فى مثل هذا اليوم 17 يناير 1974م..
مفاوضات الكيلو 101..وكيسينجر يساله "ما الخطأالذى قلته؟"..
اغرورقت عينا الفريق محمد عبد الغنى الجمسى بالدموع ونهض من مقعده فى الخيمة المنصوبة عند الكيلو متر 101 طريق السويس القاهرة ..وتراجع الى ركن قصى فى الخيمة وبدأ يبكى ..وشاهده الجميع وبدأوا يتململون ..وتاثرت مشاعر الوفد المصرى وكان يمكن ان يرى المرء على وجوه الوفد اﻻمريكى انهم ايضا شعروا بالظلم الواقع على مصر..غير ان هنرى كيسينجر وزير خارجية امريكا كان ﻻيفكر اﻻ فى نفسه وشحب لونه وظل يدمدم قائلا :"مالخطأ الذى قلته؟".
هكذا كانت حالة رئيس اركان الجيش المصرى اثناء اول اتفاق لفك اﻻشتباك والفصل بين القوات المصرية واﻻسرائيلية والذى تم توقيعه واﻻعلان عنه فى مثل هذا اليوم (17يناير 1974) بمدينة اسوان مع السادات ..حسب ماياتى فى مذكرات اسماعيل فهمى وزير الخارجية الذى تقدم باستقالته احتجاجا على زيارة الرئيس الى القدس ويقول فهمى "كان السادات قد وافق فجأة على قصر الوجود العسكرى المصرى على 7اﻻﻻف رجل و300دبابة ،فادهش الجميع بما فيهم هنرى كيسنجر
وفى الواقع كان كيسينجر يقول طوال الوقت ان السادات لن يوفق او يرضى بما هو اقل من 250 دبابة "ويستكمل فهمى روايته "عندما عاد الفريق الجمسى الى المائدة صامتا كسيرا،بدأ كيسينجر يغرقه بمديح مسرف وظل يقول ان العسكريين اﻻسرائيليين يقدرون تماما كفاءات الفريق الجمسى وكان يأمل بذلك ان يصلح الضرر الذى اوقعه"..
وفى مذكراته "حرب اكتوبر 1973"يقول الجمسى "ابديت رفضى لتخفيض حجم القوات كما هو مقترح وقلت لكيسنجر بحدة :انك تعطى ﻻاسرائيل كل ما يضمن تأمين قواتها ،وتحرمنا من كل مايضمن تامين قواتنا..اننى ﻻ اوافق على ذلك ..وﻻ يمكننى كرئيس اركان حرب القوات المسلحة ايجاد المبرر له امام قواتى ورد كيسينجر بانه يصنع استراتيجية للسلام مستقبلاوهو موضوع مهم ولتحقيق ذلك تم اﻻتفاق على اﻻعداد المقترحة من القوات المصرية واﻻسلحة لتكون فى شرق القناة"
ويضيف الجمسى قلت لكيسينجر :" ﻻ اتحدث عن السلام ولكنى اتحدث عن تامين قواتنا ،وتركت غرفة اﻻجتماعات بانفعال بعد ان اغرورقت عيناى بالدموع و اتجهت الى الحمام"..ويقول الجمسى ايضا "وبعد انتهاء المفاوضات اتصلت بالفريق اول احمد اسماعيل وزير الدفاع بالقاهرة وشرحت له مادار فى اﻻجتماع وطلب اسماعيل الذى اتفق مع وجهة نظرى ان يتصل بالرئيس تليفونيا وﻻاعلم ماذا تم بعد ذلك"ولكن فىى اليوم التالى استدعى السادات الجممسى الى مكتبه باستراحة اسوان وطرح وجهة نظره
ولكن السادات قال "ان اﻻتفاق مع كيسينجر يجب اﻻلتزام به لصالح اﻻستراتيجية السياسية الجارى وضعها مع امريكا"!!