لعل صوت المطربة "داليدا" كان من أهم الأصوات التي أثرت في مجال الموسيقى العالمية ولعل من أشهر أغانيها اغنية حلوة يا بلدي" والتي يتغنى بها المصريون منذ سنين مضت وكان لعدد من الرجال الأثر الكبير في حياة "داليدا" لتصبح اليوم علامة من علامات الموسيقى في العالم. 
 

كان أولهم رجل يدعى "رولاند برجر"، لمحها هذا الرجل وأعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع انها لابد أن تكون تملك مواهب وبحاجة لمن يكتشفها فتقدم إليها وتعرف بها وكان"رولاند" مدربًا للصوت، فتطورت علاقتهما فحاول اقناعها بالغناء وان تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وان الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة، لم تتقبل الفكرة، لكن الرجل استمر باقناعها حتى وافقت فبدأ باعطائها دروسًا في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثته من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، فأخذت تغني في الكباريهات الفرنسية.
 

وفي البناية التي تقاسمت فيها شقة مع صديقتها "جينا جوردل"، كان يسكن فيها أيضًا شاب وسيم هو "ألان ديلون" الذي أصبح فيما بعد ممثلًا مشهورًا. لم تكن تربطهما في ذلك الوقت سوى علاقة الجيرة والسلام، كان يلفت انتباهها وسامته، ولم تكن تعرف أنه هو الآخر يحلم بالشهرة مثلها ومن ثم وبحكم الجيرة والطموح المشترك أصبحا صديقين حتى بدأ أحدهما يشجع الآخر وفي أكثر المقابلات والاختبارات كان أحدهما يرافق الآخر وان فشل أحدهما في دور كان الآخر يواسيه أصبحت الحياة قاسية بالنسبة لـ "الآن ديلون" حتى أن داليدا كانت تطعمه من ثلاجتها عندما يداهمه الجوع.
 

مالك الكباريه قرر أخيرًا أن يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والاثارة، وعادت إلى شقتها سعيدة ومبتهجة، وكان هناك ينتظرها "آلان" بكل حماس ولهفة لأن يعرفوا ماذ حصل لها وهل نجحت بالاختبار ونالت مهنة كمغنية؟ الطريف أن "ألان" كان عنده اختبار أداء في صباح ذلك اليوم في استديو مع مئة ممثل ولم يصدق نفسه عندما اختاره المخرج أخيرًا ليعطيه دورًا.
 

في ذات مساء وحيث المكان الذي تغني فيه التقت بـ "الفريد"، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر. 

قال لها الفريد بأن اسمها "دليلة" غريب وعدواني بعض الشيء وعليها أن تغيره.. لم تستوعب داليدا الفكرة فهي منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار"داليلة " وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي"يولاندا" مع الاسم الذي تحبه"داليلة " وكانت النتيجة "داليدا".