الأقباط متحدون - موسكو- الدوحة.. التواصل أولا!
أخر تحديث ١٠:٣٥ | الاثنين ١٨ يناير ٢٠١٦ | ٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

موسكو- الدوحة.. التواصل أولا!

أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مطار فنوكوفو الدولي. موسكو الأحد 17 يناير 2016
أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مطار فنوكوفو الدولي. موسكو الأحد 17 يناير 2016

 بدأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني زيارته الرسمية إلى روسيا، والتي ستستمر إلى الـ19 من كانون الثاني/يناير الجاري.

وكانت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين قد توالت منذ عام 2001، ولكن ذلك لا يعني أن العلاقات بينهما كانت دائما على ما يرام.
 
ففي عام 2004، اغتيل الزعيم الشيشاني سليم يندربييف في الدوحة، واتهمت السلطات القطرية بقتله روسيين، حكمت عليهما بالسجن مدى الحياة، ثم سلمتهما إلى السلطات الروسية.
 
وتأزمت العلاقات من جديد بين موسكو والدوحة مع انطلاق موجة "الربيع العربي" المريب لروسيا في مطلع عام 2011، بسبب رغبة قطر، التي كان يمليها رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بإطاحة زعماء الدول العربية، وتحريض شعوبها على "الثورة"، وبخاصة في تونس وليبيا ومصر وسوريا.
 
وقد وصل الاحتقان بين قطر وروسيا إلى حد الاعتداء على السفير الروسي فلاديمير تيتورينكو في 29 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه في مطار الدوحة.
 
ثم انفجر الخلاف بين البلدين أثناء اجتماع مجلس الأمن الخاص باتخاذ قرار أممي حول سوريا في ليل 5/6 من شباط/فبراير من عام 2012.
 
وعلى الرغم من نفي وزارة الخارجية الروسية أن يكون المندوب الدائم للاتحاد الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قد هدد في ذلك الاجتماع بمحو قطر عن وجه الأرض، فإن مصادر مطلعة أكدت حدوث مشادة كلامية عنيفة بين تشوركين وحمد بن جاسم بسبب صلافة الأخير.
 
وفيما بعد بلغت العلاقات بين الطرفين حدا من التأزم دفع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تجاهل نظيره القطري وعدم مصافحته في ختام مؤتمرهما الصحافي المشترك، الذي عقد في الـ10 من آذار/مارس من عام 2012، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة لمناقشة آخر تطورات الأزمة السورية.
 
ومع مغادرة حمد بن جاسم منصبيه في الـ26 من شهر حزيران/يونيو من عام 2013 ظن المسؤولون الروس أن طريق التعاون أصبحت سالكة بين البلدين.
 
وسرعان ما خاب ظن هؤلاء، إذ تعكرت الأجواء بين روسيا وقطر بسبب إدانة الأخيرة ما سمته "ضم" روسيا لشبه جزيرة القرم في الـ12 من شهر آذار/مارس من عام 2014، وبسبب تعاون قطر الحثيث مع أوكرانيا لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال بهدف إحراج روسيا.
 
لكن الأجواء بدأت بالتحسن بين البلدين في العام نفسه بعد عقد اتفاقية استثمارية بمبلغ ملياري دولار، بين جهاز قطر للاستثمارات وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسية في شهر حزيران/يونيو على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
 
أما الزيارة الحالية، التي سبقتها زيارات قام بها رهط من زعماء الشرق الأوسط إلى روسيا في خريف العام الماضي 2015، فسيتصدر جدول أعمالها موضوعا الطاقة والأزمة السورية.
 
ووفق وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، فإن ممثلي روسيا وقطر سيبحثون أثناء زيارة الأمير تميم بن حمد الحالية التعاون في مجال الطاقة والتصنيع وصناعة المكائن والقطاع الزراعي.
 
ولم يستبعد الخبير الروسي بمشروعات الغاز أليكسي غريفاتش ("ريا نوفوستي"-15 01 2016) أن تَعرض قطر تقديم تنازلات إلى روسيا في مجال الغاز مقابل تنازلات في القضايا السياسية يقدمها الجانب الروسي.
 
لكن ليونيد إيسايف كبير الأساتذة في قسم العلوم السياسية في مدرسة الاقتصاد العليا الروسية، الذي يستشف رغبة قطر الواضحة بإقناع موسكو بالمرونة في عدد من قضايا الشرق الأوسط، يستبعد أن تستطيع الدوحة إقناع الكرملين بتغيير سياسته في الشرق الأوسط.
 
ويرى المراقبون أن الاختلاف سيبقى قائما حول سبل حل الأزمة السورية ما دامت قطر مصرة على إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى تمويل ورعاية الجماعات الإرهابية في سوريا.
 
ومع ذلك، فإن زيارة الأمير القطري تأتي في الوقت المناسب للتواصل على أعتاب جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف في الـ25 من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، وفي ظل تردي العلاقات الروسية-التركية، واحتدام النزاعات العرقية والطائفية بين الفرس والعرب والسنة والشيعة في الشرق الأوسط، ولا سيما أن روسيا تحافظ على علاقات جيدة مع قطر، حتى ولو اختلفت معها جذريا بشأن أزمات المنطقة.
 
لكن "الخلافات الجدية بين موسكو والدوحة حول المشكلة السورية ستبقى قائمة، وسيكون التغلب عليها أمرا بالغ الصعوبة"، كما تؤكد المستعربة الروسية يلينا سوبونينا، التي تشير في الوقت نفسه إلى أنه "من دون الحفاظ على الاتصالات الدبلوماسية مع قطر سيستحيل التوصل إلى تقدم كبير في المفاوضات حول سوريا".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.