أشرف حلمى
الإنقلاب الابيض الذى قام به ما يطلقون على انفسهم بالضباط الاحرار عام ٥٢ جاء بالتنسيق مع زعماء الوهابية الدينية بمنطقة الشرق الأوسط للسيطرة عليه فبدأ النظام السعودى بالتخطيط لعزل ملوك المنطقة بداية بالملك فاروق الاقوى عسكرياً بعد الخسارة الفادحة التى منيت بها الدول العربية فى حرب فلسطين عام ٤٨ حتى يفسح الطريق للملك السعودى الجلوس على عرش الدول العربية فوقع هؤلاء الضباط فى الفخ السعودى بالتعاون مع الاخوان المسلمين لإسقاط مصر فعمل نظام ال سعود على زرع الفتن بين طبقات الشعب المصرى وبث الكراهية فى حكم الملك وإتهامة بالعمالة وقامت الثورة وقفز العسكر على الحكم وإستولوا على اموال الاغنياء وتاميم ممتلكاتهم لصالح العمال والفلاحين وتشكيل مجلس الشعب مناصفة فيما بينهم دون النظرالى مؤهلاتهم او خبراتهم التى ستؤثر فى مستقبل مصر السياسى بين دول العالم , وبعد نجاح الجزء الاول لمؤامرة ٥٢ فجاء دور اليمن عام ٦٢ ودخلت مصر مجدداً بتحريض السعودية كى ما تكتمل خطة المملكة لإضعاف الجيش المصرى ما ادى نكسة ٦٧ .
لن تقف السعودية الى هذا الحد فحرضت على نشر الفكر الوهابى بعد حرب ٧٣ بمساعدة عمليها السادات الذى رزع العنصرية الدينية بين ابناء الشعب المصرى بتغير دستور وقوانين البلاد إضافة الى تشكيل جماعات الإسلام السياسى وإستخدامها لضرب الوحدة الوطنية وفزاعات لمعارضى الحكومة تمهيداً لأسلمة البلاد منذ إعلان العميل الوهابى انه رئيس مسلم لدولة إسلامية وتطاولة على مسيحى مصر حيث انتشرت ثقافة بدو الصحراء بين ابناء الشعب وانغلقت عقولهم واعطى إذناه الى شيوخ السلفية واصبحت فتاويهم احد مصادر التشريع والاحكام .
وبعد قيام مؤامرة ٢٥ يناير التى خططت لها الولايات المتحدة وعملائها الخليجيين والتى أتت بالإسلاميين لإقامة الخلافة الوهابية وجاءت من بعدها ثورة يونيو التى عصفت بالمشروع الوهابى الكبير وافزرت رئيس جمهورية منتخب يحبه الشعب المصرى الذى فشل فى تشكيل برلمان ناجح على الرغم من تغيير نظام الترشيح نظراً للسياسة التعليمة الذى تعمدت نشر الامية السياسية بين المصريين وعدم وضع مناهج خاصة لإعداد برلمانيين .
للاسف الشديد ان اعضاء البرلمان لا ذنب لهم فالدولة المصرية هى المسئولة عن صناعة نواب مجالس الدولة فهى تسير عكس الإتجاة منذ قرون بفضل من هم فى مناصب قيادية والذين يتم إختيارهم وتعينهم طبقاً لشروط معينة فمعظمهم غير مؤهلين لتبوء هذه المسئوليات فعلى سبيل المثال معظم المحافظين ورؤساء مجالس المدن من ضباط الشرطة والجيش كذلك معظم اعضاء مجلس الشعب الذين تم إختيارهم على اساس إنتمائهم للاحزاب او القوائم التى ترشحوا عليها على حساب مصلحة الدولة .
فالمعروف ان عضو البرلمان يلعب دوراً هاماً فى إدارة البلاد وسياساتها ولابد من ان تتطلب شروط معينة كما فى الدول المتقدمة التى تختار من البرلمانيين الوزراء والمحافظين فالعضو يبدأ من الصفر سواء كان مستقلاً او منتمى لاحد الاحزاب ويتدرج فى صعود السلم السياسى نحو البرلمان بداية من المحليات ولكل عضو برلمانى مكتب فى منطقته له سكرتارية خاصة يقوم بمهامة التى أنتخب من اجلها يستقبل فيه اهل دائرتة ويقوم بحل مشاكلة ويستمع الى طلباتهم , اما فى مصر هناك كثير من الاسباب المشروعة وغير المشروعة تؤدى الى إختيار ونجاح نائب البرلمان نعلمها جميعاً ولكى تتقدم مصر نحو مسقبل افضل
لابد من تغيير كثير من ثقافتنا والخروج من عباءة القبالية وجلباب التدين وتطهير ايادى المرتشون والبعد عن الطائفية ومحاكمة من يستخدم راس المال السياسى وتقديم مناهج تعليمية لطلاب المدارس لتعليم النظام السياسى للبلاد مع التطبيق العملى كالرحلات المدرسية الى مجالس المدن والمحليات ومبنى البرلمان وتفاعل الطلاب مع كافة المسئولين على كافة المستويات .