الاثنين ٢٥ يناير ٢٠١٦ -
٣٧:
٠٨ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
زكريا رمزى
مطالبات عديدة الأن تطالب بإقرار قانون الزواج المدنى ، هذه المطالبات قادمة من الجهة القبطية وخاصة من لهم مشكلات شخصية لم يتوافقوا على حلها ، هؤلاء يطالبون الكنيسة بإقرار الزواج المدنى والكنيسة تقول لهم هذا شأن الدولة ، فهل للدولة المصرية الآن الجرأة على إقرار مثل هذا القانون الذى سيكون مثيرا للرأى العام وهادما للعادات والتقاليد الشرقية التى نشأنا عليها ، فهل يقبل الأب بأن تتزوج بنته بعقد فى الشهر العقارى بعيدا عن المؤسسات الدينية الروحية ؟ أعتقد الاجابة لا ، ولكن المعضلة الكبرى فى القانون هو اختلاف العقيدة وتعارضه مع الشريعة الإسلامية ، فالقانون المدنى يزوج الأشخاص بغض النظر عن ديانتهم فمن الممكن أن يتزوج مسيحى من مسلمة بمثابة هذا القانون . ولو طبق القانون على الأقباط فقط سيكون مخالفا للدستور لأنه يفرق بين الناس على أساس الدين .
لغط كثير يثيره القانون قبل التفكير فى اقراره ومشاكل كثيرة سيؤدى اليها حال عمله ، فالمجتمع المصرى يختلف عن المجتمعات الغربية فى كثير من الأمور .
ولكن هل الكنيسة عاجزة عن حل مشاكل أبنائها من المطالبين بالزواج الثانى ، حتى أن الفجوة اتسعت بينهم وصاروا بمثابة الأعداء ، فلا نجد هؤلاء إلا مهاجمين لاباء الكنيسة وكل قراراتها مهادنين لمن يساير طريقهم من الأساقفة والأباء ، مستخدمين الضغط الإعلامى على الكنيسة كى ترضخ لمطالبهم .
هم يريدون حلول كنسية ولو عجزوا عن ذلك نجدهم يتجهون للمطالبة بالزواج المدنى . والجميع يرى أن الكنيسة ليس لديها حل لأنها لا تطلق الا من ثبت زناه أو تغييره للدين .
فالزواج المدنى ليس حلا بل مشكلة فى حد ذاته فى مصر . سيحدث بسببه مشاكل طائفية لا حصر لها وسيقلب الحياة الاجتماعية رأسا على عقب ، فمن يستطيع تحمل نتائج إقرار هذا القانون فى مجتمع شرقى ذو عادات وتقاليد متعارف عليها منذ قرون عديدة . فلو تزوج مسيحى من مسلمة ماذا ستكون ردة الفعل فى المجتمع الذى يرفض مثل هذا الأمر بناء على الشريعة الاسلامية والدستور المصرى .
الزواج المدنى ليس حلا ولكن هروب من مشكلة الى مشكلة أكبر مشكلة سنخالف بها الدستور الذى وضع مؤخرا ووافق عليه الشعب المصرى .
مشكلة سنخالف بها قوانين السماء فى موضوع الزواج ، حين أراد الرب يسوع تنظيم عملية الزواج وجعله أمر مقدس لا يتم الا بالتبريك وحلول الروح القدس .
ان المنادين بهدم شرائع الزواج التى سار عليها الاقباط على مدار عشرين قرن انما هم يفعلون ذلك من أجل أنهم لا يحبون الا أنفسهم ويرغبون فى نيل ما يطمحون فيه بالضغط على الكنيسة وتفسير آيات الكتاب المقدس حسب رؤيتهم التى تحقق أهدافهم .
فيا طالبى الزواج المدنى أطلبوا هذا الزواج من الدولة وان وافقت فالكنيسة لا تمانع فى ذلك .
ويا طالبى الزواج الثانى متى تدركون أن شريعة الزوجة الواحدة هى تشريع سماوى نادى به الله عند خلقه لأدم ثم معين نظير له "حواء" والتى أغوته لكى يسقط فى الخطية وعندما اشتكى أدم الى الله من غواية حواء لم يطلب منه أن يخلق له حواء أخرى .
فهل يوجد فى مشاكل الحياة التى تعيشونها أصعب ما عاشه أدم عندما سقط وطرد من الجنة بسبب حواء التى لازمها حتى ماتا معا لينفذا وصية الله العادل الحق .