الاخوان الغير مسلمين بل وليس لهم أى دين.

أدرك هذا الرجل الوطنى أن مصر شأنها شأن أى دوله أخرى لا يمكن أن تقوى أو تتقدم طالم وجد بها الانقسام, أى انقسام.  فثار على الاخوان وتمسك بوحدة مصر ليبعث فيها الماسك والقوه لتكون وطنا قويا متماسكا يؤمن أن علاقة المواطن تكمن فى ولائه لوطنه وليس لللدين ذلك أن الدين علاقه بين الانسان والخالق ولا شأن له بالوطن.  ذلك أن كل الاوطان على هذا الكون هى ملك للله الواحد الاحد.  كما أن كل الاوطان القويه تتعدد فيها الاديان دون أن تتدخل الدوله فى عبادة أى إنسان بل على العكس تحترم ديانة كل فرد أيا كان وتمنحه الحق فى بناء دار للعباده حسب عقيدته أيا كانت وذلك فى ظل قانون موحد لا يفرق بين عقيدة وأخرى أيا كانت..

وبهذا الفكر السليم بل والعاقل أدرك السيسى أن مصر لن تكون قويه إلا إذا كانت وحدة واحده لا فرق بين مسيحى أو مسلم أو معتنق أى دين آخر.  وهنا أقول بملء الفم أن مصر لو استمرت على هذا الحال فى حرية العباده لن تكون هناك دوله فى المنطقه أقوى منها.  وأود أن أقول إن الاستعمار الانجلزى كان قد أدرك هذه الحقيقه ولذا بذل قصارى جهده فى زرع الفرقه والتفرقه فى مصر بين المسيحيين والمسلمين حتى تتمكن من بسط سطوتها فى دوله ضعيفه هشه

ألبادى أن السيسى كان قد أدرك هذه الحقيقه فعمل منذ الوهلة الاولى على تثبيت هذا المفهوم الوطنى.  وهنا أقول أرجو أن يثبت هذا الاساس الوطنى ولا يتأثر بأفكار السلفيين فهم صوره أخرى من فكر الاخوان المسلمين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter