د. مينا ملاك عازر
الكتابة عما جرى في زيارة الرئيس الصيني للقاهرة أمر ممتع ومليء بالأفكار وكثيرون سيخوضون فيه، ولأنني أبحث مع حضرتك عزيزي القارئ على الوقوف لرؤية الأحداث من زاوية مختلفة، فاسمح لي أن أسعى معك لرؤية أمور أخرى بعيدة شيء ما عن الزيارة ولكنها ذات صلة، فالزيارة التي تأجلت من قبل بعد اشتراك مصر مع السعودية وباقي بلدان الخليج في الهجوم على الحوثيين في اليمن الموالين لإيران والصديقة القريبة من الصين رغم أهميتها إلا أنك لا يمكننك التغاضي عن أن الرئيس الصيني ممثل لمصالح بلاده المتعارضة في معظمها مع مصالح بلدك، فهو من مصلحته إتمام سد النهضة، ومن مصلحتك عدم إتمامه على وضعه الحالي، ومن مصلحته أن تبقى بعيداً عن أفريقيا لتزداد استثماراته هناك، ومن مصلحته أن تنمو إيران وأنت ليس من مصلحتك هذا ولا من مصلحة الدولة الصديق السعودية، وبعيداً عن هذا كله تعالى نتجول في تاريخ الرئيس شي جين بينج لنتعرف ونتأمل في أمور تستحق الانتباه.
 

وُلِد شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية في الخامس عشر من يونيو لعام 1953، وهو بذلك يكون أول رئيس صيني يولد بعد استقرار نظام الزعيم الأشهر ماو تسي تونج، وينتمي الرئيس الصيني الحالي لقومية تدعى "هان" من فوبينج بمقاطعة "شنشي" في شمال غرب الصين، تخرج من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة "تسينج – هوا" وتخصص في النظرية الماركسية والتعليم السياسي والأيديولوجي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في القانون بين عامي 1998 - 2002، ومما تقدم يظهر لك أنه متقارب في السن مع الرئيس السيسي وهو أمر قد يكون محمود العواقب لتقارب الأفكار العمرية والخبرات الشخصية ، كما يتفق مع الرئيس السيسي في كونهما اهتما بتنمية مهاراتهم الدراسية وزيادة علمهم بحصولهم على درجات علمية كالدكتوراه وغيرها، وان اختلفت توجهاتهم الاول توجهه دراسات مدنية والثانى عسكرية .
 

وقد وصل الرئيس الصيني الحالي لمنصبه من خلال تدرج في الحياة الحزبية إذ انضم للحزب الشيوعي الصيني في يناير من عام 1974، وسرعان ما تولى منصب أمين فرع الحزب لوحدة "ليانغجياخه" الإنتاجية في "كومونة ونآنيي" بمحافظة "يانتشوان" بمقاطعة "شنشى" مسقط رأسه،  وبين عامي 1979 و1985 شغل منصب سكرتير مدني بالمكتب العام في مجلس الدولة وسكرتير عسكري للمكتب العام التابع للجنة العسكرية المركزية للحزب ثم نائباً لأمين لجنة الحزب بمحافظة "تشنغدينج" بمقاطعة "خبي" شمال الصين فأميناً للجنة ومفوضاً سياسياً أولاً في الشؤون العسكرية في نفس المحافظة في عام 1985، حصل شي على عضوية اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني بمدينة شيامن في "فوجيان" جنوب شرق الصين ونائب لعمدة المدينة ثم عضوية اللجنة الدائمة للحزب في المقاطعة في 1993، حتى صار نائباً لأمين لجنة الحزب في المقاطعة بين عامي 1995 و2002. وهنا نتوقف للنقاش حول مسألتين جديرتين بالاهتمام وهما ما سنلتقي به مع المزيد من المعلومات والتحاليل الخاصة بالضيف الكريم الرئيس الصيني في المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.