الأقباط متحدون - سيرك وشادر بطيخ
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الأحد ١٧ يناير ٢٠١٦ | ٨طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سيرك وشادر بطيخ

كمال أحمد
كمال أحمد

د. مينا ملاك عازر
عندما قدم النائب المخضرم كمال أحمد استقالته معترضاً على الضغوط لاختطاف البرلمان وصف أن ما شاهده كاد أن يكون مشاهد لسيرك أوشادر بطيخ، وهو محق في كل ما قاله، وأستطع أن أقول أنه كان مجاملاً لزملائه البرلمانيين ومتعدياً -وليسمح لي في هذا- على أعضاء السيرك وشادر البطيخ، ففي كليهما يكون الأعضاء منظمين ملتزمين لا يتعدى أحدهما على الآخر، يمكن يكون في شادر البطيخ يكون هناك قوى عظمى توجه التجار أي التاجر الأكبر يمكن، ممكن في السيرك هناك إدارة توجه، كذلك هو الحال في البرلمان هناك من يوجه ويقرر من ينتصر ومن يحصل على هذه اللجنة ومن يفوز بهذا المنصب، التكهنات كثيرة حول من هذه الجهة الموجهة للنواب؟

لكن في كل الأحوال وبعيداً عن تلك الجهة التي الله فقط وحده يحفظنا منها لو غضبت علينا، ففي كل الأحوال هي ستكون جهة قوية لا طاقة لي بها، في الحقيقة المهم أن النائب كمال أحمد أصاب الهدف بوصفه، لكن في الحقيقة -وليسمح لي بهذا- أن أكون مواجهاً للحقيقة بجراءة وأقول إن البرلمان المصري ليعبر بوضوح عن الشعب المصري الذي اختار هذا البرلمان، وليسامحني هذا الشعب الذي أنا منه، وأكن له كل احترام، وهذا لا يسيء له على الإطلاق، فهم حقاً من اختاروا هؤلاء، ولا ينكر أحد هذا، فالانتخابات نزيهة، صحيح هم اختاروا من بين المتاح، والآخر كان هكذا سيؤدي لنفس النتيجة.

سيصل من يحلف بالطلاق في جلسات البرلمان كسائقي التكتك، وهم صاروا أغلبية وليسوا منتشرين في عملهم فحسب بل في ثقافاتهم، وستجد من هم يدعون العلم والألقاب وهم كثر، وستجد في الشعب المصري من هو مثقف وفاهم وله رأي ولا يوجهه أحد وهم قلة، كافح الاندثار أمام هولات الضغوط والإحباطات، وتكافح أن يكون لها مكان ومكانة ليس حباً في المكان والمكانة وإنما فقط حباً في أن يستنير وطنها برأيها التي تثق فيه وتعرف جيداً أنه بحاجة له، وأن واجبها الوطني الذي يحتم عليها هذا.

فئات الشعب المصري متعددة ولا جدال في أنها ممثلة في هذا السيرك أو شادر البطيخ الذي يكاد أن يكون كارثة، فيما لو استمر هكذا، وكارثة أكبر لو لم يستمر هكذا، لأن عدم استمراره يعني فشل أجهزة الدولة المشكلة له، ويعني أنه لا أمل في أن شعبنا ينبذ ما بداخله من رديء ويختار الانتصار لحياته ولمصره، فهل ينتفض نوابنا ويجعلوا من سيركهم هذا برلمان يحاكي البرلمانات الكبيرة في العالم بل يرقى لتاريخ برلماني شريف ومشرف لمصرنا العزيزة أم يبقوا ينفذوا سياسات التاجر الكبير، ويتخلقوا بأخلاق الفئات التي اختارتهم ولا يحسنوا من تلك الأخلاق ليرتقوا بمجتمعهم.

المختصر المفيد أصلحوا ما بأنفسكم حتى تصبحوا قدوة وتصلحوا ما بالآخرين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter